سكرين شوت من فيديو
الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، 9 مارس 2025

الشرع: سوريا لم تستفز إسرائيل منذ سقوط الأسد ولا تريد خوض حرب معها

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 14 تشرين الأول/أكتوبر 2025

قال الرئيس السوري الانتقال أحمد الشرع إن بلاده لم تستفز إسرائيل منذ إسقاط نظام بشار الأسد، ولا تريد خوض حرب معها ولا مع أي دولة أخرى، معتبرًا أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف القصر الرئاسي السوري مؤخرًا "لم يكن رسالة سياسية بل إعلان حرب".

ومنتصف يوليو/تموز الماضي، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على دمشق، مستهدفًا مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، ووقتها قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنها رسائل تحذير أخيرة لدمشق في أعقاب تجدد الاشتباكات العنيفة في السويداء جنوب سوريا.

وأضاف الشرع في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة CBS News الأمريكية، أمس، أن بلاده "تستحق أن تعيش بأمن وسلام"، مشددًا على أن استقرار سوريا "يخدم مصالح المنطقة والعالم بأسره".

ودعا الشرع إسرائيل إلى الانسحاب من جميع المناطق التي احتلتها بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو التاريخ الذي سيطرت فيه المعارضة المسلحة على القصر الجمهوري، مُعلنة سقوط نظام بشار الأسد.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم". ومنذ ذلك الحين، نفذت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، مبررة عملياتها بالخشية من وصول أسلحة ثقيلة إلى السلطات الجديدة وانتشار أنشطة تعتبرها "إرهابية". 

وخلال لقائه أمس، توعد الشرع بأن حكومته ستتخذ كل السبل القانونية لملاحقة الأسد، مؤكدًا أن إعادة إعمار ما خلّفه النظام السابق تمثل أولوية قصوى للحكومة الجديدة، إذ تُقدّر كلفتها بين 600 و900 مليار دولار، وتتطلب دعمًا واسعًا من المجتمع الدولي.

وقال إن بلاده ستكون "منفتحة على الشراكات الدولية التي تحترم سيادتها"، موضحًا أن "العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تُعيق جهود إعادة الإعمار"، مضيفًا أن "أجيالًا كاملة من السوريين عانت صدمات نفسية عميقة نتيجة الحرب التي شنها النظام البائد، والتي أودت بحياة أكثر من مليون شخص، ودمّرت بنى تحتية واسعة، وشرّدت ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها".

وفيما يتعلق بأحداث  الساحل والسويداء، أكد الشرع أن "هذه قضايا داخلية تُعالَج ضمن الإطار القانوني"، مشيرًا إلى التزام الدولة "بمحاسبة كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين، أياً كان انتماؤه".

وفي مارس/آذار الماضي، وقّع الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، اتفاقًا يقضي بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، لكن الاتفاق تعطل لاحقًا، ما أرجعه الشرع إلى أن "بعض الأجنحة داخل قسد وحزب العمال الكردستاني عملت على تعطيله".

والشهر الماضي، قال الشرع إن مفاوضات تجري مع إسرائيل بوساطة أمريكية أوشكت على التوصل إلى اتفاق أمني شبيه باتفاقية فض الاشتباك عام 1974 قد يُوقّع خلال أيام، مؤكدًا أن ذلك "لا يعني بأي حال تطبيع العلاقات مع تل أبيب"، لكنها يجب أن تُفضي إلى انسحاب إسرائيل من المناطق المُحتلة.