
في السعودية أو الإمارات.. قمة محتملة بين ترامب وبوتين
قال مصدران روسيان مطلعان، لم تسمهما رويترز، إن موسكو تنظر إلى السعودية والإمارات كأماكن محتملة لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ومؤخرًا، قال ترامب إنه سينهي الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، معربًا عن استعداده للقاء بوتين. وهنأ بوتين، ترامب بعد انتخابه، وصرح بأنه مستعد للقائه لمناقشة أزمة أوكرانيا.
وخلال الأسبوع الجاري، قال كبير مسؤولي البيت الأبيض في الملف الأوكراني جون كيري لرويترز إن الولايات المتحدة تريد أن تجري أوكرانيا انتخابات ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع روسيا في الأشهر المقبلة. وقال المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوج إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية التي تم تعليقها أثناء الحرب مع روسيا "يجب أن تتم".
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، انتقد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلًا إنه كان يتعين عليه أن يبرم صفقة مع بوتين لتجنب الصراع.
وأكد ترامب وكيلوج أنهما يعملان على خطة للتوسط في اتفاق خلال الأشهر القليلة الأولى من الإدارة الجديدة لإنهاء الحرب الشاملة التي اندلعت بالغزو الروسي الشامل في فبراير/شباط 2022، وفق رويترز.
ونفى المسؤولون الروس مرارًا وتكرارًا إجراء أي اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن الاستعدادات لإجراء مكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين، من شأنها أن تسبق اجتماعًا محتملًا في وقت لاحق من هذا العام، ومع ذلك زار مسؤولون روس كبار السعودية والإمارات في الأسابيع الأخيرة، وفق رويترز.
وأشار أحد المصدرين الروسيين لرويترز إلى بعض المعارضة في روسيا لفكرة عقد الاجتماع في السعودية أو الإمارات، حيث لفت بعض الدبلوماسيين ومسؤولي الاستخبارات إلى الروابط العسكرية والأمنية الوثيقة التي تربط السعودية والإمارات بالولايات المتحدة.
ووفق رويترز، لم تستجب السعودية والإمارات لطلبات التعليق، ورفض الكرملين أيضًا التعليق.
وقال ترامب، الأحد، إن إدارته "عقدت اجتماعات ومحادثات مع أطراف مختلفة، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا".
وعندما سئل عن هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الاتصالات "مخطط لها على ما يبدو".
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أول رئيس دولة أجنبية يتصل به ترامب بعد توليه منصبه. ووصف ترامب ولي العهد بأنه "رجل رائع" خلال خطابه عبر رابط فيديو أمام جمهور في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وقال ترامب، الشهر الماضي إنه سيطلب من السعودية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول/أوبك خفض تكلفة النفط. كما سيطلب من الرياض زيادة حزمة استثماراتها المزمعة في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار، وذلك بعدما أعلنت السعودية أنها تريد ضخ 600 مليار دولار في استثمارات وأنشطة تجارية موسعة مع الولايات المتحدة على مدى الأعوام الأربعة المقبلة.
أما بوتين، الذي زار السعودية والإمارات في عام 2023، فقال في سبتمبر/أيلول الماضي، إنه ممتن لمحمد بن سلمان لمساعدته في تنظيم أكبر عملية تبادل للأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.
وحسب رويترز، حافظ كل من محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان على الحياد طوال حرب أوكرانيا، وامتنعا عن الانضمام إلى الغرب في انتقاد روسيا وفرض العقوبات عليها. وزار محمد بن زايد آل نهيان روسيا عدة مرات خلال الحرب، وقال خلال زيارته الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2024 إنه مستعد لدعم الجهود الرامية إلى إيجاد السلام في أوكرانيا.
وفي متابعته لقرار ترامب الذي أعلن فيه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على موارد الطاقة الكندية، و10% على الصين، قال بوتين "سيقوم ترامب، بشخصيته وإصراره، بإعادة ترتيب النظام بسرعة كبيرة... وسوف يقف الجميع (الغرب) عند أقدام سيدهم، ويهزون ذيولهم بهدوء".
وفي السياق، حذر ترامب مؤخرًا من أنه سيفرض تعريفات جمركية عالية وعقوبات أخرى على روسيا إذا رفض بوتين إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ولم ترد موسكو على هذه التصريحات، لكن سبق وقال بوتين إنه مستعد للتفاوض لإنهاء الحرب، لكن يتعين على أوكرانيا قبول حقيقة المكاسب الإقليمية الروسية، التي تبلغ حاليًا حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، كما يرفض السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو، ولا تريد كييف في المقابل التخلي عن أراضيها، ورغم ذلك أقرّ الرئيس الأوكراني بأنه قد يضطر إلى التنازل عن بعض الأراضي المحتلة حاليًا بشكل مؤقت، وفق BBC.