أعلنت حركة المجاهدين الفلسطينية أمس اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي الأمين العام للحركة أسعد أبو شريعة وشقيقه أحمد عضو الأمانة العامة للحركة ومسؤول ساحة غزة، ونعتهما حماس، في وقت واصل الاحتلال استهداف المدنيين قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال أول من أعلن اغتيال أبو شريعة، قائلًا "في عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك) تم القضاء على المخرب أسعد أبو شريعة الذي كان في السنوات الأخيرة قائد المنظمة الإرهابية كتائب المجاهدين في قطاع غزة". واتهمه بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى واختطاف إسرائيليين من مستوطنات غلاف غزة.
وزعم جيش الاحتلال أن أبو شريعة هو المسؤول عن مقتل عائلة بيباس الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر، رغم أن المحتجزة الإسرائيلية السابقة في قطاع غزة نوعا أرغاني اتهمت تل أبيب في وقت سابق بأنها وراء مقتل عدد من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، منهم أطفال عائلة بيباس ووالدتهم شيري، حسب الجزيرة.
كما اتهمته إسرائيل بتجنيد مقاتلين نفذوا هجمات فردية وجماعية في الضفة الغربية، والتخطيط لعملية داخل الأراضي المحتلة، على حد زعمها.
وفي نعيها لأبو شريعة وشقيقه، قالت حماس في بيان على تليجرام أمس "ارتقى الشهيدان مع عدد كبير من أفراد عائلتهما المجاهدة، في جريمة اغتيال صهيونية جبانة استهدفت حي الصبرة بمدينة غزة، ضمن سلسلة المجازر الوحشية بحق المدنيين".
"نودّع القائد الكبير أبو شريعة، أحد أبرز رموز الجهاد والمقاومة، الذي خاض معارك بطولية ضد الاحتلال على مدار أكثر من 25 عامًا، ونجا من عدة محاولات اغتيال، لكنه واصل دربه ثابتًا صامدًا"، حسب بيان حماس، موضحة أن أبو شريعة قدم "خمسة من إخوانه شهداء قبل معركة طوفان الأقصى، وفي هذه الحرب قدّم أكثر من 150 شهيدًا من أسرته، بينهم زوجته وأبناؤه وإخوانه وأقرباؤه، مجسّدًا أسمى معاني الفداء والتضحية".
وفق حماس، أسَّس أبو شريعة "رافدًا إسلاميًا مقاومًا داخل فلسطين، ترك بصماته الجهادية في ساحات المواجهة، وكان داعيًا لوحدة الأمّة وتوحيد صفوفها لمواجهة العدو الصهيوني الغاصب".
من جهتها، توعدت حركة المجاهدين الفلسطينية بأن "هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام، وستدفع إسرائيل ثمنًا باهظًا إزاءها".
وتأسست حركة المجاهدين بالتزامن مع بدايات انتفاضة الأقصى عام 2000، وتمتلك ذراعًا عسكرية باسم كتائب المجاهدين تهدف لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
وولد أبو شريعة في حي الصبرة عام 1977 لعائلة لاجئة من بئر السبع، ودرس القانون في جامعة الأزهر بغزة، وعمل في القضاء والنيابة قبل انخراطه في العمل السياسي والعسكري. وفي عام 2000، أسس مع شقيقه عمر كتيبة المجاهدين، التي تحولت لاحقًا إلى كتائب المجاهدين.
وبعد مقتل شقيقه عام 2007، تولى قيادة الحركة ووسع نطاق عملها ليشمل الضفة الغربية وغزة والداخل المحتل.
ولم تتوقف الاستهدافات الإسرائيلية عند أبو شريعة، فحسب وكالة الأنباء الفلسطينية/وفا، قُتل 21 مواطنًا في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد، بينهم 4 قُتلوا قرب مركز توزيع المساعدات الإنسانية غرب رفح، وآخر قتله الاحتلال قرب مركز المساعدات بوسط القطاع.
وكانت مؤسسة غزة الإنسانية، المسؤولة عن توزيع المساعدات، أعلنت ليل السبت أنها ستفتح موقعين لتوزيع المساعدات اليوم، بعد إغلاقهما بسبب ما وصفته بـ"تهديدات من حماس لموظفيها".
وقالت في بيان على فيسبوك "يرجى عدم الاقتراب من مركزي التوزيع أو التجمّع عند البوابات قبل الساعة 12 ظهرًا، وإلا قد لا نتمكن من فتح المركزين وخدمتكُم".
ومؤخرًا، حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من التوجه إلى مراكز توزيع المساعدات وأعلن الطرق المؤدية لها مناطق قتال، بعدما أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية إغلاقها.
ووفق الشرق الأوسط، يجري توزيع المساعدات في القطاع عن طريق مؤسسة غزة الإنسانية في أربعة مواقع، وذلك بعد أن خففت إسرائيل حصارًا استمر ما يقرب من ثلاثة أشهر على غزة تحت ضغط دولي.
وحسب CNN، ألغت شركة استشارية أمريكية عقدها مع مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والمُنشأة لتوزيع الغذاء والإمدادات الإنسانية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعا أمس إلى تحقيق مستقل في مقتل العشرات قرب مركز توزيع مساعدات غذائية في غزة، وهو التصريح الذي أغضب إسرائيل وقالت وزارة خارجيتها "يا للعار"، معتبرة أن جوتيريش لم ينتقد حماس.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.