تدرس الولايات المتحدة وإسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، قدمه الوسطاء في مصر وقطر وأعلنت حركة حماس موافقتها عليه يوم الاثنين الماضي، حسبما أكد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن واشنطن تناقش تفاصيل المقترح، معتبرة أن موافقة حماس لم تكن صدفة بل جاءت بعد "بيان قوي" أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب عبر تروث سوشيال.
وأضافت المتحدثة، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أمس، "لا أعتقد أن قبول حماس لهذا المقترح مصادفة كونه جاء بعد أن نشر رئيس الولايات المتحدة بيانًا قويًا للغاية حول هذا الصراع على منصة تروث سوشيال".
وكان ترامب قال في بوست عبر منصته تروث سوشيال أول أمس، "لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا بعد مواجهة حماس وتدميرها! كلما أسرعنا في ذلك، زادت فرص النجاح. تذكروا، أنا من فاوض وحرر مئات الرهائن وأُطلق سراحهم إلى إسرائيل، أنا من أنهى ست حروب في ستة أشهر فقط، أنا من دمّر المنشآت النووية الإيرانية، العب للفوز، أو لا تلعب! شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!".
وفي إسرائيل، قال مسؤولان لم تسمهما رويترز، إن إسرائيل تدرس المقترح الذي ينص على إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، لكن أحد المصدرين أكد أنه "يجب إطلاق سراح جميع الرهائن من أجل إنهاء الحرب".
ويتضمن المقترح هدنة لمدة 60 يومًا يتم خلالها إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء، إضافة إلى نصف عدد الجثامين التي تحتجزها المقاومة، مقابل إفراج إسرائيل عن مُعتقلين فلسطينيين، كما يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من محور موراج ومنطقة رفح حتى حدود المنطقة العازلة، وهو مطلب تمسكت به حماس في المحادثات.
وتقول إسرائيل إنه لا يزال هناك 50 محتجزًا في غزة وإن 20 منهم على قيد الحياة.
ونقلت رويترز عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله "سياسة إسرائيل ثابتة ولم تتغير، تطالب إسرائيل بإطلاق سراح الخمسين رهينة وفقًا للمبادئ التي حددها مجلس الوزراء الأمني لإنهاء الحرب، نحن في مرحلة الحسم النهائي لحماس ولن نترك أي رهينة خلفنا".
وأشار المسؤولان الإسرائيليان إلى أنه من المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محادثات بشأن المقترح قريبًا.
فيما أشار مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات لم تسمه رويترز أنه من المتوقع أن ترد إسرائيل خلال اليومين المقبلين على المقترح.
وحسب مصادر قيادية في حركة حماس لـ المنصة، في وقت سابق، شمل المقترح تقليص عمق المنطقة العازلة في المناطق السكنية من 1500 متر، كما اقترحت إسرائيل، إلى 800 متر، وهو ما يقترب من مقترح حماس السابق البالغ 600 متر.
وفي ملف المحتجزين، نص المقترح المعدل على إطلاق سراح 1700 محتجز فلسطيني، بينهم 1500 من قطاع غزة اعتقلوا بعد الاجتياح البري، و200 من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، وكانت إسرائيل اقترحت الإفراج عن ألف محتجز فقط، بينما طالبت حماس بإطلاق 300 من أصحاب المؤبدات، قبل أن تقبل بالصيغة المصرية المخففة.
كما تضمنت التعديلات زيادة عدد شاحنات المساعدات المسموح بدخولها يوميًا إلى القطاع من 500 إلى 600، مع السماح بإدخال مواد إيواء وخيام دون قيود على أماكن نشرها.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب، رغم استمرار المفاوضات بهذا الشأن.