انتقد مشروع قرار يناقشه البرلمان الأوروبي بشأن ملف حقوق الإنسان في مصر، على التضييقات الأمنية والضغوط التي مارستها الحكومة المصرية خلال استضافة مصر قمة المناخ الأخيرة COP27 في مدينة شرم الشيخ، ومنع منظمات مستقلة من المشاركة، ومراقبة مشاركين، فضلًا عن غياب أهالي سيناء عن المؤتمر، في وقت انتقدت استمرار حبس العشرات من الناشطين والصحفيين الذين طالبت بالإفراج عنهم، وفي مقدمتهم علاء عبد الفتاح.
وأعرب البرلمان الأوروبي في مستهل مشروع القرار، عن أسفه من عدم قدرة COP27 على تحسين حالة حقوق الإنسان في مصر. كما أدان "بأشد العبارات، الرقابة والمضايقات والترهيب التي مارستها السلطات المصرية بحق ممثلي المجتمع المدني في مصر بالتزامن مع cop27، بما في ذلك في النطاقات الدولية الخاصة بالأمم المتحدة"، إضافة إلى الموجة الجديدة من الاعتقالات والاحتجاز.
ولفت القرار إلى دعم البرلمان الأوروبي تحركات الحكومة الألمانية التي قدمت في 13 نوفمبر 2022 شكوى ضد السلطات المصرية بشأن المراقبة الأمنية المفرطة للمشاركين من الجناح الألماني في المؤتمر.
كانت الشرطة الألمانية حذرت في رسالة بريدية أرسلتها إلى أعضاء الوفد الألماني في قمة المناخ COP27 قبل عشرة أيام، من تعرضهم للتجسس سواء على رسائلهم أو تصويرهم من قبل قوات الأمن المصرية.
وانتقد البرلمان الأوروبي أيضًا "تعطيل تسجيل المنظمات غير الحكومية المصرية المستقلة للمشاركة في قمة المناخ، واقتصار حضورهم على مجموعة قليلة تمكنت من الحضور بفضل المنظمات الدولية التي منحتهم شارات الدخول الخاصة بهم"، في وقت اختارت "السلطات المصرية منظمات لا تنتقدها للمشاركة في المؤتمر"، مستنكرًا "عملية التسجيل سرية المعايير التي اعتمدتها السلطات المصرية لاستبعاد مشاركة المنظمات المنتقدة لها".
وتطرق مشروع القرار الذي يُناقش اليوم غياب مشاركة السيناويين عن المؤتمر ، مشددين على أنه "كان ينبغي السماح للمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية في سيناء بالمشاركة في COP27، والمنعقد في محافظة جنوب سيناء، بصفتهم أصحاب مصلحة شرعيين.
وحث البرلمان الأوروبي السلطات المصرية على عدم اتخاذ أي إجراءات انتقامية بحق المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء المصريين الذين أعربوا علانية عن مخاوفهم بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وفي سياق متصل، أشار المشروع أيضًا استمرار "الاحتجاز التعسفي والحبس الاحتياطي المتجدد المدة لعشرات الآلاف من سجناء الرأي في مصر، في ظروف احتجاز غير إنسانية، وحرمانهم من المحاكمة العادلة أو من حقوق أساسية، وبالأخص الأوضاع المفزعة في سجني وادي النطرون وبدر" بحسب القرار.
واعتبر البرلمان أن إطلاق سراح من 800 إلى 1000 سجين سياسي "ليس كافيًا"، مشيرًا إلى أنهم أعداد محدودة في ظل أن "ما لايقل عن 1953 مصريًا آخرين قد تعرضوا للاعتقال التعسفي والاحتجاز والحبس الاحتياطي في أعقاب الإفراج عن هذه المجموعة الصغيرة، وفقًا لمنظمات غير حكومية مصرية ومنظمة العفو"، في إشارة إلى عمليات القبض عل البعض في أعقاب دعوات التظاهر في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وشهدت الشهور الماضية الإفراج عن نحو ألف سجين رأي، ما بين عفو رئاسي أو إفراج سبيل، وذلك في ظل عمل لجنة العفو الرئاسي التي أعيد تشكيلها في أبريل/ نيسان الماضي، عقب دعوة الرئيس لحوار وطني، خلال إفطار الأسرة المصرية.
ولكن في الوقت نفسه توسعت السلطات في عمليات القبض خلال الشهر الجاري، على خلفية الدعوة للتظاهر في 11 نوفمبر.
في غضون ذلك، دعا البرلمان الأوروبي إلى الإفراج عن علاء عبد الفتاح، وغيره من السجناء السياسين، من ضمنهم محمد إبراهيم (أكسجين)، ومحمد عادل، بالإضافة لـ إبراهيم متولي حجازي، ومحمد الباقر، وهدى عبد المنعم، وهم المحامين الثلاثة الحاصلين على جائزة حقوق الإنسان لعام 2020 من مجلس المحامين والجمعيات القانونية الأوروبية.
كما طالب البرلمان بالإفراج الفوري عن عزت غنيم، وأحمد عماشة، وعبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد القصاص، وزياد أبو الفضل، وعائشة الشاطر، ومحمد أبو هريرة، ومنال عجرمة، ومروة عرفة، وهالة فهمي، وصفاء الكوربجي، وتوفيق غانم، وسيف ثابت، وصفوان ثابت، وشريف الروبي، وأنس البلتاجي، وأحمد دومة، ونرمين حسين، وحنين حسام، ومودة الأدهم، وإسماعيل الإسكندراني، وسيف فطين، وهشام جنينة، وعمر محمد علي، وأيمن موسى، وعمر الحوت، وأحمد موسى عبد الخالق وأحمد فايز.
ودعا إلى رفع حظر السفر المفروض على كل من باتريك زكي وماهينور المصري.
وحول وضع حرية الإعلام، لفت القرار إلى القبض على 21 صحفي وصحفية بسبب عملهم، مطالبين بالإفراج عنهم، مؤكدين على حق جميع المصريين في الوصول إلى المعلومات دون أية رقابة حكومية، مشيرين في هذا السياق إلى القرار الذي اتخذته السلطات المصرية تحت ضغط دولي في بداية فعاليات مؤتمر المناخ برفع الحظر والسماح بالوصول لبعض المواقع الإلكترونية الخاصة بمنظمات حقوقية دولية وصحف مستقلة مثل ميديوم أو مدى مصر أو هيومن رايتس ووتش، وعلقوا أن "مثل تلك المواقع يجب أن تظل متاحة دائمًا للمصريين داخل مصر، حتى بعد انتهاء فعاليات مؤتمر المناخ".