تصوير سالم الريس، المنصة
محاولات إنقاذ فلسطينيين أسفل الركام جراء استهداف الاحتلال مربع سكني بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، 9 أبريل 2025

ليلة "دامية" في غزة.. والاحتلال أباد 2180 عائلة بالكامل منذ بدء العدوان

سالم الريس
منشور الاثنين 28 أبريل 2025

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس حتى فجر اليوم الاثنين، سلسلةً من "المجازر الدامية" بحق المدنيين في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى عشرات المصابين، حسبما قال مصدر بوزارة الصحة في غزة لـ المنصة.

وشهدت منطقة وسط القطاع ثلاث "مجازر" متتالية، أبرزها قصف جيش الاحتلال لكافتيريا الصفطاوي الواقعة على شارع صلاح الدين بين مخيمي البريج والنصيرات، وأفاد شاهد عيان لـ المنصة بأن صاروخًا استهدف الكافتيريا المزدحمة بروادها من الشباب دون أي تحذير مسبق.

ووصل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح ستة قتلى من الشباب، إضافة إلى أكثر من عشرة مصابين بينهم حالات وصفت بالحرجة، وفق مصدر طبي بالمستشفى، أشار لـ المنصة إلى أن بعض الإصابات تركزت في الرأس وأعلى الصدر، مما "يُهدد حياتهم بالخطر".

وفي قصف آخر استهدف جيش الاحتلال خيام النازحين في المخيم الجزائري غرب دير البلح، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، كما تسبب قصف آخر استهدف بسطة لبيع المواد الغذائية في شارع البركة جنوب المدينة في مقتل أربعة مواطنين آخرين.

وفي مدينة غزة وشمال القطاع، وصل المستشفيات 32 قتيلًا جراء ارتكاب الاحتلال ثلاث "مجازر" بحق ثلاث عائلات، بالإضافة إلى عدة استهدافات أخرى، وقُتل 10 مواطنين من عائلة الغماري جراء استهداف مباشر لمنزلهم بصاروخ من طائرة حربية في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.

وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة بأن طواقم الإنقاذ عملت لساعات طوال الليل على انتشال الضحايا من تحت أنقاض المنزل المدمر بالكامل، وسط مخاطر كبيرة نتيجة القصف المتواصل، مشيرًا إلى أن نحو ستة أشخاص آخرين لا يزالون تحت الأنقاض.

وقُتل سبعة أفراد من عائلة أبو مهادي، جراء قصف منزلهم في منطقة الفاخورة ببيت لاهيا شمال القطاع، وذكر مصدر طبي في المستشفى الأندونيسي لـ المنصة أن ثمانية مصابين آخرين من العائلة تم نقلهم للعلاج بعد انتشالهم من تحت الركام.

وقُتل ثمانية أشخاص من عائلة البطش بينهم خمسة أطفال إثر استهداف الاحتلال منزلهم في حي التفاح شرق غزة، فيما أصيب 12 آخرون بجراح متفاوتة، وقال شاهد عيان لـ المنصة إن "الاحتلال يتعمد استهداف العائلات المدنية بشكل مباشر دون تمييز بين الأطفال والنساء وكبار السن وبين المقاتلين".

استهداف لمخيمات النازحين

وفي مدينة خانيونس جنوب القطاع، قُتلت أم وأطفالها الخمسة من عائلة أبو عمرة، إلى جانب شاب ووالده من عائلة عقل، إثر قصف الاحتلال خيامهم المتلاصقة قرب مدينة حمد السكنية.

وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن المنطقة المستهدفة تتكدس فيها خيام النازحين المتلاصقة، مضيفًا "يعني الناس وين تروح وكيف تحمي حالها وأطفالها من القصف، في البيوت بقتلونا وفي الخيم والمخيمات بقصفونا وبقتلونا وبقتلوا ولادنا طيب وين في منطقة آمنة نحمي فيها عائلاتنا؟ إحنا هنا طول الوقت تحت القصف ومعرضين للموت أو الإصابة".

كما مسح الاحتلال أسرة كاملة من عائلة كوارع من السجل المدني، بعد قصف منزلهم جنوب خانيونس، ما أدى إلى مقتل الأب والأم وأطفالهم الخمسة، وأكد أحد أقارب العائلة لـ المنصة أن أفراد الأسرة استُهدفوا أثناء نومهم، وتم التعرف عليهم بصعوبة نتيجة تناثر أشلائهم.

من ناحيته، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان عبر تليجرام مساء أمس، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "جرائم إبادة جماعية ممنهجة بحق المدنيين"، وأوضح أن "أكثر من 65% من الشهداء منذ بداية الحرب هم من الأطفال والنساء وكبار السن، حيث بلغ عدد الأطفال الذين قُتلوا نحو 18 ألف طفل، وأكثر من 12.400 امرأة، فيما أُبيدت 2180 عائلة بالكامل".

وأشار البيان إلى أن 5070 أسرة أخرى فقدت غالبية أفرادها، ولم يتبق منها سوى فرد أو اثنين على قيد الحياة. كما استهدفت الجرائم الإسرائيلية الأطباء والصحفيين وعمال الإغاثة وغيرهم من الفئات الإنسانية.

وختم البيان بدعوة المجتمع الدولي والمحاكم الدولية إلى التحرك العاجل لإدانة الاحتلال وملاحقة قادته قانونيًا وقضائيًا، مؤكدًا أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.

وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.