أحد العمال لـ المنصة
جانب من إضراب عمال سيراميكا إينوفا بالفيوم، 26 يناير 2025

عمال سيراميكا إينوفا يضربون للمطالبة بالرواتب المتأخرة و"الأدنى للأجور"

أحمد خليفة
منشور الثلاثاء 10 يونيو 2025

دخل عمال الوردية الأولى بشركة سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا)، بمنطقة كوم أوشيم الصناعية في الفيوم، اليوم، في إضراب عن العمل، احتجاجًا على تأخر صرف مساهمة صندوق إعانات الطوارئ للعمال التابع لوزارة العمل، في الأجور عن شهر أبريل/نيسان الماضي، وتأخر صرف راتب شهر مايو/أيار الماضي، والمطالبة بإقرار زيادة سنوية لا تقل عن 1200 جنيه، وتطبيق الحد الأدنى للأجور بواقع 7 آلاف جنيه، وفق عاملين اثنين تحدثا لـ المنصة.

وبحسب العاملين، امتنعت إدارة الشركة عن إرسال سيارات نقل عمال الوردية الثانية من أماكن سكنهم في مراكز محافظة الفيوم، بالإضافة إلى محافظتي القاهرة والجيزة، إلى موقع الشركة، خشية انضمامهم إلى الإضراب.

ويتكفل صندوق إعانات الطوارئ للعمال منذ يناير/كانون الثاني الماضي، بثلث رواتب عمال إينوفا بقيمة 4 ملايين جنيه شهريًا من إجمالي الأجور البالغة 12 مليون جنيه، فيما تتحمل الشركة الـ8 ملايين الأخرى.

جاء قرار الصندوق بعد اجتماع لمالك الشركة محمد فوزي مع محافظ الفيوم أحمد الأنصاري، شكا خلاله عدم قدرته على دفع رواتب العمال البالغة نحو 12 مليونًا بسبب تعثر الشركة والديون المتراكمة عليها لشركات الغاز والكهرباء والمياه.

وقال أحد العمال لـ المنصة إن مساهمة صندوق الطوارئ في الأجور، التي يُطلق عليها العمال "فلوس البوستة"  كانت تحوّل عبر البريد من يوم 28 إلى 30 من كل شهر، عن الشهر الذي سبقه، لكنه حتى بدء إجازة العيد لم يتم تحويلها، "قضينا العيد من غير فلوس، وانتظرنا تتحول النهاردا لكن ما حصلش، فقررنا الإضراب مع أول يوم عودة من الإجازة"، مشيرًا إلى أن مساهمة صندوق الطوارئ تتراوح بين 1500 إلى 2000 جنيه، بحسب راتب كل عامل، بما يعادل الثلث.

وأضاف العامل، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن العمال يريدون معرفة مصير مساهمة صندوق الطوارئ في الأجور وما إذا كانت وزارة العمل توقفت عن صرفها، وما أسباب التوقف، حتى يطالبوا صاحب العمل بباقي رواتبهم.

وقال عامل ثان إن العمال المضربين يطالبون الشركة أيضًا ببدء  صرف راتب شهر مايو، والذي انقضى منذ 10 أيام، فضلًا عن إقرار زيادة سنوية لا تقل عن 1200 جنيه بحسب سنوات عمل كل عامل، وتطبيق الحد الأدنى للأجور، حتى يستطيعوا مواجهة غلاء الأسعار، "مش عارفين نأكل ولادنا، ما نزلناش أي زيادة من بداية 2024، ولا علاوات غلاء معيشة، وأغلب العمال ماحصلتش مرتباتهم حتى الحد الأدنى القديم الـ6 آلاف جنيه، طيب نعيش إزاي؟ إحنا معرفناش نجيب كيلو لحمة لولادنا".

واعتادت الشركة صرف الراتب الشهري على دفعات، بمعدل دفعة كل 3 أو 4 أيام، حيث  قسمت العمال إلى شرائح، بحسب الأجر، من الأقل راتبًا لما فوق.

وفي مايو الماضي وجهت إدارة سيراميكا إينوفا إنذارات بالفصل لنحو 45 عاملًا، كانت منحتهم إجازة إجبارية ضمن مئات العمال، مقابل تقاضيهم الراتب الأساسي فقط، بدعوى عدم الاستجابة لاستدعائهم للعمل وقطع الإجازة، رغم تأكيد عدد من العمال المنذَرين بالفصل في حديث سابق لـ المنصة أنهم لم يتلقوا أي استدعاء للعمل بشكل رسمي، مكتوبًا أو بأي وسيلة أخرى.

وفي مارس/آذار الماضي، أبلغت إدارة إينوفا 350 عاملًا من أقسام مختلفة، بينهم 130 عاملًا من ذوي الإعاقة المعينين ضمن نسبة الـ5%، بأنهم سيُمنحون إجازةً لمدة 6 أشهر يتقاضون خلالها الراتب الأساسي فقط، وسرحت من رفضوا الإجازة، وكانت أجبرت قبلها بشهرين 57 عاملة هن كل النساء العاملات بالشركة، على الدخول في إجازة إجبارية، فيما أعدت الإدارة قائمةً بـ300 عامل آخرين تمهيدًا لتسريحهم.

وفي 22 يناير الماضي دخل عمال إينوفا في إضراب عن العمل للمطالبة بصرف راتب شهر ديسمبر/كانون الأول، وتطبيق الحد الأدنى للأجور القديم 6 آلاف جنيه، حيث لا يتخطى متوسط رواتبهم 4 آلاف جنيه، كما طالبوا بعودة أوتوبيسات نقل العمال من أماكن إقاماتهم إلى الشركة التي أوقفت الإدارة 75% منها ما كان يضطر العمال للذهاب إلى الشركة على نفقتهم، دون صرف بدل انتقال.

وبعد بدء صرف نسبة من راتب ديسمبر المتأخر، قرر العمال إنهاء إضرابهم في 29 يناير الماضي، لكن مالك الشركة أبلغ 57 عاملة في اليوم التالي بمنحهن إجازة إجبارية من 4 لـ6 أشهر مقابل تقاضي الأساسي فقط.

وتأسست شركة مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية نهاية الثمانينات، وضمت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.

ولعمال شركة سيراميكا الفراعنة تاريخ كبير من الاحتجاجات والإضرابات، بداية من عام 2009، واشتدت وتيرة الإضرابات في الشركة في أعقاب ثورة 25 يناير.