انتقد عضو لجنة العفو الرئاسي كمال أبو عيطة قيام قوات الأمن باستيقاف المواطنين خلال الأيام الماضية على خلفية الدعوات للتظاهر يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قائلًا للمنصة إن الأمر يبدو وكأن هناك "للعفو لجنة وللحبس لجان متعددة".
ووصف أبو عيطة تلك الممارسات، بلجان متعددة للحبس تعمل بشكل موازٍ للجنة العفو، والتي سعت خلال الشهور السابقة للإفراج وإخلاء سبيل المحبوسين على ذمة قضايا رأي، لإحداث انفراجة سياسية.
وكان عدد من المحامين الحقوقيين أعلنوا رصد عمليات قبض عشوائي على عدد كبير من المواطنين من شوارع القاهرة والإسكندرية، بعد تفتيش هواتفهم المحمولة وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية وجود دعوات للتظاهر يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال المحامي الحقوقي محمد رمضان، في تصريح سابق للمنصة، أنه منذ يوم الثلاثاء الماضي، تستقبل نيابات الإسكندرية ما بين 25 و45 متهمًا يوميًا، بتهمة "الدعوة لتظاهرات 11 نوفمبر"، ويجري التجديد لأغلبهم 15 يومًا على ذمة التحقيق، وأنه حضر التحقيق مع بعض المقبوض عليهم، وتنصب الأسئلة الموجهة لهم حول الداعين لتظاهرات "11 نوفمبر" والمشاركين فيها.
واستنكر أبو عيطة، وهو وزير سابق للقوى العاملة في حكومة حازم الببلاوي التي تشكلت بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 2013، عمليات استيقاف المواطنين في الشوارع وتفتيش هواتفهم، واصفها بـ"عمليات خارج إطار القانون" تمثل "اعتداءً صارخًا على الحرية الشخصية للمواطنين".
وأبدى أبو عيطة استغرابه مما وصفها بـ "حالة الهلع والرعب التي أوجدتها تلك الدعوات"، في الوقت الذي لم يعلن فيه تنظيم سياسي واحد انضمامه إليها، علاوة على وجود من استجابوا لدعوات سابقة عليها قيد الحبس.
وكان أبو عيطة، قد طالب في تصريح سابق للمنصة، بمحاسبة المسؤولين عن التوسع في القبض على المواطنين، قائلًا إنه ما زالت هناك أعداد كبيرة محتجزة، الكثير منهم "ناس غلابة" لا علاقة لهم بالسياسة و"لا يعرفوا حكومة ولا سلطة"، وتم القبض عليهم عن طريق الخطأ، نتيجة توسيع الأمن لدوائر الاشتباه في السنوات الماضية.
وصرح أبو عيطة بأن إجمالي من صدر بحقهم عفو رئاسي أو أخلي سبيلهم من الحبس الاحتياطي، منذ تشكيل لجنة العفو الرئاسي وحتى الآن، بلغ 1100 شخصًا.
وأكد أبو عيطة، أنهم في لجنة العفو يكافحون بكل السبل لإخلاء سبيل المواطنين المقبوض عليهم خلال الأيام الفائتة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن، في نهاية أبريل/ نيسان الماضي، عن تفعيل لجنة العفو الرئاسي خلال إفطار اﻷسرة المصرية، وكلفت حينها بمراجعة ملفات وقضايا المحبوسين احتياطيًا أو بأحكام قضائية من غير المتورطين في أعمال عنف.
وأعقب هذه الدعوة إطلاق سراح مئات السجناء بقرارات قضائية وعفو رئاسي، خاصة مع بدء جلسات مجلس أمناء الحوار الوطني مطلع يوليو/ تموز الماضي.
وتابع أبو عيطة، أن المستهدف هو إخلاء السجون المصرية من كل سجناء الرأي، وأنه مصر بشكل شخصي على ألا يبقى سجين رأي واحد محبوسًا احتياطيًا أو محكومًا عليه، لأنه "عار على الجميع" أن يكون هناك "واحد مسجون بسبب رأيه".