أعلن أكثر من 300 كاتب وباحث وشخصية عامة، أمس الاثنين، مقاطعة الكتابة في قسم الرأي بصحيفة نيويورك تايمز، حتى تلبية مطالبهم بشأن التغطية الإخبارية للأوضاع في فلسطين.
ويطالب الموقعون على البيان من صحيفة نيويورك تايمز بأن تدرس التحيز ضد الفلسطينيين في صحافتها، وأن تسحب المقال المثير للجدل "‘Screams Without Words’: How Hamas Weaponized Sexual Violence on Oct. 7"، وأن تستخدم نفوذها التحريري للدفاع عن وقف إمدادات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.
ومن بين الموقعين على البيان الكاتبة سالي روني، وعضوة الكونجرس الأمريكي رشيدة طليب، والناشطة البيئية جريتا ثونبرج، والناشطة ريما حسن، والمؤرخ رشيد الخالدي، والكاتب الحائز على جائزة بوليتزر فيت ثانه نجوين، والأستاذان الإسرائيليان راز سيجال وأرييلا أزولاي، والكاتبة والناشطة مريم البرغوثي.
وقالوا في البيان "على مدى السنوات القليلة الماضية، لجأت صحيفة نيويورك تايمز بشكل متزايد إلى كتاب المقالات الضيوف للمساعدة في إصلاح سمعتها المتدهورة. يستعين محررو قسم الرأي بخبراء مرموقين في هذا المجال لتقديم وجهات نظرهم المتنوعة، التي غالبًا ما تكون رمزية، كقوة موازنة للنزعة المحافظة الداخلية في الصحيفة. لولا أصوات هؤلاء الكتاب الضيوف وخبراتهم وعملهم الحر، لكان قسم الرأي بلا قيمة على الإطلاق".
"اللغة تُبرّر الإبادة الجماعية، أحد أسباب استمرار قصفنا بعد 243 يومًا هو صحيفة نيويورك تايمز ومعظم وسائل الإعلام الغربية" هذا ما كتبه الصحفي الفلسطيني حسام شبات قبل أشهر من اغتياله من قِبل إسرائيل، وفق البيان. 
وأضاف النشطاء والكتاب في بيانهم "بينما يعود الفلسطينيون في غزة إلى ديارهم ويُقيّمون حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل على مدار عامين من الغارات الجوية والمجازر والتجويع، تقع على عاتقنا في الغرب مسؤولية محاسبة المؤسسات المتواطئة على هذه الجرائم. فوسائل الإعلام، شأنها شأن أي مُصنّع أسلحة، جزءٌ من آلية الحرب، تُنتج الإفلات من العقاب والتعصب اللذين يُمكّنانها ويُبقيانها".
وأشاروا إلى عدم وجود صحيفة أمريكية أكثر تأثيرًا من نيويورك تايمز "يستلهم المحررون والمنتجون في غرف الأخبار في جميع أنحاء الغرب من تغطيتها، وتُعتبر على نطاق واسع صحيفة السجلات في الولايات المتحدة، وهي تُشكل بشكل فريد إجماع النخبة حول السياسة الخارجية الأمريكية".
ومنذ أن بدأت إسرائيل الإبادة الجماعية على غزة "دأبت نيويورك تايمز على التعتيم على جرائم الحرب التي ارتكبها المحتل، وتبريرها، وإنكارها صراحةً، مُواصلةً بذلك ممارسة الصحيفة التي استمرت لعقود من الزمن، وهي العمل كبوقٍ للحكومة والجيش الإسرائيليين"، حسب البيان.
وفي مقال "صراخ بلا كلمات" المنشور في نيويورك تايمز ديسمبر/كانون الأول 2023، تصاريح نسبت لشهود عيان مزعومين تدعي ذبح "مئات" المستوطنين على أيدي مقاتلي حماس، وتضمنت شهادات أخرى تتهم حماس بتبني سياسة "اغتصاب منهجية" للأطفال والنساء.
وفي نوفمبر 2023، اقتحم متظاهرون مكتب نيوروك تايمز، خلال مسيرة حاشدة وسط نيويورك تطالب بوقف الحرب في قطاع غزة، ورفعوا لافتات "أوقفوا الإبادة الجماعية لفلسطين، أطلقوا سراح الفلسطينيين، غزة ستكون حرة".
وأصدر المتظاهرون الذين احتلوا مقر الصحيفة الأمريكية صحيفة خاصة بهم، أطلقوا عليها اسم "جرائم نيويورك"، تحمل أسماء الآلاف من سكان غزة الذين قتلتهم إسرائيل.
ليست وحدها نيويورك تايمز المتهمة بالتغطية المتحيزة ضد الفلسطينيين خلال عامان من العدوان الإسرائيلي، إذ يشير تحليل أجرته The Intercept في يناير/كانون الثاني 2024 إلى أن CNN وMSNBC وFox news بثّت جميعها تقارير خاطئة خلال الأشهر الأولى من الحرب على غزة. وفضّلت صحف رئيسية على غرار نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلس تايمز الطرف الإسرائيلي، مبديةً تحيّزًا مستمرًّا ضد الفلسطينيين وغير مكترثةً لمعاناتهم اليومية.
وتعرّضت وسائل الإعلام الغربية الرئيسية للانتقاد بسبب فشلها في تغطية الأزمة في غزة بدقة وإنصاف وشمولية. يتمثّل أحد الانتقادات بالتحيّز في التغطية التي تعطي الأولوية للسردية الإسرائيلية على السردية الفلسطينية والتي تعتمد إلى حدّ بعيد على التقارير الرسمية الصادرة عن الجانب الإسرائيلي من دون التدقيق في الحقائق بشكلٍ مناسب.
وحسب آخر إحصاء لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، راح ضحية العدوان الإسرائيلي 68527 قتيلًا، و170395 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023.