اتجهت شركات الصناعات الغذائية لزيادة المخزون من مستلزمات الإنتاج والتعاقد على شراء كميات تكفيها لمدة عام كامل، تجنبًا لزيادة سعر صرف الدولار والتي تدفع لزيادة تكلفة الإنتاج، حسبما أكد 4 تجار في قطاع الصناعات الغذائية لـ المنصة.
وشهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ارتفاعًا خلال الفترة الماضية على فترات قصيرة ليتخطى 49.86 جنيه للبيع في البنك الأهلي، مع تأكيدات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لاحتمالية استمرار الاتجاه الصاعد لسعر الدولار الفترة المقبلة، ما دفع الشركات للتحوط وشراء خامات تكفى عمليات الإنتاج لمدة عام كامل بدلًا من 3 أو 6 أشهر فقط، حسب التجار.
ووفق رئيس الوزراء، فإنه منذ مارس/آذار الماضي وحتى هذه اللحظة، شهد سعر الدولار زيادة تتراوح بين 4 إلى 5%، حيث بدأ بسعر 47 جنيهًا ووصل اليوم إلى 49 جنيهًا، "ما قصدته وقتها بوضوح شديد هو أننا بدأنا تطبيق سياسة سعر صرف مرن".
وقال مدير مبيعات شركة الكبوس بمصر وإفريقيا محمد المحلاوي لـ المنصة، إن الشركة تستورد خام الشاي من كينيا، وبدأت منذ العام الحالي شراء كميات تكفي احتياجات الشركة لمدة عام، بدلًا من شراء خامات لمدة 6 أشهر، تجنبًا لزيادة الأسعار مع تحرك أسعار الخامات ومن أجل الحفاظ على سعر مستهلك ثابت ومناسب للعميل.
من جهته، أكد مسؤول التصدير بشركة أيمن شاهين للصناعات الغذائية محمد أيمن، أن الشركة مع زيادة أسعار الخامات بدأت العام الحالي الاعتماد على مستلزمات إنتاج محلية؛ تقليلًا للتكلفة وللمحافظة على الأسعار، مشيرًا إلى استيراد مواد التعبئة والتغليف من الخارج بسبب عدم توفرها محليًا.
وأشار أيمن لـ المنصة إلى لجوء الشركة لعمليات التصدير لأول مرة خلال الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة 20% من إجمالي إنتاجها، لتدبير الدولار اللازم لاستيراد مواد التعبئة والتغليف في أي وقت تحتاجه الشركة.
وأضاف أن الشركة تعمل على توفير مخزون لها من مواد التعبئة والتغليف التي تستوردها خاصة في ظل توترات البحر الأحمر وتصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، والتي قد توقف عمليات الاستيراد في أي وقت.
وتابع أن الشركة تعتزم مضاعفة صادراتها خلال العام الحالي من أجل زيادة الحصيلة الدولارية، والتغلب على أي مشكلات مستقبلية تتعلق بصعوبة الحصول على المواد الخام.
وأوضح المدير التنفيذي لشركة الزهار للصناعات الغذائية مصطفى الزهار لـ المنصة، أن الشركة تصدر 90% من إنتاجها للخارج، والنسبة المتبقية تطرحها في السوق المحلي، لتتمكن من شراء الخامات المستوردة، إذ تعتمد الشركة على شراء كامل مستلزمات إنتاجها من الخارج، إلا أنها تحاول الحفاظ على تكلفة الإنتاج وأسعارها منتجاتها النهائية عبر شراء كميات كبيرة من المواد الخام.
وأشار مدير مبيعات شركة فيينا للحلويات حسن المحمدي، أن الشركة اتجهت هذا العام لشراء الكاكاو والزبدة اللازمة لتصنيع المنتجات لمدة عام بدلًا من الشراء كل 4 أشهر، بسبب تحرك سعر الدولار بشكل مستمر.
وأضاف "دفع تغير الدولار بشكل مستمر إلى الاعتماد على استخدام مستلزمات إنتاج محلية، للموازنة بين ارتفاع سعر الدولار والخامات، مع إدخال منتجات جديدة للسوق المصري لجذب عملاء جدد وزيادة المبيعات".
وارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلكين، الذي يعبّر عن معدل التضخم، بأكثر من 100% خلال الفترة من يناير 2022 حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.