
تداعيات حرب ترامب التجارية.. أوروبا تتوعد وكندا تلجأ لمنظمة التجارة العالمية
هبطت أسواق الأسهم في أوروبا وآسيا، اليوم، على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، إذ تراجعت أسواق الأسهم الألمانية والفرنسية بنحو 2%، وانخفض مؤشر فوتسي 100 في لندن بأكثر من 1%، كما ارتفع الدولار في أسواق العملات إلى مستوى قياسي مقابل اليوان الصيني، وهبط الدولار الكندي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2003.
وأول أمس السبت، وقّع ترامب مرسومًا بفرض رسوم جمركية صارمة على الواردات من المكسيك وكندا والصين.
وقال ترامب إن الرسوم الجمركية ضرورية "لحماية الأمريكيين"، وحث الدول الثلاث على بذل المزيد من الجهود للحد من تصنيع وتصدير الفنتانيل المخدّرة، وقال إن على "كندا والمكسيك الحد من الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة".
وقال ترامب للصحفيين "إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجات مزارعنا، ولا يأخذون أي شيء تقريبًا ونحن نأخذ منهم كل شيء. ملايين السيارات وكميات هائلة من الغذاء والمنتجات الزراعية". وأضاف أنه لا يوجد "جدول زمني" للتحرك ضد الاتحاد الأوروبي حتى الآن، ولكن سيتم تحديده قريبًا.
من جهته أكد الاتحاد الأوروبي أنه يأسف لقرار الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية شاملة على كندا والمكسيك والصين، موضحًا أنه "سيرد بحزم" إذا تم تنفيذ التهديد بتوسيع نطاق التدابير التجارية إلى أوروبا.
وقالت المفوضية الأوروبية، أمس الأحد، "في الوقت الحالي، لا علم لنا بفرض أي تعريفات جمركية إضافية على منتجات الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، سيرد الاتحاد بحزم على أي شريك تجاري يفرض تعريفات جمركية بشكل غير عادل أو تعسفي على سلع الاتحاد الأوروبي".
بينما قال مسؤول كندي، لم تسمه فرانس 24، إن أوتاوا تخطط لتقديم دعوى لمنظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، والسعي إلى الحصول على تعويض بموجب اتفاقية تجارية إقليمية.
واعتبرت كندا هذه الرسوم الجمركية، التي تتضمن ضريبة بنسبة 25% على كل الواردات باستثناء موارد الطاقة، انتهاكًا لالتزامات التجارة الأمريكية.
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بروكسل، الاثنين، أنه في حال تعرضت تجارة الاتحاد الأوروبي "لهجوم"، عليه أن "يفرض احترامه"، وذلك على خلفية التهديدات بفرض رسوم جمركية أمريكية على المنتجات الأوروبية.
وقال ماكرون، لدى وصوله إلى اجتماع غير رسمي لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي مخصص لمسائل الدفاع، "إذا تعرضنا لهجوم في مجال التجارة، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن ترد".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، الاثنين، إن "الولايات المتحدة وأوروبا تستفيدان من تبادل بضائع وخدمات. وإن عقدت السياسة الجمركية ذلك الآن، فسيكون الأمر سيئًا للولايات المتحدة وسيئًا لأوروبا".
من جانبه، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، في تصريحات صحفية لدى وصوله إلى بروكسل الاثنين للمشاركة في اجتماع أوروبي بشأن مسائل الدفاع، "علينا بذل كل ما بوسعنا لتفادي هذه الرسوم الجمركية، وهذه الحروب التجارية غير المجدية إطلاقًا والحمقاء".