قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي المصور الصحفي خالد المدهون، مساء السبت، بالقرب من حاجز زيكيم، شمال غرب قطاع غزة، خلال عمله على تغطية جرائم الاحتلال بحق الجوعى أثناء مرور شاحنات المساعدات الإنسانية عبر الحاجز الإسرائيلي.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن المدهون تعرض للقتل برصاص إسرائيلي أصاب جسده بشكل مباشر خلال ممارسة عمله الصحفي، مشيرًا إلى نقله لمستشفى حَمَد فور إصابته إلا أن خطورة إصابته حالت دون إنقاذ حياته.
ونعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، المدهون، الذي بدأ العمل في تليفزيون فلسطين عام 1995، مؤكدة أن استهداف الصحفيين جريمة متواصلة تمارسها قوات الاحتلال في محاولة "لطمس الحقيقة وإسكات الصوت الفلسطيني، لكنها لن تفلح في كسر عزيمة فرسان الإعلام الفلسطيني الذين يواصلون أداء رسالتهم رغم كل المخاطر".
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة استهداف الاحتلال للمدهون، داعيًا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب "وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأشار في بيان على واتساب إلى ارتفاع عدد ضحايا الصحفيين الفلسطينيين في القطاع منذ بدء حرب الإبادة الجماعية إلى 240 صحفيًا وصحفيةً، مُحملًا "الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم".
وكثف جيش الاحتلال حتى فجر اليوم من عمليات قصف منازل المواطنين في منطقة جباليا البلد وجباليا النزلة شمال مدينة غزة، وفي أحياء الزيتون والشجاعية والصبرة جنوب وشرق مدينة غزة.
وقال مصدر صحفي ثانٍ لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن منطقة جباليا شهدت تفجيرات متتالية لروبوتات متفجرة أدت إلى اشتعال النيران بعشرات المنازل وتدميرها.
وأضاف "أهداف التفجير في الغالب تكون خالية من السكان، لكن المناطق المحيطة بها مأهولة بأعداد كبيرة من العائلات الذين لا يجدون مكانًا بديلًا للنزوح".
وأوضح المصدر الثاني أن الاحتلال تعامل مع جباليا باعتبارها منطقة عسكرية مما يصعّب على طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليها، مشيرًا إلى انتشار الغبار والغازات السامة في المناطق المأهولة المجاورة لعمليات النسف شمال مدينة غزة.
واستهدف جيش الاحتلال أمس أكثر من 8 منازل في منطقة عسقولة قرب المستشفى المعمداني، بعد تحذير السكان ومطالبتهم بالإخلاء الفوري، قبل القصف بدقائق معدودة، حسبما أفاد مصدر صحفي ثالث لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه.
كما استهدف بنايات أخرى بالقذائف المدفعية والصواريخ الحربية في حي الصبرة وشارع 8 جنوب مدينة غزة ومنطقة الكلية الجامعية، حسب المصدر نفسه.
وأشار المصدر إلى تصاعد عمليات القصف الإسرائيلية وتركزها على مناطق جنوب شرق غزة وشمال شرقها، وذلك في إطار عمليات دفع السكان للإخلاء والنزوح من مناطق سكنهم إلى جنوب القطاع مع استمرار التصريحات الصادرة عن وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي باقتراب بدء العملية العسكرية للاستيلاء على كامل غزة.
ووصل إلى مستشفيات القطاع أكثر من 63 ضحية من مختلف المناطق جراء استمرار عمليات الاستهداف والقتل، حسب مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة، حيث استقبلت مستشفيات مدينة غزة 22 ضحية بينهم 12 من منطقة زيكيم خلال محاولة الحصول على المساعدات، ووصل 8 ضحايا إلى مستشفيات وسط القطاع، فيما قتل 33 ضحية بخانيونس جنوب القطاع ووصلت جثامينهم إلى مُجمع ناصر الطبي.
وقال مصدر صحفي رابع لـ المنصة إن عمليات القصف تركزت على استهداف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب المدينة دون سابق إنذار.
مؤخرًا، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا، ولأول مرة، حالة المجاعة في مدينة غزة، محذرة من امتدادها إلى دير البلح وخانيونس بنهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وتشهد حركة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال إسرائيلي تراجعًا ملحوظًا، ما يفاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني تحت عدوان مستمر وحصار مشدد على كافة المعابر.
وتسيطر إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح منذ السابع من مايو/أيار 2024، وتمنع إدخال المساعدات إلى المواطنين في غزة في حصار كامل على القطاع الذي يواجه أيضًا قصفًا يوميًا يقتل ويصيب العشرات فضلًا عن هدم المباني والبنية الأساسية على نحو ممنهج منذ السابع من أكتوبر 2023.