أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقب قصفه بشكل مكثف مختلف مناطق القطاع، ما أدى إلى مقتل 45 شخصًا بينهم صحفي، وإصابة أكثر من 150 آخرين، حسبما قال مصدر في وزارة الصحة لـ المنصة.
وشن الاحتلال أكثر من 120 غارة جوية على مختلف مناطق القطاع، متذرعًا بهجوم تعرضت له مجموعة من جنوده كانت متمركزة شرق مدينة رفح، أدى إلى مقتل ضابط وجندي، متهمًا عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بالوقوف خلف الهجوم، وهو ما نفته الكتائب.
وتركزت استهدافات الاحتلال على وسط القطاع، حيث قصفت طائرة استطلاع مقر إقامة طاقم شركة إنتاج إعلامي، ما تسبب في مقتل الصحفي أحمد مطير، ونجل الصحفي بشار الزعانين، فيما أصيب 3 أشخاص.
وقال الزعانين لـ المنصة إنهم أثناء استعدادهم للخروج والعمل من مقر الشركة المؤقت في منطقة الزوايدة غرب وسط القطاع، سقط صاروخ استطلاع وسط المكان، ما تسبب في مقتل نجله وزميله.
وكان مطير يعمل مهندس بث فضائي في الشركة التي تقدم خدماتها لعدد من القنوات الإخبارية، ما رفع عدد الضحايا الصحفيين منذ بدء حرب الإبادة إلى 256 صحفيًا.
واغتال الاحتلال في قصف ثانٍ بصاروخ استطلاع القيادي في كتائب القسام بشمال القطاع يحيى المبحوح، مع 5 من عناصر القسام، في قصف على شارع البحر غرب دير البلح وسط القطاع، حيث توالت الاستهدافات التي طالت غرفة للشرطة في نادي الأهلي العربي بمخيم النصيرات للاجئين، ومدرسة الرازي التي تأوي نازحين ومنزل لعائلة الباز بالمخيم، كما قصف منزل عائلة وشاح بمخيم البريج، ما نتج عنه مقتل 36 ضحية وسط القطاع.
وفي خانيونس، استهدف الاحتلال 3 خيام للنازحين في منطقة المواصي غرب المدينة، حيث قتل 5 مواطنين بينهم طفل، وصلت جثامينهم إلى مجمع ناصر الطبي، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة، مشيرًا إلى سلسلة من الاستهدافات المتتالية طالت المناطق الشرقية للمدينة، وهي مناطق لا زالت ضمن سيطرة الاحتلال.
ووصل مستشفى الشفاء بغزة 4 ضحايا جراء استهدافين منفصلين غرب المدينة، حيث قتل الاحتلال شابين في قصف لتجمع مواطنين جنوب غرب مخيم الشاطئ للاجئين، فيما قتل الاحتلال اثنين من بينهم قيادي في القسام جراء استهداف شقة سكنية في شارع الشهداء، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.
وزعم جيش الاحتلال على إكس إغارته على عشرات الأهداف التابعة لحماس، مدعيًا استهداف مواقع لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية عسكرية استخدمها عناصر الحركة في أنشطة "إرهابية" حسب وصفه.
وأشار إلى استهدافه نفقًا تحت الأرض يبلغ طوله 6 كيلومترات، شرق خانيونس، بعشرات الصواريخ، متهمًا حماس باستخدامه في التخطيط لنشاطات ضد إسرائيل.
وفي سياق آخر، نقل مراسل القناة الإسرائيلية 12 من واشنطن والصحفي في أكسيوس باراك رافيد عن مسؤول أمريكي لم يسمه أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تراجعت عن قرار إغلاق المعابر.
وجاء التراجع الإسرائيلي بعد تدخل الوسطاء الضامنين لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في 9 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وحسب ما نشرته سكاي نيوز صباح اليوم، بدأت المساعدات تدخل إلى غزة من البوابة الجانبية لمعبر رفح باتجاه معبري كرم أبو سالم والعوجة.
والخميس قبل الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة حماس وإسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يتضمن المرحلة الأولى منه تبادل الأسرى وإدخال المساعدات العاجلة، على أن يُستكمل بمفاوضات حول إدارة القطاع ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
ومن المقرر أن يُستكمل اتفاق وقف الحرب بين حماس وإسرائيل خلال الأسبوع الجاري، بمفاوضات المرحلة الثانية حول إدارة القطاع ونزع سلاح حركة حماس، بعد إنهاء المرحلة الأولى بإتمام عملية تبادل الأسرى والمحتجزين.
وتتهم إسرائيل حماس بانتهاك "صارخ" لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي لرويترز إن حماس نفذت عدة هجمات ضد قوات الاحتلال خارج "الخط الأصفر".
وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب منذ الإعلان عن انتهاء الحرب على قطاع غزة سلسلة من الخروقات "الخطِرة والمتكررة"، بلغت 47 خرقًا موثقًا.