داهمت البحرية الإسرائيلية الليلة الماضية سفنًا جديدة في المياه الدولية أثناء إبحارها صوب غزة بهدف كسر الحصار المستمر على القطاع.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة، صباح اليوم الأربعاء، على إكس، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يرتكب مجددًا جريمة حرب في المياة الدولية".
https://x.com/ICBSOFGAZA/status/1975783107644031351
وذكر نشطاء على متن السفن التي تم اعتراضها، أن البحرية الإسرائيلية استولت على سفنهم، في ثاني واقعة من نوعها خلال أسبوع واحد، وفق DW.
وأعلن أسطول الصمود العالمي على إنستجرام "في الصباح الباكر بتوقيت غزة، اعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير قانوني أسطول الحرية وسفن ألف مادلين إلى غزة. تم احتجاز المشاركين، وهم من العاملين في المجال الإنساني والأطباء والصحفيين من جميع أنحاء العالم، رغمًا عنهم، وفي ظروف غير معروفة".
وأشار الأسطول إلى أن إحدى سفنه التي كان على متنها أكثر من 90 شخصًا بينهم صحفيون وأطباء، تعرضت كذلك لهجوم من قبل مروحية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد الأسطول أن قواربه كانت تنقل "ما قيمته 110 آلاف دولار من المساعدات على شكل أدوية وأجهزة تنفس ومنتجات غذائية مخصصة لمستشفيات غزة التي تعاني نقصًا في الإمدادات".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية على إكس إن "محاولة أخرى عديمة الجدوى لخرق الحصار البحري القانوني والدخول إلى منطقة قتال، انتهت بلا شيء"، وأضافت الوزارة "يتم نقل السفن والركاب إلى ميناء إسرائيلي".
وتابعت إن "قوارب الأسطول وركابه في أمان، وتم نقلهم إلى ميناء إسرائيلي، وأن جميع الركاب سالمون وبصحة جيدة، ومن المتوقع ترحيلهم بشكل سريع".
ليست هذه أول عملية مداهمة إسرائيلية لسفن في المياه الدولية تحاول الإبحار بهدف كسر الحصار على غزة، ومساء الأربعاء الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مداهمة سفن أسطول الصمود في المياه الإقليمية أثناء تسييره مهمة بحرية لكسر الحصار على غزة، واقتاد سفن القيادة إلى ميناء أسدود، وحسب اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، احتجز جيش الاحتلال 490 ناشطًا شارك في الأسطول، وبعدها بأيام بدأ في ترحيلهم إلى اليونان والأردن وسلوفاكيا.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دعا إلى احتجاز النشطاء المتضامنين لأشهر بدلًا من الإفراج عنهم، إذ قال على إكس إن "قرار رئيس الوزراء بالسماح لمؤيدي الإرهاب على متن الأسطول بالعودة إلى بلدانهم خطأ جوهري"، معربًا عن اعتقاده بوجوب "احتجازهم هنا في سجن إسرائيلي لبضعة أشهر".
وتابع الوزير، الذي سجَّل لنفسه فيديوهات وهو يصرخ في وجوه النشطاء المحتجزين "لا يُمكن أن يكون هناك وضع يُعيدهم فيه رئيس الوزراء مرارًا وتكرارًا إلى بلدانهم".
وفي الفيديو الذي بثته القناة 12 الإسرائيلية، ظهر الوزير الإسرائيلي المتطرف وهو يصيح قائلًا "انظروا إلى الإرهابيين ومؤيدي الإرهاب، هؤلاء لم يأتوا للمساعدة بل لدعم قتلة غزة، أين المساعدات ليست هناك أي مواد غذائية في السفينة، إنهم جاءوا لدعم الإرهاب".
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.
وتأسس تحالف أسطول الحرية عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة/Mavi Marmara عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.