• الرئيسية
  • انشئ قصة
  • انشئ تقريرا
  • أنشئ مصدر
  • بحث
  • قصص
  • تقارير
  • المصادر
  • أقسام
  • دعم و مساعدة
  • عن الموقع
  • تسجيل الدخول
  • مناهضة التحرش والتمييز
  • عن المنصة
  • كتاب الأسلوب
رؤى

أصدقاء الغريب| عن تحطيم أسطورة انتصار الخير على الشر

هناء أحمد ● أبريل 11 2018
0 
شارك
  • شارك على فيس بوك
  • شارك على تويتر
  • شارك على جوجل+
تابع القصة1

أعشق القراءة منذ صغري، وجدت فيها زادًا لإشباع رغبتي في اكتشاف الحياة، وكانت فرصة لتجاوز حدود قريتي الريفية، الواقعة فى أقصى حدود مركز جرجا محافظة سوهاج، قرية صغيرة مغلقة على نفسها تفتقر لأدنى أساسيات الحياة.

فمع غروب الشمس كل يوم تنتهي الحياة بها ويسدل الليل أستاره ويملأها الصمت، حالها كحال أغلب قرى الصعيد المحرومة من أبسط الأساسيات، فما بالك بوجود الكتب أو المكتبات بها، إذا أردت أن اشتري شيئًا بعيدًا عن الأكل والشرب فعليّ الذهاب إلى المركز وليس شرطًا أن أجدها.

خلال مرحلة التعليم الأساسي كانت مكتبة المدرسة هي ملاذي الأول والأخير في مسألة القراءة، أدين لها بكل ما قرأته من كتب وقصص فى المرحلة الابتدائية، وعندما انتقلت للمرحلة الإعدادية بدأت رحلتي مع سلسلة "روايات مصرية للجيب".

مازلت أذكر أول رواية قرأتها وكانت من سلسلة رجل المستحيل، وبدأ معها مرحلة بحثي عن ذلك النوع من الروايات حتى اكتشف رجل المستحيل وسفاري وما وراء الطبيعة وملف المستقبل، كانت تلك الروايات هي نافذتي التي أرى من خلالها العالم بعيدًا عن حدود قريتي المغلقة.

كنت أشعر بالقلق عندما أقرأ عددًا له جزء ثاني، ففى الأغلب لن أجد الجزء الثاني منها فى المكتبة، لأنه لا يوجد مكان يمكن أن أشتري منه تلك الروايات فى حدود إقامتي، ولا أملك رفاهية شرائها من القاهرة، فلن يقبل أن يشتريها لي أحد لأن القراءة فى نظرهم مضيعة لوقت يمكن استثماره فى المذاكرة.

كان المدرسون فى المدرسة وأمين المكتبة ينظرون لي باستغراب، متعجبين من مدى اهتمامي بتلك السلاسل، فقد كنت الوحيدة تقريبًا التي تذهب لإستعارتها من المكتبة، وما أن أبدأ فى رواية حتى انتهي منها سريعًا وأذهب لاستعير الأخرى، وذات يومٍ قال لي مدرس اللغة العربية حينما رآني أمسك بإحدى القصص: "أنت لست صغيرة لتقرئي روايات الأطفال هذه"، كنت وقتها فى الصف الثاني الإعدادي وفى أعراف الصعيد تنتهي مرحلة الطفولة بانتهاء المرحلة الابتدائية، لكني لم أهتم لكلامه وواصلت القراءة.

شعرت بالفخر في داخلي عندما أخذنا درس ذبابة "تسي تسي" فى المدرسة كوني أعرف كثيرًا عن تلك الذبابة من قبل أن أدرسها وكان الفضل فى ذلك لأحمد خالد توفيق وعلاء عبد العظيم بطل سفاري وراوية "تسي تسي".

انتهت علاقتي بـ"روايات الجيب" بانتهاء المرحلة الاعدادية، وانهيت كل ما في مكتبة المدرسة من أعداد لها، لم تكن في مكتبة المدرسة الثانوية أي روايات من هذا النوع، لذلك انتظرت حتى ذهبت للجامعة وبدأت البحث عن باقي أجزاء السلسلة، وإذا وجدت واحدة منها مع إحدى صديقاتي فكأنني وجدت كنزًا ثمينًا لا يمكن التفريط فيه.

كنت أسكن فى المدينة الجامعية وهذا يعني مزيد من الاختلاط، مزيد من الكتب والروايات، وذات يوم رأيت زميلة لي فى المدينة معها رواية يوتوبيا لأحمد خالد توفيق فاستعرتها، كنت فتاة حالمة فصفعت يوتوبيا كل مثاليتي وأحلامي، أفزعتني حالة الديستوبيا وتمنيت عدم نهايتها القاسية، لقد صاحبت جابر بطل الرواية وألمني مصيره، وفقدت الأمل فى المستقبل حتى قامت ثورة يناير وقلت فى نفسي أن الرواية ليست إلا خيال ولا يمكن أن تحدث كل تلك الآلام في واقعنا حتى توالت الأيام وفاقت ديستوبيا الرواية واقعنا.

لطالما تمنيت أن أحظى بمقابلة الدكتور أحمد خالد توفيق، لكنه رحل دون أن أخبره أنني فهمت أخيرًا لماذا حطم أسطورة انتصار الخير على الشر فى نهاية يوتوبيا، فهمت أن النوايا الطيبة والأحلام المثالية لن تفضى بالضرورة بأصحابها إلى نهاية سعيدة، وأن الشر هو المنتصر فى النهاية دائما لأنه الأقوى مهما تخيلنا غير ذلك، وأن نهاية جابر ما هي إلا مجاز لنهاية أحلامنا فى حياة مختلفة، وأن الطيبين المثاليين هم من يرحلون ويتركون هذا العالم سريعًا، ليرتع فيه الأشرار كيفما شاؤوا.

  • تحديثات
  • مشاركات
آخر تحديث 4:23م on أبريل 11, 2018 القاهرة، مصر

وسوم

  • أحمد خالد توفيق
  • رثاء
  • دفتر عزاء
  • أدب
  • أصدقاء أحمد خالد توفيق

الأكثر انتشارا

  • "الحقيني يا دكتورة ابني مش بيتكلم": كل ما تريد أن تعرفه الأم عن النطق عند الأطفال

  • كيف تكتب قصة صحفية على المنصة؟

  • ساعات مع "جريندر".. مغامرة في تطبيق مواعدة المثليين

مزيد من القصص في رؤى

  • خاشقجي "المنشق": قصة رعب عربية معاصرة

    محمد صبحي
    2ي
    0 
    خاشقجي "المنشق": قصة رعب عربية معاصرة
  • محمد منير: ملاحظة دخيلة على السياق

    شاهر عياد
    فبراير 24
    0 
    محمد منير: ملاحظة دخيلة على السياق
  • لعبة الطغيان: السقوط في الحفرة على طريقة صدام حسين

    ياسر الزيات
    فبراير 22
    0 
    لعبة الطغيان: السقوط في الحفرة على طريقة صدام حسين
  • ما كان يُعرف بالثورة الفلسطينية: هل انتهت هذه الصفحة من التاريخ؟

    محمود الورداني
    فبراير 14
    0 
    ما كان يُعرف بالثورة الفلسطينية: هل انتهت هذه الصفحة من التاريخ؟

مزيد من القصص في أدب

  • ثقافة أحمد الفخراني.. تعالَ أيها الخيال لتشرب الشاي في رأسي

    يارا كمال
    29 أكتوبر 2019
    0 
    أحمد الفخراني.. تعالَ أيها الخيال لتشرب الشاي في رأسي
  • ثقافة "سيدات القمر" والبوكر: عندما ينفتح العالم على مجتمع صغير

    رولا عادل رشوان
    4 يونيو 2019
    0 
    "سيدات القمر" والبوكر: عندما ينفتح العالم على مجتمع صغير
  • ثقافة حادي بادي| 21 كتابا للاحتفال مع أطفالك باليوم العالمي للمرأة

    فريق حادي بادي
    8 مارس 2019
    0 
    حادي بادي| 21 كتابا للاحتفال مع أطفالك باليوم العالمي للمرأة
  • ثقافة "فيدباك".. حكاية مجتمع فاسد مدفوع بقوة البوح

    أحمد حلمي
    8 ديسمبر 2018
    0 
    "فيدباك".. حكاية مجتمع فاسد مدفوع بقوة البوح

مزيد من القصص في أحمد خالد توفيق

  • سياسة بين المنع والتحريض والحصار: الجنازات كساحة للمعارك السياسية

    خلف جابر
    3 أغسطس 2019
    0 
    بين المنع والتحريض والحصار: الجنازات كساحة للمعارك السياسية
  • رؤى على الطريق الصحيح: خطوات رائعة لإصلاح أخطاء مبارك

    أحمد سمير
    16 أبريل 2018
    0 
    على الطريق الصحيح: خطوات رائعة لإصلاح أخطاء مبارك
  • رؤى أصدقاء الغريب| الرجل الذي أفسد "الفرح" برحيله

    أحمد زكي
    12 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| الرجل الذي أفسد "الفرح" برحيله
  • رؤى أصدقاء الغريب| الاتساق مع الأفكار

    إبراهيم علي
    11 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| الاتساق مع الأفكار

مزيد من القصص في رثاء

  • رؤى حاتم علي: للموت تجلٍّ مختلف

    نور حلّوم
    يناير 30
    0 
    حاتم علي: للموت تجلٍّ مختلف
  • رؤى وحيد حامد: البونابرتي الأخير

    يحيى وجدي
    يناير 9
    0 
    وحيد حامد: البونابرتي الأخير
  • رؤى وحيد حامد: أو البحث عن الأيام "المفقودة" التي أحبها

    أحمد زكي
    يناير 4
    0 
    وحيد حامد: أو البحث عن الأيام "المفقودة" التي أحبها
  • رؤى رفعت سلّام: شاعر القبيلة في مهمة حداثية

    يحيى وجدي
    ديسمبر 10
    0 
    رفعت سلّام: شاعر القبيلة في مهمة حداثية

مزيد من القصص في دفتر عزاء

  • رؤى أصدقاء الغريب| الرجل الذي أفسد "الفرح" برحيله

    أحمد زكي
    12 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| الرجل الذي أفسد "الفرح" برحيله
  • رؤى أصدقاء الغريب| الاتساق مع الأفكار

    إبراهيم علي
    11 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| الاتساق مع الأفكار
  • رؤى أصدقاء الغريب| عن رفعت إسماعيل: أستاذ أمراض الرُّوح

    محمد سالم عبادة
    11 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| عن رفعت إسماعيل: أستاذ أمراض الرُّوح
  • ثقافة أصدقاء الغريب| أسطورة رفعت إسماعيل

    ميشيل حنا
    10 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| أسطورة رفعت إسماعيل

مزيد من القصص في أصدقاء أحمد خالد توفيق

  • رؤى أصدقاء الغريب| الرجل الذي أفسد "الفرح" برحيله

    أحمد زكي
    12 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| الرجل الذي أفسد "الفرح" برحيله
  • رؤى أصدقاء الغريب| الاتساق مع الأفكار

    إبراهيم علي
    11 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| الاتساق مع الأفكار
  • رؤى أصدقاء الغريب| عن رفعت إسماعيل: أستاذ أمراض الرُّوح

    محمد سالم عبادة
    11 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| عن رفعت إسماعيل: أستاذ أمراض الرُّوح
  • ثقافة أصدقاء الغريب| أسطورة رفعت إسماعيل

    ميشيل حنا
    10 أبريل 2018
    0 
    أصدقاء الغريب| أسطورة رفعت إسماعيل
  • تدوينة منالمنصة
  • بدعم من Checkdesk
  • بيان التحقق من صحة المعلومات
  • شروط الاستخدام
  • عن Checkdesk