أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفتين على أطراف كفرشوبا في جنوب لبنان، الخميس، بعد 24 ساعة من سريان وقف إطلاق النار الذي يحظر "العمليات العسكرية الهجومية"، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية.
وأفادت الوكالة اللبنانية بإصابة شخصين في استهداف إسرائيلي لبلدة مركبا، إضافة إلى إطلاق دبابة ميركافا إسرائيلية قذيفة على بلدة الوزاني، جنوب البلاد.
وأصدر جيش الاحتلال، اليوم، تحذيرًا إلى سكان لبنان من العودة إلى منازلهم في 10 قرى أو محيطها في الجنوب، رغم سريان اتفاق وقف النار.
وحذر المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، من الانتقال إلى خط قرى شبعا والهبارية ومرجعيون وأرنون ويحمر والقنطرة وشقرا وبرعشيت وياطر والمنصوري.
وأضاف مخاطبًا سكان لبنان "يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر، كل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر".
واتهم أفيخاي حزب الله بخرق الاتفاق، وقال على إكس، اليوم، "في الساعة الماضية تم رصد وصول عدد من المشتبه فيهم بعضهم كانوا يستقلون مركبات إلى عدة مناطق في جنوب لبنان مما يشكل خرقًا للاتفاق. قوات جيش الدفاع أطلقت النار صوبهم. قوات جيش الدفاع منتشرة في منطقة جنوب لبنان تطبق كل خرق لاتفاق وقف إطلاق النار".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، بعد أكثر من عام من الضربات المتبادلة، وشهرين وثلاثة أيام من المواجهات المباشرة، وبدأت سيارات النازحين العودة إلى قرى وبلدات جنوب لبنان.
وتضمن الاتفاق نصًا يحفظ حق لبنان وإسرائيل في الدفاع عن النفس، وهو بند يرى البعض أنه غامض، إذ ليس واضحًا ما إذا كان يعني السماح لإسرائيل بضرب حزب الله مباشرة، ودون إذن إذا اعتقدت أنه انتهك الاتفاق.
ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري النازحين من قراهم في الجنوب إلى العودة مفعمين بالأمل والإرادة التي عجزت آلة العدو عن كسرها وهزيمتها في ميادين المواجهة، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
في المقابل، لم يعلن موعد عودة سكان الشمال الإسرائيلي إلى مستوطناتهم، وقال مسؤول أمني إسرائيلي لم تسمه CNN إن "بإمكان سكان شمال إسرائيل أن يقرروا بأنفسهم موعد العودة إلى ديارهم".
وبموجب الاتفاق ينسحب الجنود الإسرائيليون من لبنان ويسحب حزب الله مقاتليه وأسلحته شمال نهر الليطاني، الذي يقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا من حدود لبنان مع إسرائيل.
وسيحل الجيش اللبناني محل مقاتلي حزب الله في تلك المنطقة، وينص الاتفاق أيضًا على وقف إطلاق النار المتبادل وعدم وجود منطقة عازلة تحتلها إسرائيل في جنوب لبنان، حسب BBC.
وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع على المفاوضات الجارية لهدنة الأيام الـ60 بين لبنان وإسرائيل، لم تسمها الشرق الأوسط، عن أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب موافق على الخطوات التي تتخذها إدارة الرئيس جو بايدن لإخراج مقاتلي حزب الله وأسلحتهم من منطقة عمليات القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق (الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى في 7 يونيو/حزيران 2000)، على أن يترافق ذلك مع مفاوضات إضافية عبر الوسطاء الأمريكيين.
وتضم اللجنة الخماسية، التي تقودها الولايات المتحدة، فرنسا، بالإضافة إلى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، وتُشرف على تنفيذ عمليات إخلاء حزب الله من مناطق الجنوب "على 3 مراحل تتألف كل منها من 20 يومًا، على أن تبدأ الأولى من القطاع الغربي"، بما يشمل أيضًا انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها في هذه المنطقة بموازاة انتشار معزز لقوات من الجيش اللبناني واليونيفيل.
وتشمل المرحلة الثانية في الأيام الـ20 التالية بدء عمليات الإخلاء والانسحاب من مناطق القطاع الأوسط، وتُخصص الأيام الـ20 الأخيرة لتطبيق المبدأ نفسه في القطاع الشرقي.
واعتبر حزب الله، في بيان مساء الأربعاء، أنه حقق "النصر" على إسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وعودة آلاف النازحين إلى بلداتهم وقراهم، لا سيما في جنوب لبنان.
وأكد الحزب أن مقاتليه يتابعون انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما خلف الحدود.
في الوقت نفسه، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى عقد جلسة في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، حسب الوكالة الوطنية الرسمية في لبنان.
وكان بري قال، في مؤتمر الأربعاء، إن الحرب مع إسرائيل كانت "أخطر مرحلة" مرّ بها لبنان في تاريخه، وطالب كل الطوائف بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية "يجمع ولا يفرق".
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مساء الثلاثاء، وقال إن كل اختراق للاتفاق من قِبل حزب الله سيتم الرد عليه بقوة، مشيرًا إلى نجاح جيش الاحتلال في تدمير قدرات حزب الله على إنتاج الصواريخ، وقال "أعدنا حزب الله سنوات للوراء وقتلنا نصر الله".
واستمرت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.