كشف مصدران في حماس والجهاد الإسلامي، مطلعان على مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أن جهود إطلاق سراح من يُعرفون بـ"قائمة كبار الأسرى" تعثرت مع تراجع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، عن ضمان الإفراج عنهم بعد لقائهما رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الجمعة.
كانت المنصة نقلت عن مصدر فلسطيني مشارك في المفاوضات بشرم الشيخ يوم الخميس الماضي، تأكيده على أن فريق التفاوض الفلسطيني انتزع الموافقة من الجانب الأمريكي على إلزام إسرائيل بإطلاق سراح القيادي السابق في حركة فتح مروان البرغوثي، إلى جانب أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقياديين بحركة حماس إبراهيم حامد وحسن سلامة المحكومَين بعدة مؤبدات.
لكنَّ متحدثةً باسم الحكومة الإسرائيلية نفت في وقت لاحق من يوم الخميس، أن الصفقة ستشمل البرغوثي، ما فسَّره مصدر قيادي في حركة حماس لـ المنصة اليوم السبت بأن نتنياهو رفض تدخل الجانب الأمريكي عبر ويتكوف، وأكد للوفد الأمريكي أن إطلاق سراح قيادات بارزة من الحركة "مرفوض تمامًا، حتى لو أدى ذلك إلى فشل الاتفاق".
ووفقًا للمصدر، أبلغ ويتكوف الوسطاء أن نتنياهو برّر رفضه بعدم رغبته في منح الحركة فرصة لإعادة بناء صفوفها القيادية، كما حدث في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، التي أُفرج فيها عن عدد من قادة حماس، بينهم يحيى السنوار وروحي مشتهى.
وأوضح المصدر أن حماس حصلت خلال إحدى الجلسات السابقة على موافقة مبدئية لإطلاق سراح أربعة من كبار قادتها في السجون الإسرائيلية، غير أن الخلاف استمر حول أسماء عدد من عناصر النخبة في كتائب القسام، ممن أُسروا خلال هجوم السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى الأسيرين عبد الله البرغوثي وعباس السيد.
وأشار المصدر بالحركة اليوم، إلى أن الحركة تمسكت حتى اللحظة الأخيرة بالقائمة كاملة، قبل أن يتراجع المبعوث الأمريكي معلنًا "استحالة تنفيذ البند" بعد لقائه نتنياهو.
من جانبه، قال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن الوسطاء كثّفوا اتصالاتهم خلال الساعات الماضية لإحياء المسار، لكنهم أقرّوا بأن الخلاف حول "قائمة الكبار" قد يهدد الاتفاق برمّته.
وأضاف القيادي لـ المنصة طالبًا عدم ذكر اسمه، أن ويتكوف أبلغهم بالتوصل إلى تفاهم بديل يقضي بإضافة 15 اسمًا جديدًا من الأسرى المحكومين بالمؤبد.
وفي بيان مشترك، أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية أن "الاحتلال أجهض إطلاق عدد كبير من الأسرى"، داعية الإدارة الأمريكية والوسطاء إلى مواصلة الضغط لضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، وقالت الفصائل إنها آثرت "المضي في تنفيذ الاتفاق لضمان وقف الحرب".
ويعول الفلسطينيون على إتمام مراحل اتفاق شرم الشيخ الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مع إسرائيل بوساطة أمريكية مصرية تركية قطرية، لإنهاء عامين من حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل ردًا على هجوم المقاومة الفلسطينية على غلاف غزة في السابع من أكتوبر.
ووفق بنود الاتفاق يُتوقع الإفراج عن 250 سجينًا ومعتقلًا فلسطينيًا، مقابل المحتجزين الإسرائيليين الـ47 الموجودين في غزة، ومن بينهم جثمان 25 إسرائيليًا. في المقابل يطلق جيش الاحتلال سراح الأسرى الفلسطينيين ويسلّم عشرات جثامين المقاومين، بينهم عناصر من وحدات النخبة التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
كما يشمل الاتفاق فتح المعابر بالكامل وبدء دخول 400 شاحنة مساعدات يوميًا ترتفع إلى 600 فأكثر خلال الأيام التالية، وانطلاق المفاوضات فورًا حول المرحلة الثانية من الاتفاق، لبحث استكمال الانسحاب وضمان وقف دائم للعدوان.