المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على إكس
صورة لتجميع المواطنين قبل نزوحهم من جباليا، 21 أكتوبر 2024

رغم مفاوضات وقف النار.. إسرائيل تواصل قصف غزة برًا وجوًا

سالم الريس
منشور الأربعاء 8 تشرين الأول/أكتوبر 2025

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف برًا وجوًا على مختلف مناطق قطاع غزة مع تحليق الطائرات الحربية على ارتفاعات منخفضة من شمال إلى جنوب القطاع والعكس، وتركزت الاستهدافات والتدمير في أحياء مدينة غزة شمال القطاع، حيث لا يزال أكثر من 300 ألف فلسطيني محاصرين في قلب غزة تحت القصف والتجويع.

ومساء الجمعة الماضي، أعلنت حركة حماس موافقتها على خطة ترامب للسلام، التي تتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، أحياءً وجثامين، وفق صيغة تبادل محددة، وتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على توافق وطني، دون التطرق إلى ملف نزع السلاح أو إعادة الإعمار.

بعدها مباشرة دعا الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى وقف الحرب فورًا، لكن جيش الاحتلال لم يلتزم وواصل عملياته العسكرية في مدينة غزة موجهًا إنذارات جديدة إلى الفلسطينيين طالبهم فيها بالإخلاء الفوري نحو جنوب القطاع.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن آليات الاحتلال التي يرافقها جرافات، واصلت لليوم الثاني على التوالي تقدمها إلى منطقة جامع السلام شمال حي الصبرة بالقرب من شارع المغربي، حيث زرعت خلال ساعات الفجر  روبوتات متفجرة، لتفجرها في وقت لاحق بعد انسحاب الآليات والجرفات.

وأشار إلى زرع الاحتلال، فجر أمس الثلاثاء، آليات في مناطق محيطة من ذات المكان، وفجرها ودمر عشرات المباني السكنية والمنازل، متوقعًا تفجير ما زرعه فجر الأربعاء في ساعات الصباح.

ولفت إلى تقدم الاحتلال وزرعه روبوتات متفجرة في مناطق لم يصلها خلال وقت سابق، وذلك بعد إعلانه قبل أيام عن انتقال قواته من مرحله الهجوم إلى مرحلة الدفاع تزامنًا مع مطالبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بوقف العمليات العسكرية فورًا بالتزامن مع المفاوضات الجارية في مصر بين حركة حماس و إسرائيل.

وأكد شاهد ثانٍ لـ المنصة زرع الاحتلال روبوتات متفجرة بحي الصبرة وفي مناطق مكتظة بالعائلات المدنية، قائلًا "العديد من العائلات تنتظر انسحاب الاحتلال بعد انتهاء عمله للخروج من منازلهم قبل تفجير الروبوتات وتدمير المنطقة فوق رؤوس الناس"، مشيرًا إلى حالة الخوف والفزع التي يعيشها المواطنون في الحي.

واستهدف الاحتلال مساء الثلاثاء، بالعشرات من قذائف المدفعية، منازل قريبة من خيام النازحين في البلدة القديمة وغرب حي الشجاعية، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين نقلوا إلى مستشفى المعمداني لتلقي العلاج، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.

وأشار إلى قصف مدفعي وحربي استهدف عدّة مباني في أحياء تل الهوا والصبرة والرمال الجنوبي حيث يتمركز جيش الاحتلال، منوهًا إلى سماعهم أصوات الإنفجارات ومشاهدة أعمدة الدخان المتصاعدة بكثافة، دون القدرة على تحديد الأهداف بسبب صعوبة الوصول إلى تلك المناطق التي لا يزال الاحتلال يصنفها بالمناطق العسكرية ويمنع الغزيين من الوصول لها.

وفي جنوب القطاع، تعرضت أحياء وسط مدينة خانيونس إلى قصف مدفعي كثيف في حي الأمل وجورة العقاد ومنطقة الكتيبة، وهي مناطق مصنفة بالعسكرية يعصب الوصول لها، كما أكد لـ المنصة مصدر صحفي متواجد في مُجمع ناصر الطبي.

وفي السياق، اشتكى مواطنون محاصرون وسط مدينة غزة بالآليات العسكرية، من اختفاء الخضروات من الأسواق وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بسبب إحكام الاحتلال للحصار ومنع دخول البضائع والسلع الأساسية، وقال سعيد فتوح (44 عامًا) لـ المنصة إن أسعار المواد الغذائية بدأت في الارتفاع خلال الأيام الأخيرة، ما تسبب في عدم قدرته على شراء كميات تكفيه وأسرته من الطعام.

وأشار إلى استمرار العملية العسكرية وحصار الاحتلال لقلب المدينة حيث تتواجد مئات العائلات المُنهكة بفعل الحرب، التي باتت عاجزة عن شراء احتياجاتها نتيجة ارتفاع الأسعار وانخفاض الكميات المتوفرة.

واشتكى ممدوح حمامة (35 عامًا) من اختفاء الخضروات من الأسواق بعد نفاد الكميات البسيطة التي كانت متوفرة، واقتصار البضائع المعروضة على الطحين والأرز والمعلبات مثل الفول والحمص والفاصوليا والمعكرونة، مضيفًا لـ المنصة "بضائع محدودة وأسعار خيالية وجيوبنا فارغة، كيف سنصمد ونعيش؟".

وأشار إلى معاناتهم تحت الحصار الإسرائيلي من قلة توفر المياه الصالحة للشرب بعد انتقال غالبية مركبات المياه إلى وسط وجنوب القطاع خلال الأسابيع الأخيرة عقب إصدار الاحتلال أوامر إخلاء للمواطنين، متوقعًا تصاعد الأزمات والمجاعة إذا استمر الحصار مع استكمال جيش الاحتلال لعمليته العسكرية وعدم التوصل لاتفاق ينهي الحرب خلال وقت قريب.

ومنذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، ما تسبب في نزوح متزايد بين المدنيين الفلسطينيين الذين فروا جنوبًا من القصف الذي لاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، مرتكبًا مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 169 ألفًا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.