قالت الفدائية وعضوة المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقه إن المرأة الفلسطينية لا يكفيها يوم واحد للاحتفاء بنضالها "كل يوم هو عيد للمرأة الفلسطينية، ورغم النكبات المتتالية، إلا أنها تصنع الحياة من الموت".
وأضافت خلال كلمتها في احتفالية نظمتها لجنتي المرأة والثقافة بنقابة الصحفيين، أمس الأحد، للاحتفاء باليوم الوطني للمرأة الفلسطينية تحت شعار "قصة كفاح وإرادة لا تنكسر"، أنه لا حرية للمرأة الفلسطينية دون وطن حر.
وقبل عامين، رحلت فرنسا مريم أبو دقة إلى مصر، بعدما اعتبرت السلطات هناك أن وجودها على الأراضي الفرنسية بعد طوفان الأقصى يهدد بتقويض النظام العام.
جانب من احتفالية نقابة الصحفيين بيوم المرأة الفلسطينية، 26 أكتوبر 2025وتحكي أمارة الأخرس (26 عامًا)، إحدى المصابات الفلسطينيات التي تُقيم في مصر للعلاج منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن فقدانها 35 فردًا من عائلتها خلال العدوان على غزة.
وأضافت لـ المنصة على هامش الاحتفالية "انقصفنا عاشر يوم الحرب في خانيونس، استشهدت ابنتي الرضيعة غزل في حضني، وإصابتي كانت كبيرة، بتر فوق الركبة بالرجل اليسرى، استئصال للطحال، وجلطة مزمنة في اليد اليسرى، وانتظر عملية بتر ليدي اليمني، ولكن لم أُقرر إجراءها حتى الآن".
أمارة التي أجرت 26 عملية جراحية حتى الآن تقول "أنا راضية رغم وضعي الصحي الصعب وإصابتي الكبيرة، إحنا الفلسطينيين شعب الجبارين، عارفين وواثقين إنه بعد الصبر جبر".
ومن جانبه، قال نقيب الصحفيين خالد البلشي خلال الاحتفالية "نحتفي اليوم بتاريخ من النضال الفلسطيني، تصدرته المرأة الفلسطينية على مدار عقود طويلة، منذ اجتماع 300 امرأة في أول مؤتمر للنساء الفلسطينيات عام 1929 وإلى الآن، تبذل التضحيات الغالية كشهيدة، أم، ابنة وزوجة شهيد، وواجهت أكثر من مليوني امرأة العدوان الإسرائيلي على غزة لمدة عامين بشجاعة باسلة، وراح ضحيتها آلاف الشهيدات من النساء والأطفال".
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، راح ضحية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 12400 امرأة.
ووصف البلشي المرأة الفلسطينية بأنها "عمود رئيسي في النضال الفلسطيني"، وأضاف "فقدنا 35 زميلة صحفية خلال حرب الإبادة، ومع ذلك لا تزال مئات الصحفيات يعملن".
وتضمنت الاحتفالية عرض وثائقيات بودكاست توثق شهادات حية لأصوات النساء الفلسطينيات في حرب الإبادة من إنتاج مبادرة "أصوات من الحرب"، ومناقشة دور الفنون الصوتية السردية في رفع أصوات النساء الفلسطينيات، وتوثيق حكاياتهن، وإبراز نضالهن البطولي.
وقال مُؤسسا مبادرة "أصوات من الحرب" نهى لملوم ويحي صقر خلال كلمتهما بالاحتفالية إن "الإعلام وقع في أزمة الاعتياد على الموت، حيث تحوّلت أعداد الشهداء إلى مجرد أرقام تتكرر دون إدراك لحكايات أصحابها".
وأوضح صقر أن المبادرة تسعى إلى إعادة الطابع الإنساني للضحايا عبر رواية قصصهم الشخصية، أحلامهم، ومعاناتهم اليومية أثناء الحرب.
وأشارت نهى لملوم إلى أن السرد الصوتي ساعد الصحفيات على التعبير عن معاناتهن النفسية، ومشاركة تجاربهن الإنسانية بعيدًا عن النصوص الجامدة.
وانتقدت الذكاء الاصطناعي بسبب رفضه إنتاج محتوى بصري عن فلسطين وغزة بدعوى القيود البرمجية المتعلقة بالعنف، معتبرة أن هذه الأنظمة مبرمجة من جهات تشارك في الحروب ذاتها، ما يكرّس التحيز ويمنع توثيق الحقيقة.
وترى مسؤولة الإعلام في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع مصر نجوى قطيفان أن الاحتفالية فرصة لتوصيل صوت النساء الفلسطينيات ومطالبهن، قائلة لـ المنصة على هامش الاحتفالية "نأمل دخول المساعدات الإنسانية بكثافة داخل غزة، وأن تتضمن الاحتياجات النسائية لأنها معدومة للغاية، بالإضافة لتوفير الخيام الآدمية والملابس التي تحمي العائلات خاصة مع اقتراب فصل الشتاء".
واختتمت الاحتفالية بفقرة فنية لفريق كنعان للدبكة الفلسطينية على مسرح النقابة.
وتزامنًا مع اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان اليوم الاثنين، بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم المرتكبة بحق النساء والفتيات.
وقالت إن العدوان الإسرائيلي أدى إلى مقتل نحو 33 ألف امرأة وطفلة، إلى جانب تهجير أكثر من 1.93 مليون فلسطيني، غالبيتهم من النساء والفتيات.
وفي 17 يوليو/تموز 2019، اعتمد مجلس الوزراء الفلسطيني يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام يومًا وطنيًا للمرأة الفلسطينية.
واعتماد هذا التاريخ مرتبط بمسيرة المرأة الفلسطينية وكفاحها، حيث عُقد في مثل هذا اليوم أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس بتاريخ 26 أكتوبر 1929، بحضور أكثر من 300 امرأة، بالتزامن مع بداية مشاركة المرأة الفلسطينية الفعلية المنظمة في العمل السياسي إثر تصاعد أحداث ثورة البراق، وانتشارها في جميع أنحاء فلسطين، وقد وقع على النساء عبء كبير، وقتلت تسع نساء، وهدمت البيوت، وتشردت الأسر، وزج بالكثيرين في السجون.