شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، غارات استهدفت عدة مواقع في محافظتي اللاذقية وحمص، حسب وكالة الأنباء السورية/سانا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية استهدفت كتيبة للقوات الجوية تقع جنوب شرق مدينة حمص، حيث دوّت انفجارات قوية في المنطقة المستهدفة، وسط معلومات أولية عن أضرار مادية".
وأدانت وزارة الخارجية السورية في بيان لها اليوم العدوان الإسرائيلي، وأكدت أن "هذه الاعتداءات تمثل خرقًا صارخًا لسيادة الجمهورية العربية السورية، وتهديدًا مباشرًا لأمنها واستقرارها الإقليمي، وتندرج ضمن سلسلة التصعيدات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل ضد الأراضي السورية".
ودعت الوزارة المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ موقف يضع حدًا لهذه الاعتداءات المتكررة، ويضمن احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مشددة على رفض سوريا القاطع أي محاولات للنيل من سيادتها أو المساس بأمنها الوطني.
ومنذ مطلع العام الجاري، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأراضي السورية 98 مرة، 87 منها جوية و11 برية، وأسفرت الضربات في مجملها عن إصابة وتدمير نحو 135 هدفًا ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، متسببة في مقتل 61 سوريًا، حسب المرصد السوري.
وأضاف المرصد أن إسرائيل قد تستهدف في المرة الواحدة أكثر من محافظة "وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات".
"وشنت طائرات إسرائيلية نحو 500 غارة جوية على مواقع عسكرية سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي حتى نهاية 2024، دمرت خلالها ترسانة سلاح سورية بالكامل"، وفق المرصد.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك. وقتها، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.
ورغم تأكيد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الشهر الماضي اهتمام بلاده بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان، اشترط في الوقت نفسه أن "تبقى الجولان معنا، سيكون ذلك إيجابيًا لمستقبل إسرائيل"، وهو ما كرره في أكثر من مناسبة مؤكدًا أنه "لا تفاوض على مصير هضبة الجولان في أي اتفاق سلام".
ومن المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الأسبوع الجاري، في إطار محادثات بوساطة أمريكية، حيث عُقدت جولة سابقة من المحادثات في باريس أواخر يوليو/تموز الماضي لكنها انتهت من دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وفق الجزيرة.
وقالت وقتها الوكالة السورية إن النقاشات تركزت على "خفض التصعيد وعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء".
في يوليو الماضي قُتل مئات الأشخاص في اشتباكات بمحافظة السويداء بين مقاتلين دروز من جهة وقبائل بدوية سنية وقوات حكومية من جهة أخرى. وتدخلت وقتها إسرائيل بشن غارات جوية لمنع ما وصفته بعمليات قتل جماعي للدروز على يد القوات الحكومية.
وصعّدت إسرائيل من توغلاتها في جنوب سوريا، وتزامنت الضربات الأخيرة مع محادثات أمنية بين دمشق وتل أبيب بهدف تخفيف التوترات، والشهر الماضي أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن الوفدين السوري والإسرائيلي يحققان تقدمًا في محادثات تطوير الاتفاق الأمني الثنائي، مؤكدًا أنه "لن يتردد في اتخاذ أي اتفاق أو قرار يخدم مصلحة البلاد".
وفي مايو/أيار الماضي أجرت إسرائيل وسوريا مفاوضات أمنية مباشرة بهدف "تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين"، وذلك بعدما حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرع على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خلال لقاء جمعهما بالرياض.
نظريًا فإن البلدان في حالة حرب منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية، التي تمثّل أهمية استراتيجية بسبب وقوعها على طول الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي عام 1981 أقدمت إسرائيل على ضم مرتفعات الجولان رسميًا إلى أراضيها، ولكنَّ المجتمع الدولي يعتبر الجولان أرضًا سوريةً ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، وحتى الآن لا تعترف بها رسميًا كجزء من إسرائيل سوى الولايات المتحدة وإسرائيل، حسب DW.
وفي عام 1974 وقع الطرفان على اتفاق وقف إطلاق النار، تم بموجبه إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان على طول الحدود الإسرائيلية السورية.
وحسبما نقلت DW، أكد مصدر سوري أن إسرائيل أصرّت خلال اجتماع باريس على إنشاء ممر إنساني إلى السويداء، حيث يعيش نحو 700 ألف شخص من الأقلية الدرزية، في حين يبلغ عددهم في إسرائيل 150 ألف شخص، وهي الأقلية الوحيدة التي يتم تجنيدها في جيش الاحتلال.