حساب منظمة الأونروا على إكس
فلسطينيون أجبرهم العدوان الإسرائيلي على النزوح، 28 ديسمبر 2023

الاحتلال يوسِّع علمياته في تل الهوى والشيخ رضوان.. وتصاعد النزوح الداخلي بغزة

سالم الريس
منشور الثلاثاء 2 أيلول/سبتمبر 2025

كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، عملياته العسكرية على أحياء وسط وغرب مدينة غزة، مستهدفًا منازل سكنية وخيام نزوح، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، وفق ما أفاد به شهود عيان ومصادر طبية وصحفية لـ المنصة.

وقال مصدر صحفي إن طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفت شقة في بناية سكنية بحي تل الهوى جنوب غرب المدينة ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أفراد من عائلة واحدة كانت لجأت مؤخرًا إلى المنطقة بعد نزوحها من شرق غزة. وأوضح أن القصف وقع دون سابق إنذار، بينما كانت العائلة نائمة.

وفي حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، استهدفت الغارات منزلين بشكل منفصل، وأفاد سائق إسعاف لـ المنصة بانتشال ستة جثامين وعدد من الجرحى من المنزل الأول، إلى جانب ستة مصابين آخرين بينهم حالات خطرة من الموقع الثاني.

وأضاف أن طواقم الإسعاف واجهت صعوبة في الوصول إلى الضحايا بسبب إطلاق النار الكثيف من المسيرات الإسرائيلية وإلقاء جيش الاحتلال قنابل حارقة أدت إلى اندلاع حرائق في الشوارع.

وأكد شاهد عيان يقطن في حي الشيخ رضوان أن الحي يتعرض منذ أمس لإطلاق نار متواصل من طائرات مسيرة ورشاشات آلية، ما يهدد حياة السكان والنازحين، مشيرًا إلى سقوط قنابل حارقة فجرًا في الشارع الرئيسي بالحي، ما تسبب في احتراق بسطات تجارية مغلقة.

ودفعت حدة القصف المدفعي والتفجيرات التي ينفذها جيش الاحتلال عبر الروبوتات المتفجرة عشرات العائلات إلى النزوح من الشيخ رضوان والصفطاوي وجباليا النزلة، باتجاه مناطق السودانية شمال غرب القطاع، وتكدست خلال الأيام الأخيرة مئات الخيام على شاطئ البحر في ظل رفض كثيرين النزوح جنوبًا، حسب اثنين من شهود العيان لـ المنصة.

وحسب مصدر في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة، استقبل مستشفيا الشفاء والمعمداني حتى فجر الثلاثاء أكثر من 65 ضحية جراء القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، فيما وصلت نحو 30 حالة أخرى إلى مستشفيات وسط وجنوب القطاع، ما يشير إلى تكثيف الاحتلال عمليات القصف وارتكاب المجازر في مدينة غزة التي يحاول الاحتلال تصعيد عملياته وتوسيعها جنوبًا وشمالًا وفي الوسط.

كما طالت الغارات الإسرائيلية، وفق ما أفاد مصدر صحفي، منازل في حي الصبرة ومدرسة تؤوي نازحين، إضافة إلى ثلاث ضربات منفصلة استهدفت خيامًا للنازحين في مخيم الشاطئ غرب غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 12 شخصًا وإصابة عشرات آخرين.

وتحدث شهود عيان عن تدمير واسع لمربعات سكنية في جباليا والصفطاوي والزيتون والصبرة بعد إجبار السكان على النزوح، فيما ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تدعو المدنيين إلى التوجه إلى جنوب القطاع، وبالتوازي تواصل المسيرات إطلاق النار ليلًا في أحياء الرمال والنصر والصبرة والشيخ رضوان، في محاولة لترهيب السكان ودفعهم لمغادرة المدينة.

في السياق، يستمر نزوح العائلات عبر شارع البحر من مدينة غزة إلى مناطق غرب مخيم النصيرات وغرب مدينة دير البلح وسط القطاع، لكن نتيجة تكدس النازحين في وسط القطاع، وعدم توفر مناطق فارغة لاستيعابهم، تبقى حالة النزوح محدودة.

وقال وسيم عمران، 42 عامًا، لـ المنصة، وهو من سكان مدينة غزة ونزح إلى دير البلح حديثًا، إنه اضطر للنزوح من منزله بحي الصبرة مع زوجته وأطفاله بعدما اقتربت منهم قذائف المدفعية، وشعر بخطر "صرت خايف ولادي يطلعوا للشارع، وأنا مش عارف أطلع من البيت وأسيبهم حتى لو بدي أشتريلهم أكل، فاضطرينا نطلع من البيت".

وأشار إلى أنه كان ينوي النزوح إلى منطقة الشيخ عجلين غرب المدينة، لكنه لم يجد مكانًا لنصب خيمته بسبب تكدس الخيام على شاطئ البحر والشوارع القريبة منه وحتى البنايات التي تعرضت لدمار جزئي أصبحت تؤوي عشرات العائلات، ما دفعه للنزوح جنوبًا، يوضح "ضلينا ماشيين على شارع البحر لحد ما وصلت دير البلح ولقيت مكان لنصب خيمة قريب من شاطئ البحر، المكان هنا كمان مليان خيم والواحد مش عارف وين بده يروح".

ويضيف عمران "ما في مكان الواحد يروح عليه يحفظ كرامته أو يكون آمن، إحنا صرنا قاعدين بالشوارع والقصف بكل مكان وجيش الاحتلال طول الوقت بيلاحقنا، لا قادرين نحمي ولادنا ولا نطعمهم".

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي 8 أغسطس/آب الماضي أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، مع رفع جاهزية القوات واستدعاء وحدات احتياط وتنفيذ تدريبات استعدادًا للعمليات المقبلة.

وهي الخطة التي لاقت انتقادات دولية، إذ حذر عدد من القادة والمسؤولين الأوروبيين من العواقب الكارثية للعملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة لاحتلال مدينة غزة، وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب، مع استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط "لن يؤدي سوى إلى كارثة فعلية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".