شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد غارات جوية على رفح، جنوب قطاع غزة، وجباليا، شمال القطاع، في وقت تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وحسبما نقلت سكاي نيوز، فإن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافًا في رفح بعد وقوع تبادل إطلاق نار بين جيش الاحتلال ومسلحين، وزعمت وسائل إعلام عبرية إن "مسلحين أطلقوا النار على آلية في رفح والجيش الإسرائيلي رد بإطلاق النار".
وتابعت "هذه ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها حماس اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ، خرج عدد من المسلحين من نفق في رفح وأطلقوا النار على قوات الجيش الإسرائيلي، دون وقوع إصابات".
وحسبما نقلت الجزيرة، فإن الغارات على رفح "تأتي في محاولة لحماية مليشيات ياسر أبو شباب".
وظهر ياسر أبو شباب خلال أشهُر العدوان على غزة متزعمًا مليشيا "القوات الشعبية في غزة" العميلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
بالتزامن، قُتل مواطنون فلسطينيون وأصيب آخرون جراء غارة جوية إسرائيلية شرق جباليا، شمال قطاع غزة، فيما دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى استئناف العدوان على غزة.
كذلك دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أمر جيش الاحتلال باستئناف كامل للقتال، وأضاف "الأوهام الزائفة بأن حماس ستغير جلدها، أو أنها حتى ستلتزم بالاتفاق الذي وقّعته، تتبيّن، كما كان متوقعًا، بأنها خطيرة على أمننا". وتابع "يجب إبادة تنظيم الإرهاب النازي حتى النهاية، وكلما كان ذلك عاجلًا كان أفضل".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق "ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، وأضاف أن "إسرائيل تواصل خرق اتفاق غزة واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمها".
وتتهم إسرائيل حماس بانتهاك "صارخ" لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي لرويترز إن حماس نفذت عدة هجمات ضد قواتنا خارج "الخط الأصفر".
وفي وقت سابق أمس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب منذ الإعلان عن انتهاء الحرب على قطاع غزة سلسلة من الخروقات الخطِرة والمتكررة، بلغت 47 خرقًا موثقًا.
وأوضح المكتب الإعلامي، في بيان، أن هذه الخروقات تنوعت بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، وجرائم القصف والاستهداف المتعمّد، واعتقال عدد من المدنيين، في ممارسات "تعكس استمرار النهج العدواني للاحتلال رغم إعلان وقف الحرب".
وقالت حماس إن قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يُعدّ خرقًا فاضحًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتنكرًا للالتزامات التي تعهّد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة.
وطالبت حماس الوسطاء والجهات الضامنة للاتفاق بالتحرّك العاجل للضغط على الاحتلال لفتح معبر رفح فورًا "وإلزامه بكافة بنود الاتفاق، ووقف جرائمه المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة".
والخميس قبل الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة حماس وإسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يتضمن المرحلة الأولى منه تبادل الأسرى وإدخال المساعدات العاجلة، على أن يُستكمل بمفاوضات حول إدارة القطاع ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
وصباح اليوم، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها تسلمت جثّتَي رهينتين سلمتهما حركة حماس للصليب الأحمر مساء السبت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت زعمت وزارة الخارجية الأمريكية أن لديها تقارير موثوقة تفيد بأن حركة حماس تخطط لهجوم وشيك ضد المدنيين في غزة.
ومن المقرر أن يُستكمل اتفاق وقف الحرب بين حماس وإسرائيل خلال الأسبوع الجاري، بمفاوضات المرحلة الثانية حول إدارة القطاع ونزع سلاح حركة حماس، بعد إنهاء المرحلة الأولى بإتمام عملية تبادل الأسرى والمحتجزين.