كشف موقع أكسيوس، الأحد، نقلًا عن 4 مسؤولين أمريكيين، أن الرئيس جو بايدن "بدأ يفقد صبره" تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن الحرب في قطاع غزة.
وقالت المصادر للموقع الأمريكي إن "هناك شعورًا بخيبة أمل متزايدة وإحباط شديد" تجاه نتنياهو ورفضه معظم طلبات إدارة بايدن الأخيرة المتعلقة بالحرب.
ووفق أكسيوس "لم يتحدث الرئيس الأمريكي إلى نتنياهو منذ 20 يومًا، تحديدًا بعد مكالمة متوترة في 23 ديسمبر/كانون الأول، أنهاها بايدن قائلًا هذه المحادثة انتهت"، وأن ذلك جاء بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي طلبًا بالإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية.
وأمس، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه وقع أمرًا يحول بموجبه 3.1 مليون شيكل (نحو 830 ألف دولار) من عائدات الضرائب الفلسطينية لصالح عائلات إسرائيلية تضررت من عمليات نفذها فلسطينيون.
ويرفض وزير المالية الإسرائيلي تحويل جزء كبير من عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية نظرًا لكونها مخصصة لقطاع غزة، وهو ما جعل الحكومة الفلسطينية ترفض تسلم تلك الأموال منقوصة.
وبموجب اتفاق أوسلو المبرم عام 1993 بوساطة أمريكية، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين "إنهم (الإدارة الأمريكية) يتوسلون إلى ائتلاف نتنياهو، لكنهم يتعرضون للصفع مرارًا وتكرارًا"، وفقا لما نقله موقع أكسيوس.
ويشير تقرير أكسيوس إلى أنه إضافة إلى قضية عائدات الضرائب، "يرى بايدن ومستشاروه أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن نتنياهو لا يرغب في مناقشة خطط اليوم التالي للحرب بجدية".
ويشعر المسؤولون الأمريكيون الآن "بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني للانتقال إلى عمليات أقل حدة في غزة نهاية يناير/كانون الثاني الجاري".
وتقرير أكسيوس ليس الأول في أمريكا الذي يلقي الضوء على الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، إذ نشرت صحيفة واشنطن بوست قبل أيام، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل كشفت "خلافات" بين الحليفتين "بشأن معاملة إسرائيل للفلسطينيين"، حيث أعرب الجانبان عن "وجهات نظر متعارضة حول متى يمكن للفلسطينيين العودة إلى شمال قطاع غزة، والحصول على عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل".
إلا أن أكسيوس لفت إلى "تفكير واشنطن في إبقاء القنوات مفتوحة مع اللاعبين السياسيين الآخرين في إسرائيل". وأشار إلى أن بلينكن، خلال زيارته إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، عقد اجتماعًا منفصلًا مع وزير الدفاع السابق بيني جانتس، الذي تظهر استطلاعات الرأي المحلية أنه من المرجح أن يفوز بسهولة في الانتخابات الإسرائيلية إذا أجريت اليوم، وفق الموقع الأمريكي.
والتقى بلينكن أيضًا زعيم المعارضة يائير لابيد، ووزير الدفاع يوآف جالانت، المنافس الرئيسي لنتنياهو داخل حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة الحالية.
وفي سياق متصل، قال بايدن، أمس الأحد، إن إعادة الأمريكيين الستة الذين تحتجزهم حركة حماس كانت في "مقدمة اهتماماته" منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وأنه "عمل دون توقف على محاولة تأمين حرية المحتجزين".
وأكد بايدن، في كلمته بالتزامن مع مرور 100 يوم على الحرب في غزة، أن إدارته عملت على إعادة المحتجزين إلى أمريكا، وقال "شهدنا النتائج الأولى لتلك الجهود في أواخر أكتوبر، عندما نجحنا في جمع شمل أمريكيين مع أحبائهما. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، ومن خلال العمل بالتنسيق الوثيق مع قطر ومصر وإسرائيل، توسطنا في وقف القتال لمدة 7 أيام، وإطلاق سراح 105 محتجزين، بما في ذلك طفل أمريكي يبلغ من العمر 4 سنوات".
وأضاف الرئيس الأمريكي "أتطلع إلى الحفاظ على اتصال وثيق مع نظرائي في قطر ومصر وإسرائيل لإعادة جميع المحتجزين إلى وطنهم وإلى عائلاتهم"، وقال "لن نتوقف أبدًا عن هذا العمل".