قال نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ اليوم إن مصر والأردن يتعرضان لهجمة منظمة، مضيفًا أنه "لا يمكن تجاهل أن البلدين يقفان على خطوط تماس حساسة، ويحملان عبء استقرار المنطقة رغم التحديات".
وأكد الشيخ على إكس أن الهجوم على مصر والأردن "ليس عفويًا، بل جزء من محاولات خبيثة لإضعاف مواقفهما وضرب أي توازن عربي".
وقال إن "من يهاجم مصر والأردن اليوم يتجاهل عمدًا دورهما في دعم القضية الفلسطينية، ووقوفهما سدًا منيعًا ضد تهجير شعبنا ودعم صموده وثباته على أرض وطنه، والجهد السياسي المشترك مع الأشقاء والأصدقاء لوقف حرب الإبادة والتجويع، وتوسيع دائرة الدول التي أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين".
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الأمريكي كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكن هذه الدعوة قُوبلت بالرفض القاطع من مصر والدول العربية، كما واجهت انتقادات دولية، ونددت جماعات لحقوق الإنسان بنقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.
وخلال الأيام الماضية دعا رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية إلى "الزحف نحو فلسطين برًا وبحرًا وحصار السفارات"، في حين خاطب المصريين قائلًا "يا أهل مصر وقادتها، كيف تسمحون بموت إخوانكم على حدودكم؟ لقد حوّل الاحتلال معبر رفح إلى معبر للموت والقتل والجوع لتنفيذ مخططه لتهجير شعبنا، بعد أن كان شريان حياته. ننتظر من مصر العظيمة أن تقول الكلمة الفصل: غزة لن تموت جوعًا، ولن تقبل أن يترك العدو معبر رفح مغلقًا أمام احتياجات سكان قطاع غزة".
كذلك وجَّه خطابًا للأردن "إلى إخواننا في الأردن، أرض الصمود والمقاومة، إن شعبنا ينظر إليكم بأملٍ وأخوة، وقد ضحيتم بأرواحكم ودمائكم، وسقط شهداؤكم على حدود فلسطين. ننتظر منكم مواصلة نهضتكم الشعبية، وتكثيف جهودكم لوقف هذه الجريمة النكراء بحق إخوانكم ومقدساتكم، ومنع اليمين الصهيوني من تحقيق مخططه في إقامة وطن بديل وتقسيم المسجد الأقصى".
وكان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح رد على تصريحات الحية، مؤكدًا رفضه واستنكاره لما ورد في خطابه، واصفًا إياه بأنه محاولة مرفوضة لتصدير الأزمة الداخلية التي تعاني منها الحركة، عبر تحميل المسؤولية لدول عربية شقيقة لطالما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في مقدمتها مصر والأردن.
وقال فتوح "الهجوم على مصر والأردن يعكس حالة من التخبط السياسي التي تعيشها حركة حماس، ويمثل هروبًا إلى الأمام وتنصلًا من مسؤولية السياسات الفاشلة والمغامرات غير المحسوبة التي زادت من معاناة أهلنا في قطاع غزة".
على مدار الأيام الماضية، شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية مصرية في دول عدة حول العالم احتجاجات ومحاولات لحصار وإغلاق، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون من التجويع.
وبدأت الحملة الأسبوع الماضي إثر قيام أحد الشباب المصريين بإغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا على العاملين من الخارج بأقفال، زاعمًا أن "هذا مماثل لما تفعله مصر بإغلاق معبر رفح وتقول إن إسرائيل هي مَن تغلقه"، تبعته احتجاجات أمام سفارات مصر بدول عدة، منها لبنان وسوريا وبريطانيا والدنمارك وكندا وتونس وليبيا وجنوب إفريقيا، وفق الشرق الأوسط.
وخلال الأيام الماضية ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، عادت المطالبات بفتح معبر رفح إلى الواجهة على السوشيال ميديا، لكن الحكومة المصرية تؤكد دومًا أن المعبر مفتوح من الجانب المصري ولم يتم إغلاقه طوال الأزمة في غزة، لكن الجانب الفلسطيني تسيطر عليه إسرائيل منذ السابع من مايو/أيار 2024.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي الاثنين الماضي ردًا على المطالبات بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إن "مصر تُصر على المشاركة الإيجابية في ملف الحرب على غزة مع قطر والولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك في ثلاث نقاط تتمثل في إيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن".