حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إكس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود تابعين لجيش الاحتلال المشاركين في العدوان على قطاع غزة، 30 يناير 2024

إسرائيل تبدأ عملية واسعة في غزة.. ومقتل 115 شخصًا شمال القطاع

سالم الريس
منشور السبت 17 مايو 2025

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، بدء عملية عسكرية جديدة "كبيرة" في قطاع غزة، بالتزامن مع تنفيذ قواته سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي عنيف على مناطق متفرقة في شمال القطاع، أدت إلى مقتل أكثر من 115 فلسطينيًا، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين تحت الأنقاض مع تدهور الأوضاع الإنسانية.

وذكر جيش الاحتلال عبر حساباته السوشيال ميديا "بدأ الجيش الإسرائيلي في شن ضربات شاملة وتعبئة القوات لتحقيق السيطرة العملياتية في مناطق غزة خلال اليوم الماضي"، وقال إنه "جزء من الاستعدادات لتوسيع العمليات وتحقيق أهداف الحرب، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن وتفكيك منظمة حماس الإرهابية".

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إن تنفيذ عشرات الضربات الجوية ونقل قوات إضافية تأتي ضمن المرحلة الأولى من حملة "عربات جدعون" التي تهدف إلى توسيع المعارك البرية في القطاع.

وزعم جيش الاحتلال أن الهدف الرئيسي من الحملة العسكرية "تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين والقضاء على حماس".

لكن في المقابل، قال الصحفي الإسرائيلي في إذاعة جيش الاحتلال دورون كدوش، إن العملية البرية "لم تبدأ بعد"، مضيفًا "في الوقت الحالي، لم تبدأ القوات البرية الإسرائيلية في التوغل الواسع داخل قطاع غزة، ولم تُنفَّذ مناورة شاملة باتجاه عمق القطاع".

وأوضح أن المرحلة الحالية تقتصر على تركيز السيطرة والتمركز داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش بشكل فعلي، وهي مناطق حدودية، خاصة في مناطق شمال وشمال شرق قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها "نقاط استراتيجية تمنح أفضلية عسكرية وتشكّل قاعدة انطلاق قوية لأي تصعيد لاحق، وهي تمهيد للمرحلة التالية".

ونقلت الإذاعة عن مسؤول عسكري في جيش الاحتلال، قوله "نقوم بإعداد الأرضية وننفذ ضربات مع الإبقاء على خيار المفاوضات مفتوحًا، وإذا لم تنجح تلك المساعي لدينا نية للتقدم خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، وبمجرد صدور الأمر سننطلق".

وميدانيًا، بدأ قصف جيش الاحتلال فجرًا بشكل مكثف ومتواصل باستخدام عشرات القذائف والصواريخ التي طالت منازل ومراكز إيواء، ما تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا في بيت لاهيا، كما تعرضت مناطق تل الزعتر ومخيم جباليا لغارات أودت بحياة عائلات كاملة، منها عائلة التتري التي فقدت 16 من أفرادها دفعة واحدة.

طواقم الإسعاف والدفاع المدني واصلت عملها رغم المخاطر، حيث تم انتشال الضحايا ونقلهم إلى المستشفى الإندونيسي الذي بدوره تعرض لأضرار جراء تفجيرات إسرائيلية قريبة، وأكد مصدر طبي بالمستشفى لـ المنصة، أن المكان يضم عددًا كبيرًا من الجرحى والمرضى.

وفي تصعيد إضافي، ألقت طائرات إسرائيلية مسيّرة منشورات على بيت لاهيا تطالب السكان بإخلاء منازلهم، وقال شهود عيان إن مئات العائلات نزحت من منطقة السلاطين إلى مناطق أكثر أمنًا غرب غزة، بعد تعرض البلدة لهجمات متكررة شملت تفجير ريبوتات، ما خلف دمارًا كبيرًا في المنازل والبنية التحتية.

وقال شاهد عيان لـ المنصة، "الناس ما في قدامها خيار، قصف وموت متواصل، والجيش ممكن يتوغل بري بأي لحظة، وجدنا حالنا مضطرين ننزح وناخد خيمنا وننقلها على مدينة غزة"، وأضاف آخر "الاحتلال فجّر روبوتات في منطقة السلاطين ببيت لاهيا، فجر السبت، ما تسبب في دمار عشرات المنازل والبنية التحتية".

جنوب القطاع لم يكن بمنأى عن التصعيد، حيث قتل 40 شخصًا في مدينة خانيونس جراء استهداف منازل وتجمعات مدنية في الشوارع والأسواق. كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية شقة في مدينة حمد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عائلة منصور، وخيمة للنازحين غرب المدينة خلفت عدة إصابات خطيرة.

كما قصفت طائرة مروحية خيمة نازحين داخل ساحة مستشفى شهداء الأقصى في  دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، أحدهم في حالة حرجة إثر بتر ساقيه.

وفي تطور إنساني نادر وسط التصعيد، أفرجت سلطات الاحتلال مساء الجمعة عن عشرة معتقلين من غزة، نقلهم الصليب الأحمر إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي الفحص والعلاج. وأفادت مصادر بأن أحد الأسرى وصل في حالة صحية حرجة بعد تعرضه للتعذيب داخل سجن سديه تيمان، وبُترت ساقه اليسرى.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.