منعت قوات الأمن اليوم دخول عمال شركة بشاي للحديد والصلب في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، مقر الشركة، تحسبًا لمواصلة اعتصامهم، الذي فرقته أمس بعد ثلاثة أسابيع من تنظيمه.
ويعد تدخل الأمن في فض الاعتصام تصعيدًا ضد العمال المعترضين على تأخر صرف مستحقاتهم المالية، فيما فشلت كافة مفاوضاتهم مع الإدارة.
وكان العمال طالبوا بهيكلة الأجور بما يتماشى مع مصانع الصلب الأخرى، وإلغاء العقود السنوية وفصل العمال 3 أيام لتجديد العقد، مطالبين بتوقيع عقود مفتوحة لكل من تخطى الـ3 سنوات عمل، وصرف أرباح سنوية لكل العاملين وبأثر رجعي من 2015، وعمل بوليصة تأمين لمن يتوفى داخل العمل.
كما طالبوا بزيادة بدل المخاطر لـ500 جنيه بدلًا من 100، والاهتمام بمهمات الوقاية للعمال من أفارولات وأحذية وخوذ ووسائل حماية وأمن صناعي، وعدم المساس بأي عامل في المجموعة، وبرعاية طبية شاملة الأسرة للمتزوجين، وزيادة بدل المخاطر وبدل المواصلات وبدل السكن.
وقال عمال بالمصنع للمنصة إن قوات الأمن منعت دخول عمال الوردية الثالثة التي بها أكثر من 100 عامل، وإن بعض زملائهم هددوا بالانتحار إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
ويتخوف العمال من أن يقضي هذا التطور للأزمة على أي تفاوضات جارية مع الإدارة بخصوص مستحقاتهم المادية وإنهاء أي حوار بين الجانبين.
في غضون ذلك، طالبت اللجنة النقابية العمال رفع الاعتصام ومعاودة العمل، والتفاوض مع الإدارة دون تعطيل عجلة الإنتاج، بحسب بيان للجنة حصلت المنصة على نسخة منه.
من جانبه، طالب المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قوات الأمن بعدم التعرض للمعتصمين الذين يطالبون بحقوقهم في ظل غلاء متطلبات الحياة.
وأعلن المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تضامنه مع عمال مصنع بشاي للصلب، مطالبًا بتمكينهم من حقوقهم المالية، واتخاذ احتياطات السلامة اللازمة للحفاظ على حياتهم أثناء العمل.
وأكد المركز أن الحفاظ على حياة العمال وتوفير بيئة عمل مناسبة أولوية قصوى لا ينبغي التفريط فيها أو التنازل عنها، فحياة العامل أهم من أي مكاسب مادية، ويجب الحفاظ عليها بأي ثمن، فالعمال قبل الاستثمار وتحقيق المكاسب.
وطالب المركز المصري الجهات المسؤولة بالدولة وعلى رأسها وزارتي القوى العاملة والاستثمار ولجنة القوى العاملة بالبرلمان، بالتدخل الفوري وتقصي حقيقة ما يحدث ضد عمال الشركة حرصًا على إعلاء قيمة القانون، وتوفير الحماية الكافية لهم.
ووقعت مؤخرًا العديد من الحوادث داخل المصنع بسبب غياب احتياطات الأمن، التي يجب أن تتخذها الشركات والمصانع.
وكان عمال شركة بشاي للصلب أعلنوا تعليق التفاوض مع إدارة الشركة، وإغلاق الأبواب الرئيسية لمنع خروج (جرارات نقل الحديد)، بعد تكرار حوادث الانتحار بين العمال خلال الفترة الأخيرة، بسبب عدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم المالية واحتياجات أسرهم، إضافة إلى تحرير محاضر من قبل الإدارة ضد 11 عاملًا بدعوى التحريض على الإضراب والقيام بأعمال تخريبية.