أنهى عمال مصنعي سكر إدفو وكوم أمبو بأسوان إضرابهم عن العمل، أمس واليوم تباعًا، عقب لقائهم بأعضاء من مجلس النقابة العامة للصناعات الغذائية زاروا المصنعين الخميس الماضي، حيث أكدوا للعمال أن الأزمة في طريقها للحل و"أن ملفهم وصل لأعلى المستويات".
كما تلقى عمال كوم أمبو وعدًا من نائب محافظ أسون عمرو لاشين، بزيادة الرواتب في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ودراسة تنفيذ بقية المطالبة في مدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، حيث أكد أنه تحدث مع مسؤولي الشركة بهذا الشأن، حسب عاملين لـ المنصة.
وأكد العاملان أنه على الرغم من قرار العمال إنهاء الإضراب، إلا أنهم يعتزمون العودة إليه مع بداية موسم الإنتاج في يناير/كانون الثاني المقبل، حيث سيكون له فاعلية أكبر، إذا لم تنفذ مطالبهم كاملة خلال هذه المدة.
وبدأت الاحتجاجات في مصنعي إدفو وكوم أمبو بأسوان، منذ أكثر من 3 أسابيع، للمطالبة بزيادة الرواتب، وصرف العلاوات المتأخرة، ثم لحق بهما مصنع أرمنت بالأقصر ومصنع دشنا بمحافظة قنا، وتبعهم مصنع المعدات بمجمع سكر الحوامدية في الجيزة، قبل أن ينهي عمال مصنعي أرمنت و"معدات الحوامدية" إضرابهما في السابع من سبتمبر/أيلول الجاري، تحت ضغط التهديد بالفصل، وإبلاغ الأمن الوطني من قبل الإدارة، ثم أنهى عمال سكر دشنا إضرابهم في التاسع من ذات الشهر، لما تعرضوا له من ضغوط وتهديدات خلال أسبوعين من الإضراب.
وقال عامل بمصنع سكر إدفو لـ المنصة إن أمين الصندوق في النقابة العامة للصناعات الغذائية سيد أبو بكر كان على رأس وفد مجلس النقابة الذي زار المصنع الخميس الماضي، وإن العمال تحدثوا معهم عن تدني الرواتب التي لا يزيد متوسطها عن 5 آلاف جنيه، ورفض الإدارة تطبيق الحد الأدنى، وصرف العلاوات المتأخرة منذ 2017، وامتناعها عن صرف منح غلاء المعيشة التي أقرها الرئيس السيسي.
وأضاف العامل الذي طلب عدم نشر اسمه أنهم تحدثوا أيضًا مع مجلس النقابة عن تعنت رئيس الشركة الكيميائي سعد أحمد، وتوقيع جزاءات على العمال دون وجه حق "في شهر واحد بس وقع 800 ألف جنيه خصومات على العمال"، مشيرًا إلى أن أمين الصندوق بالنقابة سيد أبو بكر أكد لهم أن ملفهم وصل لأعلى المستويات وأن الأزمة سيتم حلها قريبًا.
وقال عامل ثانٍ بمصنع كوم إمبو لـ المنصة إنه بعد انتهاء مفاوضات مجلس النقابة مع عمال إدفو توجهوا إلى مصنع كوم أمبو بصحبة مسؤولين بالمحافظة بينهم نائب المحافظ، حيث أكد للعمال أنه سيتم زيادة الرواتب بداية من أكتوبر تحت بند غلاء معيشة بمبلغ 1000 جنيه، ودراسة بقية مطالب العمال في خلال شهرين أو ثلاثة أشهر.
ويرى العاملان أن السبب في عدم تحقيق الإضراب لمطالبه رغم استمراره أكثر من ثلاثة أسابيع وشموله لأغلب مصانع الشركة المصرية للسكر والصناعات التكاملية، أن المصانع كانت في فترة الصيانة والتي تبدأ نهاية أبريل وحتى يناير من العام التالي، موعد بدء موسم الإنتاج، حيث لم يمثل الإضراب ضغط حقيقي وفعال على إدارة الشركة، وهو ما أدركه العمال وسوف يرعونه بعد ذلك.
وخلال الإضراب تلقى عمال مصنع دشنا تهديدات من الأمن الوطني بالقبض على عدد منهم إذا لم ينهوا احتجاجاتهم، وفق ما نقله عُمال لـ المنصة في وقت سابق، في حين واصلت الإدارة ضغوطها عليهم وهو ما حدث مع عمال مصنع أرمنت بالأقصر، ومع عمال إدفو في بداية الإضراب.
وهاجم رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية أيمن إسماعيل العمال، مهددًا بخصخصة المصانع خلال اجتماع جمعه ورؤساء اللجان النقابية بمصانع الشركة المصرية للسكر والصناعات التكاملية الخميس الماضي، حسبما قال مصدر نقابي لـ المنصة في وقت سابق.
ويعاني عمال مصانع السكر التابعة لشركة السكر والصناعات التكاملية من "تدني الرواتب التي يبلغ متوسطها 5 آلاف جنيه، وتدني الخدمات الطبية داخل أغلب المصانع"، حسب عمال لـ المنصة.
كما كان من بين الأسباب التي دعت العمال للاحتجاج، استقطاع مبالغ مالية ما بين 700 إلى 1000 جنيه من كل عامل نظير الدخول في منظومة التأمين الصحي الشامل التي بدأ تطبيقها في أسوان في يوليو/تموز الماضي.
وتعد شركة السكر والصناعات التكاملية، التي تأسست عام 1956 وتتبع الشركة القابضة للصناعات الغذائية من أكبر الكيانات الصناعية في هذا القطاع، إذ تمتلك ثمانية مصانع للسكر في صعيد مصر هي أبو قرقاص، جرجا، نجع حمادي، دشنا، قوص، أرمنت، إدفو، كوم أمبو، إلى جانب مجمع الحوامدية الصناعي.