• الرئيسية
  • انشئ قصة
  • انشئ تقريرا
  • أنشئ مصدر
  • بحث
  • قصص
  • تقارير
  • المصادر
  • أقسام
  • دعم و مساعدة
  • عن الموقع
  • تسجيل الدخول
  • مناهضة التحرش والتمييز
  • عن المنصة
  • كتاب الأسلوب

صورة مفتوحة المصدر لساحة الأمويين في دمشق - ويكيميديا

رؤى

السوريون مروا من هنا: ياسمين دمشق يزهر في القاهرة

شاهر عياد ● يونيو 11 2019
0 
شارك
  • شارك على فيس بوك
  • شارك على تويتر
  • شارك على جوجل+
تابع القصة1

شوارع دمشق التي لا تُمكّن الاغتراب من التسلل إلى من يسير فيها مهما بدا غريبًا، يستحق أبناؤها أن يحلّوا أينما شاؤوا، فتكون كل الأبواب مفتوحة لهم، يطيلون البقاء كما أحبّوا دون أن يكترثوا بطنين الذباب.

دمشق، نوفمبر/ تشرين الثاني 2011

انطلقت السيارة من أمام الباب الرئيسي للفندق نحو مطار دمشق الدولي. كانت هي المرة الأولى التي أسكن فندقًا في مدينتي. لم أستسغ دلال موظفي الفندق وهم يعاملونني كغريب، فأنا لست غريبًا. الغريب حقًا أن ينزل المرء فندقًا في مدينته، وأن يتوجه إلى المطار في سيارة أجرة.

انتهت رحلة العمل التي بدأت قبل عشرة أيام، رحلة كان لزامًا أن تظل محاطة بستار من السرية حاولنا الحفاظ عليه باستخدام كل الحيل التكنولوجية التي نعرف، ولكن وحتى اللحظات الأخيرة والسيارة في طريقها إلى المطار، كانت هواجس الانكشاف تطفو على السطح في ظل رقابة تحيط بكل شيء.

أغادر إذن مدينتي كغريب في سيارة أجرة مع رجل لا أعرفه. نتواطأ على الصمت الذي يقطعه من حين لآخر صوت إشعال سيجارة وحكايات مفتعلة عن اللا شيء، قبل أن يتمنّى السائق انتهاء "الأحداث" -التي كانت في بدايتها- سريعًا. ينشد الهدوء ويترحم على أحد أقاربه، ثم يتمتم بكلام غير مفهوم، لم أميز فيه سوى ذلك المزيج من الحزن والغضب.

أغادر مدينتي كغريب كما عدت إليها كغريب قبل عشرة أيام من أجل عمل كان عليَّ أن أتحرك بحذر ودون إثارة المشاكل لأنجزه وأعود سالمًا. لا سهرات مع الأصدقاء القدامى ولا تجول عشوائي في الشوارع التي قضيت فيها أكثر من 11 سنةً، لن ألاحق ذكريات لحظات التكوّن حيث بدأ كل شيء؛ اكتشاف العالم، الصداقات الأولى في المدرسة، المباراة الأولى في كرة القدم، قصة الحب الأولى، والمحاولات الأولى للتحايل على الأهل بعد ارتكاب حماقات الطفولة.

يتواصل الصمت في السيارة التي اقتربت من طريق المطار السريع وهي تغادر المدينة التي أشعر بالألفة في كل أركانها. ألفة لا مثيل لها، نحو رائحة هوائها المخلوط بالياسمين الذي يزهر في الشوارع، وبرودة وصفاء مياه عين الفيجة، طرقاتها الهادئة المرحبّة الوديعة المنظمة النظيفة بلا تكلّف، وجوه أهلها البشوشة وعاداتهم اليومية والموسمية في الطعام والشراب، السهرات الصيفية في المطاعم المتناثرة على طريق الربوة، البيوت ذات الحدائق الصغيرة التي يسميها أصحابها "أرض الديار" والنافورة التي يطلق عليها "بَحْرَة"، ورائحة القهوة المغلية.

سنوات وسنوات كنت هنا، وسنوات وسنوات كانت مُرحّبةً حتى نسيت أن جذوري لا تمتد في هذا المكان.

فقط في دمشق، لن تشعر بالغربة أبدًا.


فاصل إخباري

في الأيام الأولى لعام 2011، كانت الأحداث مشتعلة.

أزمة حكومية خانقة في لبنان بعد تعثر التوافق على اسم رئيس الوزراء ودول الخليج تعلن فشل محاولاتها للوساطة. وثائق مسربة تكشف أن مسؤولين بالسلطة الفلسطينية تحدثوا مع نظرائهم الإسرائيليين عن استعدادهم للتنازل عن مساحات كبيرة من القدس الشرقية. انسداد سياسي واجتماعي في مصر بعد انتخابات برلمانية زوّرت علنًا وشرطة تزداد توحشًا وانفجار طائفي في الإسكندرية ورئيس مصاب بالخرف، احتجاجات شعبية في الأردن ضد ارتفاع الأسعار وفي اليمن ضد علي عبد الله صالح؛ وثورة في تونس.

ثم؛ خبر عاجل تبثه الفضائيات. "بن علي هرب!" هذه المظاهرات التي تنامت وتوسعت وتضخمت كتلها أصبحت في أقل من شهر ثورة كبيرة تمكنت من إسقاط رئيس.

أحجار الدومينو ستسقط الآن.


دمشق، يناير/ كانون الثاني 2011

الناس في شوارع دمشق يتحدثون عن ذلك الرئيس الذي أسقطه شعبه.

أحاديث السياسة بشكل عام، خاصة عندما يتعلق الأمر بإسقاط الأنظمة، ليست الأحاديث المعتادة في شوارع هذه المدينة.

ثلاثة أيام بعد هروب بن علي، وبالقرب من شارع بورسعيد في وسط دمشق، وقف رجل يحمل بيدٍ ورقة مطبوعة يبدو أنه التقطها من رزمة أوراق يضعها في حقيبة كتف بالية، وبيده الأخرى يمسك ميكرفونًا صغيرًا جعل صوته مسموعًا من على مسافة عشرة أمتار، وهو يخبر الناس عن مرسوم جديد أصدره الأسد بإقرار خطة لدعم وقود التدفئة، ويدعو، من يريد، إلى تسلّم نسخة رسمية من القرار.

مرسوم الدعم هذا، وطريقة الإعلان عنه بإرسال موظفي الحكومة للصياح في الشوارع، شجعا الناس على الحديث علنًا عن "قلق النظام".

لم تعد هذه الأحاديث مخيفة في دمشق، مثلما لم تعد مخيفة في البلاد التي عصفت بها رياح الربيع، خاصة مصر التي ستنفجر فيها ثورة حاشدة بعد 11 يومًا من سقوط بن علي.


القاهرة، صيف 2012

اللهجة السورية تكاد تصبح اللهجة المألوفة في شوارع 6 أكتوبر.

بعض من الملايين الذين هربوا من جحيم بلد أنهكته الحرب ومزقته الطائفية استقروا في القاهرة، بعد أن قتل النظام في سوريا من استطاع من المعارضين، وتكفل الجهاديون القادمون من أصقاع الأرض لدحر "العلويين والروافض" بالبقية.

الغالبية لجأت إلى دول الطوق السوري، لبنان والأردن وتركيا بل وحتى العراق، آخرون ألقوا بأنفسهم في قوارب متهالكة تحاول الإبحار إلى أوروبا، والأوفر حظًا ربما استقروا في القاهرة، وجميعهم كانوا يبحثون عن استعادة حياتهم، عن استعادتها بكرامة.

ولأن الكرامة يكفلها العمل، تناثرت في الضاحية الهادئة دكاكين التجار السوريين؛ عطارون وتجار عطور وصيانة هواتف محمولة، وانتشر سائقو تاكسي في الشوارع. الحلاقون أيضًا كان لهم نصيب ووجدوا هنا رزقًا.

"صنايعية" أبهروا عملاءهم بجودة عملهم والتزامهم ووجوههم البشوشة. الجدران في شوارع الضاحية الهادئة امتلأت بإعلانات عن سباكين وفنيي كهرباء تنتهي أسماؤهم بـ "السوري". أصبح هذا لقبًا يمنح صاحبه ميزة تنافسية في سوقٍ واسع للعمل.

وكأن جزءًا من دمشق انتقل إلى القاهرة. مطاعم شاورما ومناقيش و"بروستد" ودجاج مشوي، ومحال حلويات تصطف على فتارينها الكنافة المبرومة حتى تظن لوهلة أنك في ساحة المرجة، وبسطات في الشوارع يبيع أصحابها الزعتر والمتّة والمخللات وزيت الزيتون والحلويات والقهوة.

أخيرًا؛ قهوةٌ سوريّةٌ في القاهرة!


دمشق، نوفمبر/ تشرين الثاني 2011

تتواصل الرحلة إلى المطار.

على الطريق، تناقصت أعداد البنايات إلى أن غادرت السيارة المدينة، وها هم الغرباء يقفون بزيهم العسكري على الحواجز يحملون أسلحتهم ويطلبون المبررات.

في مدينتي أنا كغريب. أؤلف القصص وأسوق مبررات وجودي وأخصص لكلٍّ حكايته. حكاية للأمن وحكاية لموظفي الفندق وحكاية ثالثة للجنود على الحواجز. هل ينبغي حقًا أن أقدم مبررات لتواجدي في مدينتي؟

في النهاية حصل الغرباء على مبرراتهم، وأقلعت الطائرة من المطار.

بعد ثوانٍ من إقلاعها كنت أعرف أنني أودّع دمشق إلى أجل غير معلوم. نظرات متوسلة إلى محيطها، بناياتها، أشجارها، والسائرين في شوارعها. شوارع دمشق التي لا تُمكّن الاغتراب من التسلل إلى من يسير فيها مهما بدا غريبًا، يستحق أبناؤها أن يحلّوا أينما شاؤوا، فتكون كل الأبواب مفتوحة لهم، يطيلون البقاء كما أحبّوا دون أن يكترثوا بطنين الذباب.

  • تحديثات
  • مشاركات
آخر تحديث 5:49م on يونيو 11, 2019 القاهرة، مصر

وسوم

  • سوريا
  • مصر
  • الحرب الأهلية في سوريا
  • دمشق

الأكثر انتشارا

  • تلك الأحداث| الحياة هادئة داخل المعسكر

  • مطلقات شرعًا ومتزوجات أمام القانون: نساء معلقات بأطراف الألسنة

  • خضروات أكثر وسكر أقل: أشياء هامة لعبور متلازمة ما قبل الدورة الشهرية بسلام

  • ساعات مع "جريندر".. مغامرة في تطبيق مواعدة المثليين

مزيد من القصص في رؤى

  • تلك الأحداث التي لا يجب ذكر اسمها

    سيد تركي
    21سا
    0 
    تلك الأحداث التي لا يجب ذكر اسمها
  • تلك الأحداث| خروج مسيحيٌّ مؤقت إلى دولة المواطنة

    بيتر مجدي
    21سا
    0 
    تلك الأحداث| خروج مسيحيٌّ مؤقت إلى دولة المواطنة
  • تلك الأحداث| 10 سنين من الثورة يا نوبة

    مازن علاء
    21سا
    0 
    تلك الأحداث| 10 سنين من الثورة يا نوبة
  • تلك الأحداث| نادي الـ11 تحت الأرض

    خالد أحمد يوسف
    21سا
    0 
    تلك الأحداث| نادي الـ11 تحت الأرض

مزيد من القصص في دمشق

  • ع َ السريع| مدارس انترناشيونال حكومية بـ 15 ألف جنيه.. و"إبرا" في نادي الـ 500

    فريق النشرة
    16 سبتمبر 2018
    0 
    ع َ السريع| مدارس انترناشيونال حكومية بـ 15 ألف جنيه.. و"إبرا" في نادي الـ 500
  • عَ السريع| السيسي يدعم "طريق الحرير" .. وقس يعتذر عن تحرشه بأريانا جراندي

    فريق النشرة
    2 سبتمبر 2018
    0 
    عَ السريع| السيسي يدعم "طريق الحرير" .. وقس يعتذر عن تحرشه بأريانا جراندي
  • عَ السريع | طبول الحرب تُقرع في دمشق

    فريق النشرة
    14 أبريل 2018
    0 
    عَ السريع | طبول الحرب تُقرع في دمشق
  • عَ السريع| تفجير انتحاري في دمشق.. وإسرائيل تشن حملة اعتقالات في الضفة

    فريق النشرة
    2 يوليو 2017
    0 
    عَ السريع| تفجير انتحاري في دمشق.. وإسرائيل تشن حملة اعتقالات في الضفة

مزيد من القصص في الحرب الأهلية في سوريا

  • سياسة بسبب الحرب السورية: عسكريون فرنسيون ينتقدون بلادهم ووزيرة الدفاع غاضبة

    نيللي جرجس
    23 فبراير 2019
    0 
    بسبب الحرب السورية: عسكريون فرنسيون ينتقدون بلادهم ووزيرة الدفاع غاضبة
  • عَ السريع | إسرائيل تقصف سوريا.. وغارات سعودية على صنعاء

    فريق النشرة
    21 يناير 2019
    0 
    عَ السريع | إسرائيل تقصف سوريا.. وغارات سعودية على صنعاء
  • عَ السريع| مظاهرات في السودان بسبب الأسعار.. وأمريكا تقرر سحب قواتها من سوريا

    فريق النشرة
    20 ديسمبر 2018
    0 
    عَ السريع| مظاهرات في السودان بسبب الأسعار.. وأمريكا تقرر سحب قواتها من سوريا
  • عَ السريع| هجوم في العريش ولقاء في الوراق.. والأكراد مُصرّون على الاستقلال

    فريق النشرة
    13 أغسطس 2017
    0 
    عَ السريع| هجوم في العريش ولقاء في الوراق.. والأكراد مُصرّون على الاستقلال

مزيد من القصص في مصر

  • عَ السريع| النيابة تكذّب هيومان رايتس ووتش.. وتحقق في فيديو منسوب لرانيا يوسف

    فريق النشرة
    31 يناير 2019
    0 
    عَ السريع| النيابة تكذّب هيومان رايتس ووتش.. وتحقق في فيديو منسوب لرانيا يوسف
  • سياسة ما هي "ضمانات الأمان" التي حصل عليها تركي آل الشيخ للاستمرار في مصر؟

    محمد السادات
    20 يناير 2019
    0 
    ما هي "ضمانات الأمان" التي حصل عليها تركي آل الشيخ للاستمرار في مصر؟
  • عَ السريع| السيسي يستجيب لـ"الحاجة صفية".. وإيطاليا تعثر على جثة مصري اختفى قبل 15 عامًا

    فريق النشرة
    16 يناير 2019
    0 
    عَ السريع| السيسي يستجيب لـ"الحاجة صفية".. وإيطاليا تعثر على جثة مصري اختفى قبل 15 عامًا
  • سياسة شاهد: تهديدات أمنية وأعمال انتقامية من المتعاونين مع المقررة الأممية للحق في السكن

    هاجر هشام
    18 ديسمبر 2018
    0 
    شاهد: تهديدات أمنية وأعمال انتقامية من المتعاونين مع المقررة الأممية للحق في السكن

مزيد من القصص في سوريا

  • عَ السريع | إسرائيل تقصف سوريا.. وغارات سعودية على صنعاء

    فريق النشرة
    21 يناير 2019
    0 
    عَ السريع | إسرائيل تقصف سوريا.. وغارات سعودية على صنعاء
  • عَ السريع| أسماك نافقة في البحيرة.. والصين على المعتم من القمر

    فريق النشرة
    3 يناير 2019
    0 
    عَ السريع| أسماك نافقة في البحيرة.. والصين على المعتم من القمر
  • عَ السريع | إخلاء سبيل ستة من مشجعي الأهلي.. والبشير يشكل لجنة لتقصي الحقائق

    فريق النشرة
    2 يناير 2019
    0 
    عَ السريع | إخلاء سبيل ستة من مشجعي الأهلي.. والبشير يشكل لجنة لتقصي الحقائق
  • عَ السريع | حزب يميني جديد في إسرائيل.. ورئيس جديد للكونجو الديموقراطية

    فريق النشرة
    30 ديسمبر 2018
    0 
    عَ السريع | حزب يميني جديد في إسرائيل.. ورئيس جديد للكونجو الديموقراطية
  • تدوينة منالمنصة
  • بدعم من Checkdesk
  • بيان التحقق من صحة المعلومات
  • شروط الاستخدام
  • عن Checkdesk