قررت شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية تأجيل معرض "نبيو" الدولي لأول مرة منذ انطلاقه في 2020، على أن يعقد في يونيو/حزيران 2026 بدلًا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بسبب الاضطرابات السعرية الحادة التي تشهدها أسواق الذهب العالمية والمحلية، حسبما أكد مصدران بالاتحاد لـ المنصة.
وكان من المقرر أن يعقد معرض "نبيو" نسخته الخامسة لعام 2025 خلال الفترة من 23 إلى 25 نوفمبر المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، بتنظيم من الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية بالتعاون مع شركة Vision Fairs.
وشهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال أمس واليوم بأكثر من 8% ليصل إلى 4,013 دولار بعدما حقق قمة تاريخية عند نحو 4,381 دولار للأوقية أمس الأول.
وفي السوق المحلية، تراجع سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا بين المصريين بأكثر من 400 جنيه خلال يوم واحد، حيث هبط من 5915 جنيهًا إلى 5500 جنيه حتى ظهر اليوم الأربعاء.
وأوضح نائب رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية لطفي منيب أن قرار تأجيل معرض الذهب جاء بعد دراسة دقيقة لأوضاع السوق الحالية وتقييم مدى ملاءمة التوقيت لإقامة حدث بهذا الحجم.
وأضاف أن المعرض في الأساس مخصص لعرض المشغولات الذهبية وليس الذهب الخام أو السبائك، أي أنه يهدف إلى عرض التصميمات الجديدة والموديلات المختلفة أمام التجار وأصحاب المحال وليس التعامل في خام الذهب أو الاستثمارات المباشرة في السبائك.
وأوضح منيب أن السوق يشهد حاليًا اضطرابًا سعريًا شديدًا وركودًا في مبيعات المشغولات، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة إذ اتجه أغلب المستهلكين إلى شراء السبائك كملاذ آمن بدلاً من المشغولات الذهبية ذات المصنعية المرتفعة.
وقال "الفترة اللي فاتت الناس بعدت عن شراء المشغولات والمجوهرات وزاد الإقبال على السبايك وده بيخلي إقامة معرض متخصص في المشغولات في الوقت ده مش مجدي من الناحية التجارية".
وأوضح أن القرار جاء حفاظًا على مصلحة الشركات العارضة والسوق، خاصة أن الوضع الحالي لا يسمح بعقد صفقات تجارية حقيقية، مضيفًا "لا يمكن عقد صفقات أو تحديد أسعار ثابتة في ظل سوق متقلب حتى الاتفاق بين الشركات والمحلات غير ممكن في مثل تلك الظروف".
من جهته، أكد عضو شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية عمرو المغربي أن إقامة المعرض يتطلب أجواء مستقرة تسمح بالتعاقدات والصفقات بين الشركات والمحال وهو غير متوفر حاليًا مع التذبذب الشديد في الأسعار.
وأوضح أن استقرار السوق شرط أساسي لنجاح أي فعاليات أو معارض خاصة بالمشغولات الذهبية، مشيرًا إلى أن المصلحة العامة تقتضي التريث حتى تتضح الرؤية الاقتصادية بشكل أكبر خلال الأشهر المقبلة.
وأوضح أن السوق المحلية تعيش حالة من الحذر والترقب، وأصبح المتعاملين أكثر حذرًا في الشراء أو البيع خوفًا من التحركات السعرية العنيفة خلال الفترة المقبلة.
وقال إن "التجارب السابقة أثبتت أن الذهب لما يوصل لمستوى سعري معين وبعدين يتراجع، بيعود لنفس المستوى مرة تانية أو بيعديه"، مؤكدًا أن التوقيت يظل غير محدد في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية المستمرة.