وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظرائه المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد، وبحضور نحو 35 من رؤساء ورؤساء حكومات الدول المشاركين في قمة السلام بشرم الشيخ، وثيقة شاملة بشأن اتفاق إنهاء الحرب في غزة.
ولم يتضمن التوقيع الإعلان عما إذا كانت تلك الوثيقة هي ذاتها التي سبق أن وقعها مسؤولو حركة حماس مع الجانب الإسرائيلي في حضور وسطاء التفاوض بشأن وقف الحرب من عدمه.
ووصل ترامب، مساء اليوم، لمطار شرم الشيخ، متأخرًا قرابة ثلاث ساعات عن الجدول المعلن لأعمال القمة، بعد كلمة ألقاها بالكنيست الإسرائيلي، وجه خلالها العديد من رسائل الدعم لإسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن إسرائيل "أحسنت استخدام أفضل أسلحة في العالم، والتي قدمتها لها الولايات المتحدة، وحققت من خلالها السلام" على حد قوله، مشيرًا إلى عملية طوفان الأقصى، التي قال عنها "لن نسمح بتكرارها"، رافعًا شعار "تحقيق السلام بقوة السلاح".
وفي أعقاب وصوله، عقد ترامب لقاءًا ثنائيًا مع السيسي في حضور عدد من مراسلي وسائل الإعلام، أثنى فيه على دور الأخير في التوصل لاتفاق وقف الحرب في غزة واصفًا إياه بـ "القائد العظيم"، وفي المقابل، قال السيسي "كنت متأكدًا من أنك الوحيد القادر على تحقيق السلام في منطقتنا".
وفي رده على سؤال حول الخطوات التالية من الاتفاق، عقب صفقة تبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين، قال ترامب إنه يجري في الوقت الحالي البحث عن أماكن جثث باقي الرهائن "ولا يعلمون أماكنهم بالضبط، أعتقد أن نحو 6 جثث تم تسليمهم الآن، والبحث مستمر عن باقي الجثث وأعتقد أنهم سيتوصلون لأماكنهم".
المرحلة الثانية بدأت
و أكد ترامب أن المرحلة الثانية من الاتفاق بدأت بالفعل، موضحًا أن كل المراحل متداخلة إلى حد كبير، لافتًا إلى أن الوضع في قطاع غزة يحتاج لجهود كبيرة في "تنظيف الأنقاض وإزالة الركام".
وفي معرض حديثه عن جهود إعادة الإعمار، ألمح ترامب إلى أن تمثيل رؤساء أكثر الدول ثراءً في العالم بقمة السلام في شرم الشيخ "هو أمر مهم جدًا"، مثنيًا على تلبية نحو 35 دولة تمت دعوتها للقمة لدعوات حضورها.
كما أثنى ترامب على "الكيمياء الجيدة جدًا في التعامل بينه وبين السيسي"، مؤكدًا أن آخر لقاء بينهما كان سابقًا على الانتخابات الأمريكية الأولى له ضد هيلاري كلينتون، مؤكدًا أن لقائمها وقتها استمر لنحو ساعتين، في حين لم يجتمع السيسي بكلينتون إلا لدقائق.
وفي أعقاب اللقاء الثنائي ومراسم التوقيع، ألقى السيسي كلمة على حضور القمة، عبر فيها عن تطلعه لتنفيذ هذه الخطة، بما يخلق الأفق السياسي اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان.
ودعا السيسي إلى أن تكون حرب غزة آخر الحروب في الشرق الأوسط، مشددًا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مؤكدًا عزم مصر على استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية، والذي سيبنى على خطة إنهاء الحرب في غزة "وذلك في سبيل توفير سبل الحياة للفلسطينيين على أرضهم ومنحهم الأمل".
وبعدها، ألقى ترامب كلمته، التي اعتبر فيها أن الاتفاق الذي جرى توقيعه "اتفاقًا تاريخيًا"، لافتًا إلى أنه يمهد لبداية قفزة كبيرة لتحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط، مبديًا رغبته في أن يتخلص الشرق الأوسط مما وصفه بـ "الإرهاب".
ودعا ترامب من وصفهم بـ"الجميع" إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية، بعد انضمام 4 من أغنى الدول لها، مؤكدًا عزمه على استكمال هذا الأمر عقب إهمال حكومة جو بايدن لها والتي وصفها بأسوأ حكومة عرفتها الولايات المتحدة.
كما دعا ترامب سكان غزة للتركيز على توفير أساسيات الحياة، مؤكدًا أنه تلقى اتصالات متعددة خلال الآونة الأخيرة من أطراف راغبة في المساهمة في تمويل عملية إعادة الأعمار، قائلًا "هناك أموال كثيرة سيجري ضخها".