قال مصدر مطلع على ملف أحمال الشبكات بوزارة الكهرباء، لـ المنصة، إن أعمال الربط الكهربائي مع الدول المجاورة لا تزال مستمرة رغم أزمة نقص الغاز الإسرائيلي، مرجعًا ذلك إلى أن أقصى حمل كهربائي مسجل على الشبكة القومية يبلغ حاليًا نحو 36 ألف ميجاوات خلال فترات المساء، وينخفض صباحًا إلى نحو 28 ألف ميجاوات، ما يتيح هامشًا يوميًا يقارب 8 آلاف ميجاوات يمكن استغلاله في أعمال الربط.
لكن المصدر ، الذي رفض نشر اسمه، حذر من إمكانية وصول الحمل الأقصى إلى 42 ألف ميجاوات بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي للكهرباء مع صعود درجات الحرارة، وقال إنه مع مصاعب توريد الغاز من إسرائيل في الوقت الراهن قد تعجز الكهرباء عن تلبية الطلب المحلي، ما قد يؤدي لتوقف أعمال الربط الكهربائي.
ويتيح الربط الكهربائي تبادل الطاقة بين الدول عبر شبكات مشتركة تسمح لها بتصدير أو استيراد الطاقة الفائضة بحسب وقت الذروة في كل دولة، فضلًا عن التقليل من مخاطر توقف الإنتاج من محطات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دوره المحوري في تحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة وتقليل الحاجة إلى الاستثمارات الضخمة في بناء محطات توليد جديدة، وفق موقع العربية.
وأشار المصدر إلى أن استمرار نقص إمدادات الغاز عن 3.8 مليار قدم مكعب يوميًا سيقيد قدرة المحطات على رفع الإنتاج عن مستوى 36 إلى 37 ألف ميجاوات، ما يضع ضغوطًا إضافية على استقرار الشبكة.
وكانت مصادر كشفت لـ المنصة مطلع يونيو/حزيران الجاري عن استعداد الشركة القابضة للغازات الطبيعية/إيجاس لاستقبال ثلاث شحنات غاز مسال مستورد، بعد أن شهد استهلاك محطات الكهرباء زيادة تتراوح بين 7 و10% مع بداية ارتفاع درجات الحرارة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أكد وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي أن إنتاج الغاز الطبيعي تراجع خلال العامين الماضيين بنحو 25% ما أثر على الوفاء باحتياجات محطات الكهرباء خلال الصيف التي تسببت في انقطاعات طويلة بالكهرباء وتخفيف للأحمال بالمحافظات.
وفيما يخص برامج الربط الكهربائي، أشار المصدر إلى أن الالتزام بالقدرات المتفق عليها مع دول الجوار مرتبط بتوفر الغاز اللازم لتحقيق أقصى إنتاجية ممكنة.
وأوضح أن الربط مع الأردن تصل طاقته إلى 550 ميجاوات يوميًا، إلا أنها تراجعت خلال الشهور الماضية إلى أقل من 400 ميجاوات بسبب ظروف توليد محلية تتعلق بتوفر الوقود وحجم الاستهلاك.
كما أشار إلى أن تراجع تدفقات الغاز الإسرائيلي نحو كل من مصر والأردن أثار مخاوف لدى عمان، مما دفعها لرفع قدرات التبادل مع مصر إلى ما بين 380 و400 ميجاوات خلال يونيو الجاري، مقارنة بـ200 ميجاوات مايو/أيار الماضي، ورغم ذلك قال إن "هذه الأرقام لا تمثل الحد الأقصى للطاقة الممكنة على الشبكة بين البلدين".
وأضاف أن هناك خطة مشتركة لرفع سعة الربط الكهربائي بين مصر والأردن إلى نحو 2000 ميجاوات في السنوات المقبلة، بهدف تبادل الأحمال بين البلدين اعتمادًا على فوارق الذروة في الاستهلاك، بحيث تستفيد كل دولة من فائض الأخرى عند الحاجة.
أما عن الربط مع ليبيا، أشار إلى أن الخط الحالي يسمح بتبادل طاقة تصل إلى 150 ميجاوات فقط، وفعليًا تمثل القدرات المتبادلة أقل من 40% من القدرة الإجمالية. غير أن هناك دراسة لرفع طاقته المستقبلية إلى 2000 ميجاوات، بمجرد استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا.
وقبل يومين، فعّلت وزارة البترول والثروة المعدنية، خطة طوارئ لإدارة إمدادات الغاز الطبيعي وفق أولويات محددة، ما ترتب عليه وقف ضخ الغاز لبعض الأنشطة الصناعية في مقدمتها مصانع الأسمدة.