كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته أمس وحتى فجر اليوم على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 25 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وفق مصادر طبية لـ المنصة، في الوقت ذاته، أطلق سراح ثلاثة معتقلين على الأقل من شمال القطاع إلى مدينة غزة، كانوا احتجزوا واستخدموا دروعًا بشرية خلال العمليات البرية.
وقتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي استهدف شقتهم السكنية في منطقة البصّة غرب دير البلح، فجر اليوم، حسب مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة.
وقال شاهد لـ المنصة، إن القصف الإسرائيلي استهدف الشقة السكنية في المنطقة التي حددها الاحتلال كمنطقة إنسانية، وتسبب في تدمير الشقة والشقق المجاورة ووصلت الأضرار إلى مخبز آلي لإنتاج العيش للنازحين.
واستهدف قصف إسرائيلي، منتصف ليلة الأربعاء، منزلًا من أربع طبقات في مخيم البريج للاجئين، ما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل فوق رؤوس ساكنيه، وذكر مصدر طبي في مستشفى العودة لـ المنصة أن المستشفى استقبل 11 مصابًا بينهم ستة أطفال.
وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة أن جهود انتشال الضحايا من تحت الأنقاض تعثرت بسبب نقص المعدات، مشيرًا إلى أن ما بين 6 إلى 9 أفراد من العائلة لا يزالون مفقودين، وأن المحاولات ستستأنف صباحًا بمساعدة السكان المحليين.
وشهدت مدينة خانيونس، أمس، الكثافة الأعلى في معدل الاستهدافات الإسرائيلية وعدد الضحايا، حيث قتل 19 شخصًا بينهم 8 أطفال و5 نساء، حسب مصدر في قسم المشرحة بمستشفى ناصر الطبي لـ المنصة.
واستهدف جيش الاحتلال بصاروخ منزلًا جنوب شرق خانيونس أسفر عن مقتل شاب وزوجته وشقيقته وزوجها وأطفال شقيقته الثلاثة، فيما أصيب 5 من أفراد العائلة.
وفي استهداف ثانٍ لمنزل بالقرب من مستشفى ناصر وسط خانيونس، قتل اثنين من أفراد العائلة وشاب من عائلة أخرى، وأصيب أكثر من 5.
وفي منطقة المواصي غرب خانيونس، التي تقع ضمن المنطقة الإنسانية، استهدف الاحتلال خيمتين بشكلٍ منفصل، وقتل امرأة وأطفالها الأربعة وشابًا وزوجته.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاستهدافين تسببا في دمار عشرات الخيام وإصابة أكثر من 15 نازحًا.
وفي استهداف خامس قُتل شابان كانا يستقلان سيارة خلال سيرها بحي المنارة جنوب شرق المدينة، حيث وصلت الجثث متفحمة نتيجة اشتعال النيران، ولم يتم التعرف على الشابين، حسب المصدر في مشرحة مستشفى ناصر.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مساء أمس، عن تنفيذه غارات على خيام للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، استنادًا إلى معلومات استخباراتية زعم فيها استهداف عناصر من حماس شاركوا في طوفان الأقصى، مدعيًا اتخاذ إجراءات لتقليل إصابة المدنيين لكن القصف أسفر عن مقتل 4 أطفال وامرأتين وشاب، وفق مصادر طبية فلسطينية.
وفي شمال قطاع غزة، تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها البرية منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، استهدفت شقة سكنية مكتظة بالمدنيين في جباليا البلد، ما أدى إلى مقتل أربعة، شاب وزوجته وطفلته وابن شقيقه. وأفاد شاهد لـ المنصة بإصابة أكثر من 8.
وفي مدينة غزة، قتل 5 شبان في قصف استهدف تجمعًا للمواطنين في حي التفاح شرق المدينة، فيما أصيب 6 وصلوا إلى مستشفى المعمداني لتلقي العلاج، حسب مصدر طبي لـ المنصة.
كما استهدف الاحتلال، فجر الأربعاء، منزلًا بحي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، وهو منزل مأهول بالمدنيين حسب شاهد عيان لـ المنصة، موضحًا أن طواقم الإسعاف عملت على نقل طفل قتيل وعدد من الإصابات للمستشفيات، فيما لا يزال البحث جارٍ عن مفقودين تحت الأنقاض.
وفي سياق آخر، أفرج جيش الاحتلال عن 3 معتقلين كان اعتقلهم في وقت سابق من بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون خلال عمليته البرية.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن المُفرج عنهم استخدمهم جيش الاحتلال دروعًا بشرية خلال تنفيذه اقتحاماته البرية للمباني والمنازل شمال القطاع، حسب إفاداتهم، مشيرًا إلى تعرضهم للضرب وعدم تقديم الغذاء خلال اعتقالهم واستخدامهم في مهمات استكشاف المنازل قبل اقتحامها، حيث بدت علامات الإعياء والتعب الجسدي على وجوههم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعترف جنود إسرائيليون أنهم شاهدوا أو شاركوا في عمليات استخدام معتقلين فلسطينيين دروعًا بشرية في الحرب الجارية في غزة، حسب تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز، مؤكدين أنها "تُنفذ بدعم لوجستي كبير ومعرفة القادة في ساحة المعركة".
وفي عام 2005، حظرت المحكمة العليا في إسرائيل استخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية، ردًا على التماس ضد "إجراء الجار" الذي يطبقه جيش الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يجبر الجنود المدنيين على التقدم أمامهم عند مداهمة المنازل هناك.
وأدّب الاحتلال 6 جنود آخرين لاستخدامهم مدنيين دروعًا بشرية في 2009، وفق هيومن رايتس ووتش. وفي مايو/أيار 2002 أيضًا، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي "أمرًا صريحًا" بحظر اتخاذ الجنود الإسرائيليين لدروع بشرية، حسب المنظمة الحقوقية.
وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة، بتحرك نحو 68 شاحنة تحمل مساعدات إغاثية تشمل الطحين والخيام والمعلبات الغذائية، منتصف ليلة الأربعاء، عبر معبر رفح البري باتجاه طريق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح. ومن المتوقع دخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال ساعات الفجر.
وذكر مصدر صحفي شمال غرب رفح أن مئات النازحين تجمعوا على طريق البحر بانتظار وصول شاحنات المساعدات الإغاثية، مشيرًا إلى أن هذه الشحنات غالبًا ما تتعرض للسرقة قبل وصولها إلى مخازن المؤسسات والمنظمات الدولية، التي تعمل بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية لإدخالها وتوزيعها على النازحين في القطاع.
ويستمر العدوان الإسرائيلي لليوم الـ460، الذي راح ضحيته 45854 قتيلًا، و109139 إصابة، منذ طوفان الأقصى، حسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.