نظم عشرات الصحفيين والنشطاء مساء اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، تنديدًا باستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، واستهداف الصحفيين الفلسطينيين، وتعرَّض المحتجون لمناوشات من بعض المارة، رغم التواجد الأمني المكثف في محيط التظاهرة.
وجاءت الوقفة استجابة لدعوة أطلقتها لجنة دعم الشعب الفلسطيني بنقابة الصحفيين الاثنين الماضي، بعد ساعات من ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة باستهدافه خيمة طاقم شبكة قنوات الجزيرة بصاروخ على باب مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 6 صحفيين بينهم المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع والمصوران إبراهيم ضاهر ومؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل، بالإضافة للصحفي محمد الخالدي الذي يعمل مع عدة وكالات صحفية.
وردد المشاركون في الوقفة هتافات منددة باستهداف الاحتلال للصحفيين من بينها "قتلوا الصحفي صوت وصورة.. والحكام عينها مكسورة"، و"أنس شهيد الدم.. والدم مش بعيد"، رافعين صورًا لعدد من الصحفيين الفلسطينيين الذين استهدفهم الاحتلال منذ بداية العدوان.
كما هتف المحتجون ضد الحكومات العربية، واتهموها بـ"الضعف والتقاعس تجاه السياسات الإسرائيلية"، مرددين هتافات "يا حكومات عربية جبانة.. إما مقاومة وإما خيانة"، و"طول ما الدم العربي رخيص.. يسقط يسقط أي رئيس"، كما لم يغب البعد المصري عن المشهد، إذ دعا المتظاهرون إلى إلغاء اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية كامب ديفيد بهتاف "قولي يا مصري إيه أخبارك.. كامب ديفيد عار وعارك"، و"عيش.. حرية.. إلغاء الاتفاقية".
وطالب المشاركون بالإفراج عن عشرات الشباب المحبوسين احتياطيًا على خلفية تضامنهم مع فلسطين، والذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم في فعاليات احتجاجية مختلفة، مرددين هتافات "دعم غزة مش إرهاب.. خرجوا كل الشباب"، و"شمال.. يمين.. خرجوا المعتقلين".
وحسب إحصاءات أعلنتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في يونيو/حزيران الماضي، طالت حملات القبض 186 شخصًا متضامنًا مع القضية الفلسطينية واجهوا اتهامات واحدة في 16 قضية مختلفة أمام نيابة أمن الدولة على خلفية أنشطة سلمية شملت التظاهر رفع لافتات أو المساهمة في جهود الإغاثة.
وشهدت الوقفة التي بدأت في الثامنة مساءً واستمرت لساعة واحدة، تواجدًا أمنيًا مكثفًا بشكل غير معتاد من قبل أفراد الشرطة الذين سبقوا المحتجين إلى شارع عبد الخالق ثروت حيث مقر النقابة، إذ اصطف ما يزيد عن عشرين ضابطًا وأمين شرطة بزي مدني ورسمي على الجهة المقابلة للنقابة، بخلاف سيارات الأمن المركزي التي تواجدت بالشارع نفسه وامتداد شارع شامبليون.
وقبل ساعة من بدء التظاهرة نشرت الشرطة حواجز حديدية عند نهاية سلالم النقابة لمنع امتداد الاحتجاجات إلى نهر الشارع أو حدوث احتكاكات مع المارة، إلا أن ذلك لم يمنع المحتجين من التعرض لمضايقات، إذ توقف أحد المارة بسيارته وهتف "السيسي عمهم وحارق دمهم"، ليرد عليه المتضامنون مع غزة بهتاف "المجد للقسّام والعار على الحكام".
وتحت أعين رجال الأمن، اقتحم أحد المواطنين مرتديًا جلبابًا الحواجز الحديدية، مهاجمًا المحتجين ومنتقدًا التظاهرة قبل أن يغادر موجهًا ألفاظًا نابية لهم.

مشاركة رمزية للمعارض السياسي أحمد الطنطاوي في وقفة احتجاجية بنقابة الصحفيين تنديدًا باستهداف الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين، 13 أغسطس 2025كما شهدت الوقفة مشاركة رمزية من المعارض السياسي أحمد الطنطاوي الذي انضم للتظاهرة في وقت لاحق من بدايتها، كما شارك كل من وزير القوى العاملة الأسبق والقيادي بحزب الكرامة كمال أبو عيطة، والقيادية بالحزب الاشتراكي المصري كريمة الحفناوي، ووكيلة نقابة الأطباء السابقة منى مينا.
ولم تكن هذه أول وقفة على سلالم نقابة الصحفيين للتضامن مع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، إذ شهدت النقابة وقفات متعددة نظمها صحفيون ونشطاء خلال الشهور الماضية، للمطالبة بوقف الحرب وإدخال المساعدات العاجلة للفلسطينيين الذين يعانون حصارًا إسرائيليًا قاتلًا.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.
ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يحاولون التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإقرار هدنة مدتها 60 يومًا تشمل إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، مع انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية والإفراج عن مُعتقلين في سجون الاحتلال.