تصوير سالم الريس، المنصة
محاولات إنقاذ فلسطينيين أسفل الركام جراء استهداف الاحتلال مربعًا سكنيًّا بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، 9 أبريل 2025

موظفون يحتلون مقر مايكروسوفت احتجاجًا على استخدام تقنياتها في إبادة الفلسطينيين

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 20 أغسطس 2025

احتل العشرات من موظفي مايكروسوفت، حاليين وسابقين، أمس، المقر الشرقي للشركة في ريدموند بولاية واشنطن احتجاجًا على ما وصفوه بـ"تواطؤ" الشركة في تمكين جيش الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ عمليات في غزة ومراقبة الفلسطينيين عبر استخدام خدماتها السحابية، وفق الجارديان.

جاء التحرك بعد أقل من أسبوع من إعلان الشركة فتح تحقيق مستقل بشأن مزاعم استخدام منصة Azure التابعة لها في عمليات المراقبة، وأعلن المحتجون، الذين نصبوا خيامًا داخل المبنى وسمّوا المساحة "منطقة حرة"، رفضهم لما أطلقوا عليه "العمل من أجل الإبادة الجماعية"، رافعين لافتات كُتب عليها "انضم إلى انتفاضة العمال" و"ساحة الأطفال الفلسطينيين الشهداء".

وطالبت الاحتجاجات، التي نظمتها مجموعة "لا لأزور للإبادة الجماعية"، مايكروسوفت، بسحب استثماراتها من إسرائيل.

وقال الموظف السابق حسام نصر، 26 عامًا، إن تصعيد التحركات جاء بعد اغتيال الصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف على يد جيش الاحتلال.

وأضاف نصر، الذي عمل ثلاث سنوات في مايكروسوفت قبل فصله إثر تنظيمه احتجاجًا داعمًا لفلسطين، أن "استهداف الشريف تزامن مع تقارير صحفية تحدثت عن تخزين مايكروسوفت بيانات مراقبة جماعية لمكالمات الفلسطينيين".

كانت الجارديان البريطانية ومجلة +972 الإسرائيلية كشفتا مطلع الشهر الجاري عن استخدام الوحدة العسكرية الإسرائيلية 8200 لخدمات Azure لتخزين تسجيلات لمكالمات الفلسطينيين في الضفة وغزة، لكن مايكروسوفت نفت علمها باستخدام تقنياتها لمراقبة المدنيين.

الاحتجاج الأخير تزامن مع تقارير دولية عن تفاقم الوضع الإنساني في غزة، إذ حذرت الأمم المتحدة من انتشار المجاعة والأوبئة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية عقب هجوم 7 أكتوبر 2023.

وقالت نسرين جرادات، 29 عامًا، وهي إحدى الموظفات المشاركات في الاحتجاج "في كل ثانية ننتظرها، يزداد القصف والجوع في فلسطين، لم يعد الصمت خيارًا".

وانتهت المظاهرة بعد ساعتين بتدخل الشرطة، التي أبلغت المحتجين بأنهم يواجهون تهمة التعدي على ممتلكات الغير إذا رفضوا المغادرة.

ولم تكن مايكروسوفت وحدها التي ارتكبت هذه الممارسات، إذ أخطرت شركة جوجل في أبريل/نيسان من العام الماضي 28 من موظفيها بفصلهم عن العمل بعد يوم من مشاركتهم في احتجاجات نظمها العشرات في مكاتب الشركة بنيويورك وسياتل وسانيفيل بولاية كاليفورنيا ضد عقد أبرمته الشركة مع إسرئيل في إطار ما يعرف بمشروع نيمبوس.

ونيمبوس هو عقد بين الحكومة الإسرائيلية وشركتي جوجل وأمازون يتعلق بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بقيمة 1.2 مليار دولار أمريكي، ينص على إنشاء نظام آمن مماثل لـGoogle Cloud على الأراضي الإسرائيلية، على نحو يمكن الحكومة الإسرائيلية من إجراء تحليل للبيانات على نطاق واسع، والتدريب على الذكاء الاصطناعي، واستضافة قواعد البيانات، وأشكال أخرى من الحوسبة القوية باستخدام تكنولوجيا جوجل، مع القليل من الإشراف من قبل الشركة. 

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب، رغم استمرار المفاوضات بهذا الشأن.