طالب ملاك العوامات السكنية، التي انتهت وزارة الري من إزالتها مطلع الشهر الجاري، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بإسقاط المطالبات والغرامات المالية المفروض عليهم، والتعويض عن الخسائر التي لحقت بهم جراء إزالة منازلهم العائمة.
وأزالت وزارة الموارد المائية والري، اعتبارا من منتصف يونيو/ حزيران الماضي حتى مطلع يوليو/ تموز الجاري، 32 عوامة سكنية بالكيت كات والعجوزة، كانت آخر ما تبقى من المنازل العائمة في مصر.
وجاء في الخطاب، الذي حصلت المنصة على نسخة منه، أن العوامات ليست حق انتفاع أو مؤجرة من الدولة، وإنما ملكية خاصة آلت إليهم بعدما دفعوا فيها مبالغ طائلة، وبعد أن وافقت الدولة بالفعل على وجودهم على النيل، بالتالي "لم نكن معتدين بأي حال على أي حق من حقوق الدولة".
وأشار الخطاب إلى أن التكاليف التي تكبدها ملاك العوامات وتقدر بملايين الجنيهات، مؤكدين أن التعويض في هذه الحالة "واجب وملزم للدولة"، مستندين إلى كفالة وضمان الدستور حماية الملكية الخاصة، آملين أن يؤيد رئيس الجمهورية هذا الاتجاه "بما نعلمه عنه من روح العدل والإنصاف" على حد قول الخطاب.
وحدد الخطاب ثلاثة مطالب، أولها: إسقاط أي مديونيات أو غرامات مع منح ملاك العوامات مخالصة كتابية من الجهات المعنية، وثانيها: تخصيص مكان جديد ترسو فيه العائمات، وأخيرًا: تعويض من اضطر لبيع عائمته "خردة".
نعمة محسن، مالكة العوامة رقم 66، تواجه غرامة مالية ضخمة، تقدر بنحو 710 آلاف جنيه، واضطرت لسحب عوامتها التي سكنتها نحو 29 عامًا إلى جراج خاص بمقابل مادي.
وقالت في حديثها للمنصة إن الدولة أمهلت جيرانها شهرًا لتحديد مصير مساكنهم العائمة التي يقبع معظمها في مخازن تخص وزارة الري، "منحونا شهرًا لتحديد ماذا سنفعل في عواماتنا، ولا نعلم فعلا ما يمكن فعله، نأمل في نقلنا إلى مكان آخر، لكن جميع السبل لذلك مسدودة أمامنا".
"تلقينا عروضًا بشراء العوامات كخردة" تقول نعمة في حسرة، مضيفة "اشتريت العوامة من صديقة أسبانية كانت قد اشترتها من قنصل سوداني بناها لابنته، ثم جددتُها بالكامل وحافظت على طرازها الكلاسيكي وتفاصيلها".
الأعباء المالية للسكن في عوامة على نهر النيل لم تتوقف عند تكاليف البيع والشراء، التي قالت إنها لولا قرار الإزالة لقدرت بملايين الجنيهات، لكنها تشير أيضًا إلى أن العوامة احتاجت سنويًا إلى مبالغ طائلة نظير الصيانة والتجديد ومصاريف الرسوم وتجديد تراخيص.
وتأمل نعمة في أن يلقى خطابهم لرئيس الوزراء حلًا لأزمة عوامتها التي تحلم بالعودة إليها ولو في موقع آخر.