صورة أرشيفية

عمليات التجميل تستقطب الرجال: الكل يبحث عن نضارة الوجه

منشور الثلاثاء 17 أكتوبر 2017

ينظر محمد عبد الراضي البالغ من العمر 50 سنة في المرآة قبل توجهه إلى العمل فيباغته التغيّر الواضح في ملامح وجهه عن مرحلة الشباب، يتمنى لو أنه استطاع استعادة نضارة وجهه،  يمضي إلى العمل ولكن يظل هذا الأمر عالقًا بذهنه حتى وصوله إلى المكتب. 

مع انهماك محمد الذي يعمل مهندسًا في عمله ما زالت الفكرة تسيطر عليه، إلى أن يفكر جديًا في الذهاب لإحدى عيادات التجميل وإجراء جراحة بسيطة للحصول على مظهر أكثر نضارة وجمالًا. 

هو يعتقد أن الجمال أيضًا مهم للرجال كما هو الحال بالنسبة للنساء. 

درجت العادة في المجتمعات الشرقية على اعتبار أن عمليات التجميل أمر متعلق بالنساء، ولكن في الواقع فإن الرجال أيضًا يخضعون لتلك الجراحات، رغم ما تقابل به من تحفظ مجتمعي استنادًا إلى أعراف لا تعتبر دائمًا أن الجمال من الأمور المهمة بالنسبة للرجال. 

محمد عصمت طبيب تجميل يعمل بإحدي المراكز الخاصة يرى إن اهتمام الرجل بأناقته وسعيه الدائم لتقليم أظافره أو اختيار ربطة عنق ملائمة لملابسه، لا يختلف كثيرًا عن سعي الرجل للحصول علي مظهر جذاب وجميل أيضا مشيرًا الي أن غرف عمليات التجميل لم تعد مقتصرة علي النساء فقط بل أصبحت متاحة للرجال أيضًا.

من محمد عبد الراضي لسعد أمين الشاب الذي يبلغ من العمر 35 سنة، ولا يجد مشكلة من الاعتراف بإجرائه عملية تجميل وشد منطقة البطن رغم أن المجتمع لم يتقبل بعد تلك الفكرة، من أجل الحصول علي مظهر أفضل بعدما كان يعاني من زيادة الترهلات بتلك المنطقة ما سبب له الكثير من المضايقات والمشاكل الصحية أيضًا.

قطاع كبير من الرجال يقبلون علي تلك العمليات سرًا فكما قال الدكتور محمد عصمت إنه يقابل رجالًا عدة يقومون بإجراء عمليات تجميلية دون الرغبة في الإفصاح عن هوياتهم أو الإدلاء بمعلومات حول أماكن عملهم أو محل إقامتهم خوفًا من نظرة المجتمع التي ما زالت ترفض تلك العمليات ومنهم من يلجأ للدول العربية وعلى رأسها دبي لإجراء تلك العمليات.

 

 

بالفعل تختلف تكاليف عمليات التجميل داخل مصر وخارجها وتأتي لبنان ودبي بقائمة الدول الأكثر سعرًا في عمليات التجميل للرجال والنساء.

لاتوجد إحصائيات رسمية محددة حول نسبة الرجال المقبلين على عمليات التجميل لعدم إفصاح الرجل أو إعلان هذا الأمر بشكل واضح ولكن أطباء قالوا إن النسبة إلى ازدياد. 

مؤخرًا أقيم مؤتمر طبي بدولة الإمارات العربية في السادس والعشرون من شهر مارس/آذار بالعام الجاري تحت عنوان "دبي درما"وشارك به العديد من الأطباء من كافة دول العالم وأوضح المؤتمر أن نسبة عمليات لتجميل للرجال من مختلف الدول العربية إرتفعت لنسبة 20% بعدما كانت 5% فقط قبل عشر سنوات.

بحسب ما قاله الدكتور محمد عصمت فإن الرجال المقبلين علي عمليات التجميل عادة ما يتجاوزون الثلاثين سنة، كما أن العمليات الأكثر شيوعًا هي شد منطقة البطن من الدهون وشد ترهلات الوجه أيضًا، مع حقنه لزيادة النضارة، كما يعاني بعض الرجال من وجود الشعر بكثافة في مناطق غير مرغوب بها كالظهر مثلًا، فيقومون بإزالته باستخدام الليزر بالإضافة لعمليات إبراز العضلات وزرع الشعر لمواجهه الصلع.

ويضيف عصمت أن أسعار وتكلفة العمليات تختلف من عيادة لأخري فعملية شفط الدهون مثلًا تبدأ من ثلاثة آلاف جنيه وتصل إلى عشرة آلاف كما تبدأ عمليات شد ترهلات الوجه من ألفي جنيه وتصل إلى خمسة آلاف جنيه، بينما تبدأ أسعار عمليات التجميل بالنسبة للنساء من عشرة آلاف جنيه لشفط الدهون. 

"م .ع" الذي يبلغ عمره 48 سنة ورفض أن يذكر اسمه الحقيقي قرر إجراء عملية زرع شعر بعدما أصيب بالصلع ما أثر على تساقط الشعر على مظهره فأصبح يبدو أكبر من عمره الحقيقي، فبدأ يستخدم الكريمات المؤقتة لمواجهة هذا الأمر حتي قام بعملية الزرع، ومع ذلك فإنه لا يفضّل الحديث عن هذا الأمر الذي لم يخبر به أحدًا سوى المقربين منه. 

النساء تنقسم آرائهن حول الأمر فهناك من تتقبله وهناك من ترفضه منال أحمد طالبة جامعية قالت "مش متخيلة أصاحب واحد حاقن وشه ببوتكس أو مكبر عضلاته.. لا مش ممكن"، فهي تراه أمرًا مستحيلًا، بعكس أمل أشرف التي أكدت على استحسانها للأمر "فالرجل لا بد وأن يظهر بمظهر لائق وجميل دائما حتى وإن إضطر لإجراء عملية لإبراز هذا المظهر".