أعرب وزير التربية والتعليم رضا حجازي، اليوم الأحد، عن أمله في أن تتحول جميع المدارس المصرية إلى "تأسيس عسكري"، مبررًا ذلك بأن "الجيل الحالي من الطلاب يحتاج إلى المزيد من قيم الالتزام والمسؤولية والولاء والانتماء للوطن"، مشيرًا إلى أن "القوات المسلحة تعزز هذه القيم مع التربية والتعليم"، في وقت أكد مصدر قيادي في الوزارة وهو من الدوائر المقربة للوزير للمنصة، أن الأزمة التي تواجه الوزارة في التوسع في مدارس التأسيس العسكري هو توفر الضباط.
وجاءت تصريحات حجازي، خلال الندوة التثقيفية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع القوات المسلحة، لتوعية الطلاب بقيم الولاء والانتماء والهوية المصرية، بحضور اللواء وليد حامد الحماقي قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، وهي القوات المسؤولة عن تطبيق التأسيس العسكري بالمدارس.
ويطبق التأسيس العسكري في بعض مدارس الثانوية العامة والدبلومات الفنية، حيث يتم التعاقد مع ضباط لتدريس مادة التربية العسكرية فيها، فضلًا عن فرض الانضباط على الطلاب، من حيث السلوكيات والمظهر العام والالتزام بالحضور للمدرسة، وزيادة وعيهم بشأن التحديات.
وبدأ تطبيق التأسيس العسكري في المدارس الفنية من العام الدراسي 2019، بواقع مدرسة في كل محافظة، وفي العام الدراسي التالي مباشرة، ارتفع العدد إلى 99 مدرسة، ثم أضيفت 153 مدرسة في العام الثالث (2021 – 2022)، وفي العام الدراسي المنتهي (2022 – 2023) أضيفت 141 مدرسة.
في غضون ذلك، أشاد المصدر القيادي بوزارة التعليم وهو من الدائرة المقربة للوزير للمنصة، بالانضباط في مدارس التأسيس العسكري، قائلًا "تنخفض نسبة الغياب للحد الأدنى، سواء بين المعلمين أو الطلاب، وهناك سيطرة مطلقة على السلوكيات، فلا أحد يتجاوز، أو يخرج عن النص، أو يرتكب أعمال شغب".
وأضاف المصدر "أمام حالة الانفلات في الكثير من المدارس، أصبحنا نشعر بأن الانضباط قاصر على مدارس التأسيس العسكري، ولما الوزير بيتكلم عن تعميم التجربة فده هيكون مستحيل، والتطبيق مش هيخرج عن المدارس الثانوية، العامة والفنية".
وأوضح أنه من المستهدف دخول قرابة 110 مدارس ثانوية عامة ضمن التأسيس العسكري خلال العام الدراسي المقبل، كأول تطبيق في الثانوية العامة، معقبًا "التحدي الحقيقي اللي بيواجه الوزارة، إننا هنكون محتاجين ضباط بنفس عدد المدارس الثانوية والفنية، وده صعب يتحقق، وقوات الدفاع الشعبي بتحاول تلبي احتياجاتنا من المدارس اللي عايزين ندخلها تأسيس عسكري، بقدر المستطاع.. لأنك محتاج في كل مدرسة ضابط وبعض الجنود".
وحسب الموقع الرسمي لقيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري، فإنه وفق البروتوكول الموقع مع وزارة التربية والتعليم، وتصديق وزير الدفاع على تحويل عدد من المدارس الثانوية الفنية إلى مدارس تأسيس عسكري، يتم التعاقد مع الضباط لصالح تدريس مادة التربية العسكرية في هذه المدارس، بشروط تضمنت أن يكون الضباط مشهود لهم بالكفاءة، ولم يتعرض أي منهم لعقوبة انضباطية شديدة نتيجة جريمة أو سلوك مخل بالشرف.
وتضمنت الشروط، أن يكون المرشح متناسقًا جسمانيًا، ولديه القدرة الصحية على تحمل أعباء الوظيفة، وأن يجتاز الاختبار النفسي، إضافة إلى استيفاء الضابط أمنيًا بجهاز الأمن الحربي، وأن يكون من خريجي الكليات العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة، من رتبة النقيب حتى رتبة العميد.
ويتم اختيار المدارس المرشحة لتطبيق نظام التأسيس العسكري، من جانب مديري المديريات التعليمية، ثم ترفع أسماؤها إلى قيادة قوات الدفاع الشعبي بالمحافظات لبدء تجهيزها ودراسة مدى إدراجها في الخطة، فيما يتضمن التأسيس العسكري حصصًا دراسية نظرية يوميًا، فضلًا عن عروض عسكرية ورياضية وتدريبات لياقة بدنية، وتعليم الطلاب التحية العسكرية والصفا والانتباه، ثم في نهاية كل تيرم يُعقد امتحان لمادة التربية العسكرية، وهي مادة نجاح ورسوب ولكن لا تضاف للمجموع.