تصوير فتحية الدخاخني، المنصة
أحد نمور حديقة الحيوان بالجيزة، 2020

تحالف تطوير حديقتي الحيوان والأورمان يبرر "محرقة الأسود والنمور"

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 27 آب/أغسطس 2025

أكد التحالف الوطني لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان "التزامه الكامل بتطبيق أعلى المعايير الدولية" في مجال الرعاية البيطرية للحيوانات "لضمان صحة الحيوانات وسلامتها وفقًا للبروتوكولات العالمية المعتمدة"، وذلك بعدما انتشرت معلومات وبوستات عن عمليات نفوق وقتل لحيوانات الحديقة وحرقٍ لجثامينها، أعقب ذلك بيان من النائب العام، تلاه خبر إقالة رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان وتعيين رئيس جديد.

ونشرت المنصة أول أمس تحقيقًا بعنوان "محرقة الأسود والنمور.. ماذا حدث في جنينة الحيوانات؟"، تتبعت فيه القصة التي بدأت بتداول حسابات على السوشيال ميديا مهتمة بحقوق الحيوان معلومات عن التخلص من عدد من الأسود والنمور، قدرها البعض بــ16 أسدًا و6 نمور، بالإضافة إلى نفوق عدد من الحيوانات الأخرى بسبب أعمال التطوير والحفر بالآلات الثقيلة.

وبشأن ما تم تداوله مؤخرًا حول التعامل مع بعض الحيوانات داخل حديقة الحيوان بالجيزة، قال التحالف في بيان إنه "تم استلامها في حالات صحية متباينة وفق تقارير فنية من الجهات المختصة وأن بعض الحالات كانت قابلة للعلاج، بينما أخرى مصابة بأمراض معدية لا يمكن شفاؤها. مما استلزم تطبيق آليات ومعايير القتل الرحيم المعترف بها عالميًا حفاظًا على باقي الحيوانات والعاملين والزوار".

وأكد التحالف أن جميع الإجراءات "تتم وفق أحدث المعايير العالمية وبإشراف خبراء متخصصين، وهو ما أكده الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان بعد اعتماده للمرحلة الأولى من مشروع التطوير، وإرساله خطاب تهنئة لوزير الزراعة على نجاحها"، حسب نص البيان.

لم تكن كل الحيوانات التي تم حرقها مريضة، وفي تحقيق المنصة، نقلت الناشطة في مجال حقوق الحيوان دينا ذو الفقار عن مصادر من داخل الحديقة أن "محرقتها لم تتوقف عن حرق جثث الحيوانات" التي يجري قتلها أو تنفق بسبب الإنشاءات والحفر والهدم والبناء.

"من أول ما بدأ التطوير والمحرقة شغالة لجميع الأسود والنمور وبقية الحيوانات"، قالت دينا ذو الفقار لـ المنصة، رابطةً مخططات التطوير بموت الحيوانات، ومؤكدة أن الحديقة لم تعد تحتوي على نفس عدد الحيوانات قبل بدء مخططات تطويرها.

دللت دينا على ما تقول بأن "أحد المتخصصين في إدارة حدائق الحيوان، الذي ترك العمل في واحدة من شركات التحالف، مارس/آذار الماضي، أخبرها بأنه شهد مقتل شمبانزي بعد دخول الجرافات إلى أماكن وجودها، ما أصابه بسكتة قلبية". 

بدوره شكك الدكتور عمر تمام أستاذ المحميات الطبيعية واستشاري الثدييات البرية آكلات اللحوم وعميد معهد البيئة السابق في الاختبارات التي أجريت للحيوانات قبل قتلها، وأكد أنه "من غير المنطقي إجراء الاختبار على الحيوانات السليمة المحصنة لأن النتيجة ستكون إيجابية، لكن لا بد من إجراء الاختبارات على الحيوانات المريضة وذلك أثناء تلقيها بروتوكول العلاج، وهو بروتوكول يعرفه كل الأطباء البيطريين المصريين"، وفق ما نشرت دينا ذو الفقار على صفحتها على فيسبوك.

يتكون التحالف المعني بتطوير حديقتي الحيوان والأورمان بالجيزة من 3 شركات مصرية، بقيادة الهيئة القومية للإنتاج الحربي، ومعها أبناء سيناء للإنشاءات، وحدائق التي يتولي رئاسة مجلس إدارتها محمد كامل، الرئيس التنفيذي السابق لشركة استادات القابضة، التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والمسؤولة عن إدارة المرافق الرياضية التابعة لها.

إضافة إلى شركتين أجنبيتين ستشاركان في عملية التطوير والإدارة لمدة "مؤقتة"، قد تصل إلى 5 سنوات من أصل 25 سنة "مدة حق الانتفاع"، وهما شركة هاريسون/harrison assessments، وWorldwide Zoo.

وحسبما ذكر تحقيق المنصة، وجَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغسطس/آب 2021 وزارة الزراعة بتطوير الأصول المملوكة لها من حدائق ومتنزهات في نطاق القاهرة الكبرى، من بينها حديقتا الحيوان والأورمان، وذلك بالشراكة مع الخبرات الأجنبية العريقة، خصوصًا فيما يتعلق بالإدارة والتشغيل، بهدف "التطوير وتعظيم الاستفادة من تلك الأصول والارتقاء بها لتضاهي نظيرتها العالمية".

لاحقًا عقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، استعرض خلاله التصور المبدئي لمشروع تطوير الحديقة، الذي يستهدف تحويلها إلى حديقة رائدة من نوعها في المنطقة.

وعاد السيسي في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ليستنكر تردي الأوضاع داخل مصر، مدللًا عليها بحديقة الحيوان "عاوزين تعرفوا مصر عاملة إزاي روحوا حديقة الحيوان، شوفوا حجم التردي والمنشآت والسلبيات والتعب".

في مارس/آذار 2023، عقد المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربى، حينها، مع ممثلي فريق التحالف المسؤول عن تنفيذ مشروع تطوير حديقتيّ "الحيوان" و"الأورمان"، اجتماعًا لعرض ومناقشة خطة التطوير المبدئية الخاصة بالمشروع.

وعقب تداول المعلومات والبوستات الخاصة بالتخلص من الحيوانات الكبيرة، أصدرت النيابة بيانًا أعلنت فيه بداية التحقيق فيما ورد إليها من بلاغات حول التخلص من الحيوانات المفترسة، وبعدها ظهرت أنباء حول ترك الدكتور جمال عبدالواحد، لمنصبه ليتولى اللواء طبيب إبراهيم متولي رئاسة الإدارة المركزية لحدائق الحيوان.

فيما تقدم إيهاب منصور رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بسؤال برلماني "عن آليات التعامل مع هذه الحيوانات خاصة وإن فيها تقريبًا 5 آلاف حيوان".

وقال منصور لـ المنصة إنه "لم يتم الرد على السؤال حتى الآن"، مستدركًا بأنهم في انتظار صدور أي بيانات رسمية، و"قد نلجأ إلى تقديم المزيد من الأسئلة البرلمانية لمعرفة حقيقة ما يحدث في حق هذه الحيوانات".