توافقت وجهات نظر الدول الصناعية الكبرى مع وجهة النظر الأمريكية في عدم تبني الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، مقابل تمرير "هدنات إنسانية"، وذلك خلال اجتماع "مجموعة السبع"، اليوم في طوكيو، في وقت تجاوزت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي الـ10500 قتيلًا خلال 33 يومًا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رفض خلال زيارة للمنطقة بداية الأسبوع الجاري طلب وزراء خارجية عرب التقوا به في عمان، بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، كونه "سيسمح لحماس بإعادة ترتيب صفوفها"، وأشار إلى "سعي بلاده لتنفيذ هدنات إنسانية".
ودعا وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع، اليوم، إلى "هدنة إنسانية في غزة للسماح بدخول المزيد من شحنات المساعدات إلى القطاع، من دون الدعوة إلى وقف إطلاق نار"، بحسب بي بي سي. وتضم "مجموعة السبع"؛ الولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا، واليابان، بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.
وأثناء اجتماعهم الذي يستمر يومين في العاصمة طوكيو، أكد بلينكن، خلال مناقشة مصير غزة بعد الحرب، أنه "لا ينبغي لإسرائيل أن تحتل القطاع بمجرد انحسار الصراع هناك"، بحسب المصدر نفسه.
وأضاف بلينكن، أن إسرائيل لن تستطيع إدارة قطاع غزة و"القادة الإسرائيليون أبلغونا بألا نية لديهم لفعل ذلك، لكن قد تكون هناك فترة انتقالية بعد انتهاء الصراع الدائر حاليًا"، بحسب سكاي نيوز.
كما صرح بلينكن للصحفيين عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، بأنه "لا يمكن أن تستمر حماس في إدارة غزة. فهذا ببساطة يمهد لتكرار ما حدث في 7 أكتوبر. من الواضح أيضا أن إسرائيل لا يمكنها احتلال غزة". وأضاف "الآن، الحقيقة هي أنه قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية ما في نهاية الصراع".
الأمر نفسه أكده وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، في مقابلة له مع "وول ستريت جورنال"، قائلًا "لا نريد أن نحكم غزة ولا نريد أن ندير حياتهم. نريد فقط حماية شعبنا"، بحسب ما نقله موقع سكاي نيوز.
وأضاف "بمجرد الإطاحة بحماس، فإن إسرائيل تتطلع إلى تسليم مسؤولية حكم المنطقة إلى تحالف دولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول ذات الأغلبية المسلمة، أو إلى القادة السياسيين المحليين في غزة".
في غضون ذلك، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي وصلوا إلى 10569 قتيلًا، من بينهم 4324 طفلًا، وأكثر من 26 ألف جريح.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، بحسب الشرق الأوسط، "تلقّينا 2550 بلاغًا عن مفقودين تحت الأنقاض، منهم 1350 طفلًا"، منذ بدء الهجمات في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في سياق متصل، وصل إلى معبر رفح في الجانب المصري، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، حيث تفقد المعبر واطلع على حجم المساعدات التي تدخل قطاع غزة.
وبحث فولكر مع المسؤولين المصريين عن المعبر كافة الترتيبات التي تجري لإدخال شاحنات المساعدات، واستعدادات الدول المصرية لتسهيل وصولها للجانب الفلسطيني، وتجهيز سيارات الإسعاف لنقل جرحى غزة فور وصولهم إلى شمال سيناء، وكذلك إجلاء وعبور الأجانب القادمين من القطاع، بحسب موقع العربية.
وتوجه فولكر بالشكر لمصر على مجهوداتها لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدا أن "معبر رفح هو بوابة الحياة الوحيدة المتاحة حاليا لسكان قطاع غزة" .
في وقت أعلنت هيئة المعابر الفلسطينية السماح بعبور عدد من حملة الجنسيات الأجنبية من القطاع، إضافة إلى107مصريين، وطالبتهم بالتوجه لمعبر رفح لدخول الأراضي المصرية، بحسب موقع العربية.
في غضون ذلك، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم، تدمير 14 دباية وآلية إسرائيلية في غزة وشمال قطاع غزة.
وقالت "كتائب القسام"، في منشور اليوم أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية ( صفا) على إكس، إن "عناصرها دمروا منذ صباح اليوم 14 آلية لجيش الاحتلال، بين دبابة وناقلة جنود على محاور القتال في غزة وشمالي القطاع"، بحسب ما أورده وكالة الأنباء الألمانية.
وأشارت القسام إلى أن مقاتيلها استهدفوا "مجموعة من الجنود الإسرائيليين قرب تجمع للآليات المتوغلة جنوب مدينة غزة بصاروخ موجه من طراز كونكورس".
من جانبه، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقوع خسائر بين صفوفه. وقال إن قتيلًا جديدًا سقط في صفوف قواته في غزة، بحسب بي بي سي.
ويرتفع بذلك عدد العسكريين الإسرائيليين الذين قتلوا منذ أن بدأت إسرائيل، قبل نحو أسبوعين توغلها البري في عمق غزة، إلى 32، وبحسب السلطات الإسرائيلية فإن "الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل أسفرت عن مقتل نحو 1400 شخص من بينهم حوالي 320 جنديًا".
ومن جهة أخرى، أقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، اليوم، قانونا يجرم مشاهدة "المحتوى المؤيد للإرهاب".
وحسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن القانون يحظر على الأشخاص "استهلاك محتوى إرهابي".ووفق القانون، فإن المنظمات الإرهابية المذكورة هي "حماس" و"داعش". وقالت الصحيفة إنه "يمكن الحكم على أي شخص تثبت إدانته بارتكاب هذه الجريمة بالسجن لمدة عام واحد".