قال السفير الفرنسي في القاهرة إيريك شوفالييه إن اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية غير مشروط، واصفًا ما سيعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون مساء اليوم بأنه "خطوة تاريخية، لن تكون الأخيرة على طريق تحقيق السلام".
ومن المقرر أن تعلن فرنسا ونحو 15 دولة أخرى الاعتراف رسميًا بإقامة الدولة الفلسطينية، خلال جلسة "حل الدولتين" في الأمم المتحدة، مساء اليوم.
وأوضح شوفالييه، خلال مؤتمر صحفي بمقر السفارة الفرنسية بالقاهرة، أن القرار جاء بعد مسار طويل من الجهود الفرنسية لحشد اعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية، مضيفًا أن نحو عشر دول أعلنت اعترافها منذ الأمس وحتى اليوم، بينها أربع دول أعلنت رسميًا أمس، فيما تستعد دول أخرى لاتخاذ الخطوة نفسها.
وأضاف أن الاعتراف يجب أن تتبعه تحركات عملية لتنفيذ حل الدولتين، مردفًا "نحن نعرف أن هذا الاعتراف لن يغير الواقع بشكل فوري ولذلك تدعو فرنسا لوقف القتال وتحرير الرهائن ودخول المساعدات إلى قطاع غزة".
ولفت إلى أن باريس نسّقت مع السعودية خلال الأشهر الماضية لدفع هذه الجهود، التي توّجت بإعلان وزاري في يوليو/تموز الماضي.
ويوم الجمعة الماضي صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية 142 صوتًا من 164، على "إعلان نيويورك"، الذي يرسم خطوات محددة زمنيًا نحو تطبيق حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، في خطوة وصفت بأنها "الأكثر جدية" منذ سنوات لدفع مسار التسوية السياسية.
وردًا على وصف واشنطن الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "استعراضي"، قال السفير "نحن دول ذات سيادة ونتخذ قراراتنا باستقلالية، لكن الحوار مع الولايات المتحدة يظل مهمًا للغاية"، مشددًا على أن حل الدولتين هو "الطريق الوحيد لتحقيق السلام".
كما حذّر من مخاطر النزوح القسري للفلسطينيين، واصفًا إياه بتهديد مباشر للاستقرار الإقليمي والعالمي، مطالبًا بمواصلة الحوار مع الإدارة الأمريكية لرفض هذه المساعي.
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكنَّ هذه الدعوة قُوبلت بالرفض القاطع من مصر والدول العربية، كما واجهت انتقادات دولية، ونددت جماعات لحقوق الإنسان بنقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.
وردًا على سؤال المنصة، عن انعكاسات قرار الاعتراف بدولة فلسطين على العلاقات مع إسرائيل، أشار شوفالييه إلى أن فرنسا "لن تهتز" أمام الغضب الرسمي الإسرائيلي، مؤكدًا أن بلاده تفرّق بين السلطات والشعب الإسرائيلي.
وقال "نحن نتحلى بالهدوء العام لأننا نرى أن الطريق نحو تطبيق حل الدولتين هو الطريق الوحيد الذي من شأنه أن يلبي طموحات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بصفة دائمة".
وشدد السفير الفرنسي على ضرورة عدم التسليم بالأمر الواقع، مضيفًا "نحن نرى المشكلات بحجمها كما هو ونتحلى بالفطنة والرؤية الكافية للتعرف على حجم الصعوبات التي نواجهها في هذا الملف".
وبخصوص التهديدات الإسرائيلية بشأن التوسع في الاستطيان حال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال شوفالييه إن السلطات الإسرائيلية تمارس هذا التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية والقدس قبل الإعلان عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضاف "هذا الأمر يهدد بالفعل حل الدولتين، نحن نتواصل مع كل الجهات، وهذا السلوك لن يكون دون نتائج أو رد فعل قوي"، مؤكدًا أن بلاده ترى أن الطريق الوحيد الذي يلبي مطالب الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني هو تطبيق حل الدولتين.