تصوير سارة الحارث- المنصة
طوابير السودانيين أمام مقر مفوضية شؤون اللاجئين في مدينة السادس من أكتوبر، 19 مارس 2024

منظمتان: وفيات بين اللاجئين السودانيين لمصر بسبب الحرارة وحوادث على الحدود

سارة الحارث
منشور الثلاثاء 11 يونيو 2024

توفي مهاجرون سودانيون غير نظاميين إلى مصر، في الفترة من 7 إلى 9 يونيو/حزيران الجاري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وحوادث سير وتيه بالصحراء، فيما وصل عشرات المصابين إلى مستشفيات محافظات أسوان، حسبما رصدته منظمتان حقوقيتان، وهما المفوضية المصرية للحقوق والحريات ومنصة اللاجئين في مصر.

وأكدت المفوضية من مصادرها وفاة 21 شخصًا على الأقل، وفق بيان لها أمس الأحد، مع وجود 5 حالات ما زالت تتلقى العلاج في المستشفى، مضيفة أنه "وفقًا لمصادر أخرى فإن العدد قد يكون أكبر من ذلك ومنهم نساء وأطفال، حيث ذكرت تقارير أخرى أن الوفيات حتى مساء أمس بلغت 35 حالة، وهناك أنباء عن حالات أخرى في الطريق إلى مستشفيات أسوان".

هذا ووثقت منصة اللاجئين في مصر "40 حالة وفاة من بينهم أطفال ونساء وأسر كاملة، مع احتمال زيادة الأعداد"، حسب بيان لها عبر إكس.

ونقلت منصة اللاجئين عن شهود عيان في أسوان أن "الأهالي عثروا على سيارات مهاجرين سقط حولها سودانيون"، مشيرة بعد حديثها إلى الناجين "أن عدد المفقودين في الصحراء أكبر من العدد الذي وصل إلى المستشفيات حتى الآن".

وقالت المفوضية المصرية إن "مشارح مستشفى أسوان والصداقة تكدست بالوفيات في يومي الخميس والجمعة الماضيين"، مشيرة إلى تحقيق النيابة "مع الضحايا وتحفظت على جثامين المتوفين وتحررت عدد من المحاضر الإدارية بنيابة ثان أسوان بتاريخ 7 و8 يونيو 2024 حول التحقيقات بالواقعة". واطلعت المنصة على نسخة من كشفين صادرين عن قسم ثان أسوان بأسماء بعض الوفيات والمصابين الذين تحررت لهم محاضر، يظهر استجواب بعض أهالي الضحايا الناجين.

وجاء العطش والحروق في المرتبة الأولى من حيث السبب في الوفيات، حسب المنظمتين، بالإضافة إلى انقلاب سيارات نقل المهاجرين.

وتبادل السودانيون نصائح  عبر فيسبوك بالتوقف عن رحلات الهجرة غير النظامية من السودان إلى مصر خلال موجات الحر. وأشار آخرون إلى انقطاع الاتصال بأقارب لهم كانوا في طريقهم إلى مصر، خلال الأيام الأخيرة، ضمن رحلات غير نظامية.

 من جانبه قال مدير برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين في المفوضية المصرية، طلب عدم نشر اسمه، لـ المنصة، إن هذه السيارات عبارة عن "عربيات ربع نقل مكشوفة تنقل أربع أسر في الرحلة بواقع 18 إلى 20 فرد على عربية ما تستحملش تلت أفراد". متابعًا أن السيارات "بتمشي في طريق في الصحراء مع استغلال مالي وجنسي".

وكانت المنظمتان الحقوقيتان طالبتا السلطات المصرية بتسهيل استقبال ملتمسي اللجوء وضحايا الحرب مع التخلي عن شروط الحصول على تأشيرة دخول، بالإضافة إلى تمكين المصابين من التسجيل لدى مفوضية اللاجئين ومن ثم الحصول على الحماية الدولية.

وطالبت منصة اللاجئين السلطات بـ"توفير فرق بحث وإنقاذ من قوات حرس الحدود، وإتاحة المشاركة للمنظمات المحلية والدولية التي لديها استعداد للانخراط في تلك العمليات"، فضلًا عن "وضع تدابير خاصة للنساء السودانيات الحوامل، تضمن سلامتهن الجسدية وخصوصيتهن وأماكن مناسبة للراحة والحصول على الرعاية الطبية الطارئة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة في مدينة أسوان.

وربط مدير برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين في المفوضية المصرية، لـ المنصة بين وقائع وفاة السودانيين على الحدود و"مجزرة تمت في قرية في السودان أدت لوفاة مائة واحد"، متابعًا "بسبب العدد دا الناس خرجت بشكل كبير كان من ضمنهم بعض العائلات اللي اتوفت".

 وحمّل المصدر نفسه السلطات المصرية مسؤولية لجوء السودانيين لمثل هذه الطرق الوعرة في الهروب من بلدهم، معلقًا "طول ما في معبر مقفول في عمليات غير نظامية".

 وطالب السلطات المصرية بضبط "الجناة الحقيقيين" من المهربين، مع "توفير الرعاية الصحية للناس دي وتقديم الدعم النفسي ليهم والدعم المادي".

وشدد على ضرورة إطلاق سراح الأشخاص المحتجزين على ذمة المحاضر، قائلًا إنهم "مجني عليهم، ضحايا لا يجوز محاكمتهم".

ويسلك السودانيون الرحلات غير النظامية في دخول مصر، بعدما اشترطت القاهرة على السودانيين في  يونيو/حزيران 2023 الحصول على تأشيرات لكل الفئات، بعدما كانت تستثني الأطفال والنساء وكبار السن.

وحسب تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يبلغ عدد الوافدين غير النظاميين إلى مصر حتى 28 مارس/آذار الماضي "ثلثي الوافدين الجدد تقريبًا، 72%".