تصوير محمد عادل- المنصة
خلال مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات للإعلان عن الاستعدادات للانتخابات الرئاسية 2024.

قبل ساعات من فتح باب الترشح.. حصاد حملات "المحتملين" لخوض الانتخابات الرئاسية

صفاء عصام الدين محمد نابليون
منشور الأربعاء 4 أكتوبر 2023

تستعد الهيئة الوطنية للانتخابات لفتح باب الترشح، غدًا الخميس، ولمدة 10 أيام، قبل أن تعلن عن القائمة المبدئية لأسماء المرشحين يوم الاثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في الوقت الذي لم يستوفِ بعض ممن أعلنوا نيتهم الترشح الشروط.  

وحرر الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم توكيلًا للمستشار محمود فوزي، لتولي أولى خطوات حملته الانتخابية، ولم تعلن الحملة حتى الآن عن الأعداد التي حصلت عليها من تزكيات أو توكيلات. 

وأعلن السيسي الاثنين الماضي ترشحه لفترة رئاسية ثالثة، في انتخابات 2024. وقال في كلمته التي ألقاها في ختام مؤتمر "حكاية وطن" بالعاصمة الإدارية الجديدة "إن كنت أولى بها فوفقني ويسر، كما لبيت نداء المصريين من قبل، فإننى ألبي اليوم نداءهم مرة أخرى، وعقدت العزم على ترشيح نفسي لكم، لاستكمال الحلم في مدة رئاسية جديدة".

وكشفت حملة السيسي، أمس الثلاثاء، أنه سيتم إعداد رؤية توافقية للمرحلة المقبلة بعنوان "هنكمل الحلم"، بمشاركة جميع الكيانات والجهات والأحزاب المؤيدة والخبراء في مختلف المجالات، وقالت في بيانها إنه "استجابة لدعوة المصريين في الساحات والشوارع في جميع أنحاء الجمهورية، واستكمالًا للمشهد الديمقراطي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ترشحه لفترة رئاسية قادمة".

وأضاف البيان "يأمل الرئيس في أن يقدم الشعب المصري أفضل الأمثلة وأن يظهر المصريون للعالم بأكمله حجم مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية، سوف تكون الحملة مفتوحة لمشاركة جميع المصريين، وسيتم الإعلان عن كل التفاصيل والإجراءات في وقت قريب لاحق".

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن 40 حزبًا سياسيًا ضمن تحالف الأحزاب المصرية دعم وتأييد ترشح السيسي لولاية رئاسية جديدة، من بينها أحزاب "مستقبل وطن، حماة الوطن، المصريين الأحرار، المؤتمر، الريادة، أبناء مصر، العربي الديمقراطي الناصري، الغد، الحركة الوطنية، حماة المستقبل".

قرار غير محسوم

وقرر حزب الدستور إرجاء الجمعية العمومية غير العادية المقرر لها اليوم الأربعاء، التي وضعت على جدول أعمالها بندًا وحيدًا هو الموافقة على خوض رئيسة الحزب جميلة إسماعيل الانتخابات الرئاسية، لحين انتهاء مرحلة جمع التوكيلات والتزكيات المطلوبة للترشح، وفق ما قاله المتحدث باسم حزب الدستور، وليد العماري لـ المنصة.

وفسر العماري قرار التأجيل لحين انتهاء هذه المرحلة التي قد تنتهي دون جمع إسماعيل التوكيلات أو التزكيات بـ"انتظار اتخاذ القرار بعد معرفة المرشحين الذي تخطوا العتبة الانتخابية"، على حد قوله. 

ويشترط للترشح في الانتخابات الرئاسية الحصول على 20 تزكية من أعضاء مجلس النواب، أو 25 ألف توكيل من المواطنين في 15 محافظة بحد أدنى ألف توكيل من كل محافظة. 

من جهة، أرجع مصدر في الهيئة العليا لحزب الدستور، تأجيل انعقاد الجمعية العمومية والتصويت على ترشح إسماعيل من عدمه إلى "عدم تحقيقها خطوات متقدمة في مسار استيفاء شروط الترشح"، مشيرًا إلى "صعوبة الحصول على التوكيلات مع وجود تضييقات في بعض مكاتب الشهر العقاري ضد مرشحي المعارضة، فضلًا عن عدم حصولها على تزكيات من أعضاء مجلس النواب". 

واعتبر المصدر أن عقد الجمعية العومية والتصويت على الدفع بإسماعيل "بلا جدوى في هذه الظروف". 

وكانت إسماعيل التقت أمين عام مجلس النواب، أحمد مناع، الأحد الماضي، وطالبته بفتح المجال لها كمرشحة للقاء النواب والنائبات والحصول على التزكيات، ووعد مناع باستقبالها الثلاثاء في الثانية والنصف ظهرًا، لكنها لم تحضر لمجلس النواب، فيما استعدت الأمانة العامة لاستقبالها وخصصت قاعة لاستضافتها وإتاحة فرصة لقاء النواب والنائبات، ولم ترد إسماعيل على اتصالات المنصة أو الرسائل لتوضيح سبب تغيبها عن الموعد.

موكب لدعم يمامة

وأعلن ياسر الهضيبي، سكرتير عام حزب الوفد والمتحدث الرسمي والإعلامي باسم حملة رئيس الحزب عبد السند يمامة، استعداده للتقدم بأوراق ترشحه صباح الغد إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، موضحًا تحضير موكب يدعم يمامة يتحرك غدًا من المقر الرئيسي للحزب، بمشاركة عدد من قياداته وأعضائه، إلى مقر الهيئة الوطنية للانتخابات.

كشف طبي

وأجرى رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، اليوم الأربعاء، الكشف الطبي بمستشفى معهد ناصر، استكمالًا لإجراءات الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وسوف يستكمل الكشف الطبي يوم السبت المقبل، بحسب ما أذاعته القناة الأولى المصرية.

تعنت وتنكيل

وحول موقف حملة السياسي أحمد الطنطاوي، الذي أعلن نيته الترشح للرئاسة، قال منسق الحملة ومستشارها القانوني محمد أبو الديار، إنهم "ما زالوا يناضلون من أجل جمع العدد المطلوب من التوكيلات في ظل ما يعانونه من تعنت وتنكيل".

وأضاف أبو الديار لـ المنصة "وصلتنا آلاف التوكيلات، ومنتظرين تجميع توكيلات باقي المحافظات ومن المصريين بالخارج لحصرها"، مؤكدًا أن توكيلات المصريين بالخارج تتوافد على الحملة بشكل "كبير ومبشر".

"التوكيلات الواردة للحملة من محافظتي القاهرة والجيزة تجاوزت بالفعل النصاب المقرر لكل محافظة والمقدر بألف توكيل"، وفق أبو الديار الذي قال "إننا نعوّل على المحافظتين في الحصول على عدد كبير من التوكيلات لاستكمال الـ25 ألف توكيل، نظرًا لأن المحافظتين يتردد عليهما آلاف المواطنين بصورة يومية".

وأكد أبو الديار استمرار التضييق على مؤيدي الطنطاوي بمكاتب الشهر العقاري، قائلًا "مارسوا علينا ضغوطًا بكل الطرق، الشباب النهاردة واقفين من الصبح  أمام مكاتب الشهر العقاري في شارع سوريا بالمهندسين وفي شارع عكاشة بميدان المساحة بالدقي، ولم يتمكنوا من تحرير توكيل واحد حتى الآن".

"مؤيدينا حاجزين أدوار من بدري، لكنهم يفاجأوا بجحافل من الناس داخلين من بنوك ومؤسسات حكومية محشودين حشد، مع وجود أفراد أمن يعيقون كل محاولة لعمل توكيل للطنطاوي"، وفق أبو الديار.

وعن خطتهم لاستكمال شروط الترشح، قال "هنقدر نستكمل توكيلاتنا إن شاء الله، وبمجرد ما يقدم المرشح المنافس أوراق ترشحه أي تواجد لأي حد من أنصاره أمام مكاتب الشهر العقاري هيبقى نوع من أنواع البلطجة، وتعطيل الموظف العام عن أداء وظيفته، وقتها هنقف ونتمسِّك ونطلب النجدة، ومفترض إن النجدة تتحرك وتاخد إجراءاتها القانونية ضد اللي واقفين في مكاتب الشهر العقاري وهما ما لهمش لازمة".

ولن تقتصر إجراءات الحملة على ذلك فقط، بحسب أبو الديار، الذي قال "نعد في الوقت الحالي مذكرة لتقديمها للهيئة الوطنية للانتخابات، نجمع فيها كل الخروقات والتضييقات والمخالفات القانونية الجسمية التي شهدتها مرحلة عمل التوكيلات بمكاتب التوثيق، وما تضمنته من استغلال للمال السياسي، واستغلال مؤسسات الدولة وأجهزتها لصالح مرشح بعينه، كل ده تم رصده وتوثيقه وهنتقدم بيه للهيئة وسننشرها على الرأي العام".

وحول الغرض من تلك المذكرة، وهل يقتصر أثرها على إثبات الحالة فقط؟ أم من المفترض أن يمتد لآثار أخرى، أوضح أبو الديار أن الحملة تستهدف من خلالها "فتح تحقيق موسع في تلك الوقائع من قبل الهيئة، التي يختصها القانون بالتحقيق في المخالفات التي يرتكبها المرشحون وتوقيع جزاءات عليهم تصل للمنع من خوض الانتخابات حال ثبوت جسامة تلك المخالفات وإخلالها بالقانون".

تراجع عن الاستقالة

واحتفظ حازم عمر، الذي أعلن نيته الترشح للرئاسة، برئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بعد انتخابه بالتزكية في انتخابات اللجان النوعية بمجلس النواب اليوم الأربعاء.

وجاء انتخاب عمر بعد أيام من تقدمه باستقالة رسمية لمجلس الشيوخ، عقب حصوله على التزكيات المطلوبة من أعضاء مجلس النواب لاستيفاء شروط الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث حصل على 44 تزكية من نواب البرلمان. 

وعقد مجلس الشيوخ جلسة إجرائية، أمس الثلاثاء، لافتتاح دور الانعقاد الرابع، و3 جلسات إجرائية اليوم لتنظيم انتخابات هيئات مكاتب اللجان النوعية. 

وسبق أن كتب عمر في نص الاستقالة التي وجهها إلى رئيس مجلس الشيوخ، عبد الوهاب عبد الرازق "بالإشارة إلى قرار الهيئة الوطنية للانتخابات رقم 5 لسنة 2023 بشأن فتح باب الترشح لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية 2024، وفقًا لقرار الهيئة العليا لحزب الشعب الجمهوري الصادر في 8 يوليو 2023، بترشحي لمنصب رئيس الجمهورية للفترة الرئاسية 2024-2030، قررت التقدم بأوراق ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية 2024".

وأضاف عمر في نص استقالته "إعمالًا للمادة 255 من اللائحة الداخلية لمجلس الشيوخ الصادر بالقانون رقم 2 لسنة 2021، أتقدم باستقالتي من عضوية مجلس الشيوخ، مع اعتبار هذه الاستقالة خالية من أي قيد أو شرط". وطالب باتخاذ الإجراءات لعرض الاستقالة على المجلس في أول جلسة عامة "حتى يتسنى لنا استكمال إجراءات ترشحنا للانتخابات الرئاسية 2024". 

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتقدم فيها عضو بمجلس الشيوخ باستقالته للترشح لانتخابات أخرى، ويقرر العدول عنها، فسبق وتقدم عضو المجلس سامح عاشور، باستقالته لترشحه في انتخابات نقابة المحامين الأخيرة، وأرجأ المجلس مناقشتها، فيما عدل عاشور عنها في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وقرر سحبها عقب صدور حكم قضائي يمنع ترشحه نقيبًا للمحامين.

القائمة النهائية

وفي أعقاب فحص طلبات الترشح واستبعاد المرشحين غير المستوفيين للشروط القانونية، وانتهاء إجراءات التظلم من تلك القرارات، ستُعلن الهيئة القائمة النهائية للمرشحين يوم الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على أن تبدأ الحملات الانتخابية للمرشحين المقبولين بداية من ذلك التاريخ.

وتبدأ فترة الصمت الانتخابي بالنسبة لانتخابات المصريين بالخارج، تمهيدًا لبدء الاقتراع، الأربعاء 26 نوفمبر المقبل، على أن تجرى انتخابات المصريين في الخارج أيام الجمعة والسبت والأحد 1، 2، 3 ديسمبر/كانون الأول المقبل من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة التاسعة مساءً حسب التوقيت المحلي لكل دولة.

وفي الداخل تستمر الدعاية الانتخابية حتى بداية الصمت الانتخابي في 8 ديسمبر المقبل، على أن تجرى الانتخابات داخل البلاد أيام الأحد والاثنين والثلاثاء 10، 11، 12 ديسمبر المقبل.

وتُعلن نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات وتنشر في الجريدة الرسمية يوم الاثنين 18 ديسمبر المقبل.

وحال عدم حسم أي من المرشحين للانتخابات من الجولة الأولى، ستجرى جولة إعادة بين أكثر المرشحين حصولًا على الأصوات؛ في الخارج أيام الجمعة والسبت والأحد 5، 6، 7 يناير/كانون الثاني المقبل، وفي الداخل أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء 8، 9، 10 يناير، على أن تعلن النتيجة النهائية في موعد أقصاه الثلاثاء 16 يناير.