سكرين شوت من فيديو متداول
الصحفيون يغادرون مبنى البنتاجون اعتراضًا على قيود أمريكية على عملهم، 15 أكتوبر 2025

صحفيون يخلون مكاتبهم في البنتاجون احتجاجًا على قواعد جديدة تُقيد عملهم

قسم الأخبار
منشور الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أخلى عشرات الصحفيين مكاتبهم في مبنى وزارة الحرب الأمريكية أمس، وسلّموا تصاريح دخولهم اعتراضًا على قيود جديدة فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على عملهم المتعلق بالأنشطة العسكرية.

والشهر الماضي، أصدر البنتاجون قيودًا جديدة على الصحفيين تُلزمهم بالتعهد بعدم جمع أو نشر أي معلومات غير مصرّح بها، حتى وإن لم تكن سرية، مهددة بسحب تصاريحهم الصحفية حال عدم التوقيع على المذكرة في موعد أقصاه أمس، وكذلك حال انتهاك القواعد الجديدة.

ونصت المذكرة التي وقعها وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث، على وجوب موافقة مسؤول مختص من وزارة الحرب قبل نشر أي معلومات تخص الوزارة، وتقييد حركة الصحفيين داخل المبنى بمناطق محددة، مبررًا الأمر بأنه يهدف إلى "حماية المنشأة"، قائلًا "الصحافة لا تدير البنتاجون.. اتبع القواعد أو عد إلى المنزل".

تلك القيود الجديدة أثارت انتقادات واسعة لدى المؤسسات الإعلامية والحقوقية، ووُصفت بأنها "هجوم مباشر على الصحافة المستقلة"، فيما حذرت مؤسسة حرية الصحافة من أنها "تفرض رقابة مسبقة" تنتهك التعديل الأول للدستور الأمريكي.

وتقول جمعية صحافة البنتاجون، وهي الهيئة التي تمثل الصحفيين المتخصصين في هذا المجال، إن السياسة الجديدة التي يتبناها وزير الحرب "تكتم موظفي البنتاجون وتهدد بالانتقام من الصحفيين الذين يسعون للحصول على معلومات لم تتم الموافقة المسبقة على نشرها".

وأجمعت غالبية وسائل الإعلام الأمريكية بما فيها شبكة "فوكس نيوز" والتي ينظر إليها باعتبارها مقربة من ترامب والحزب الجمهوري على إبداء اعتراضها بشأن القواعد الجديدة التي فرضها بيت هيجسيث والذي عمل في فوكس نيوز" لمدة عقد.

وغادر 40 صحفيًا المكاتب المخصصة لوسائل الإعلام بمبنى الوزارة مع الموعد النهائي للموافقة على القيود الجديدة، وتركوها شبه مهجورة وفق تعبير رويترز.

وقالت مراسلة مجلة أتلانتيك التي عملت في البنتاجون منذ عام 2007 نانسي يوسف "إنه أمر محزن، لكنني فخورة جدًا بفريق الصحفيين لأننا تمسكنا ببعضنا بعضًا".

وحسب الجزيرة، فإن المؤسسات الإعلامية تعهدت بالاحتجاج بمواصلة تغطية الشؤون العسكرية بغض النظر عن مكان وجود صحفييها، وقال بعض الصحفيين إن مصادرهم ستستمر في التحدث إليهم، على الرغم من أن البعض في الجيش يشعر بالقلق بسبب تهديدات القيادة في البنتاجون.

ووفق الجزيرة، لم يخف ترامب دعمه للقواعد الجديدة التي فرضها وزير الحرب، وقال للصحفيين في البيت الأبيض أول أمس الثلاثاء "أعتقد أنه يرى الصحافة بأنها مدمرة للسلام العالمي.. الصحافة غير صادقة".

ولا تبدو علاقة ترامب بالصحافة الأمريكية في أفضل حالاتها سواء في فترة ولايته الأولى أو حاليًا، إذ استخدم كثيرًا تعبير "Fake News" لوصف تقارير إعلامية لا تعجبه، كذلك وصف الصحافة بأنها "Enemy of the people" أو "عدو الشعب"، كما هدد في مناسبات مختلفة بسحب تراخيص الصحفيين الذين يطرحون أسئلة لا تعجبه أو الذين يعتبرهم "مزعجين".