أكدت حركة حماس أن مسألة نزع السلاح معقدة وتحتاج لتوافق فلسطيني، في وقت طمأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأربعاء، بأن قطاع غزة لن يشكل تهديدًا على إسرائيل بعد الآن، مشددًا على نزع سلاح حماس.
وأفاد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم للعربية بأن الفلسطينيين بحاجة لتوافق شامل حول قراري السلم والحرب، وشدد على التزام الحركة بتسليم المسؤولية الأمنية في غزة ضمن إطار التفاهمات، موضحًا أنها أبدت للوسطاء استعدادها لتسليم إدارة غزة بالكامل.
كما دعا قاسم للضغط على إسرائيل لاستكمال مراحل الاتفاق، مجددًا التزام الحركة الكامل باتفاق وقف النار وتسليم جميع جثث المحتجزين الإسرائيليين.
في الأثناء، شدد نتنياهو خلال زيارته للمقر الأمريكي في كريات جات، على هدف إسرائيل نزع سلاح حماس وتحويل غزة لمنطقة منزوعة السلاح، موضحًا أن تل أبيب تعمل مع واشنطن على خطة لتغيير واقع القطاع وفقًا لاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتابع نتنياهو "نحن نعمل على نزع السلاح على مراحل بالتزامن مع العمل على عناصر أخرى من الخطة".
جاء ذلك في وقت أعلن فيه رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن بلاده تحاول الضغط على حركة حماس للإقرار بضرورة نزع سلاحها، مؤكدًا أن من الواضح أن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم غزة.
وأوضح في تصريحات الأربعاء أن الأحداث الأخيرة في غزة كانت محبطة للغاية بالنسبة لقطر، مشيرًا إلى أن الهجوم على جنود إسرائيليين يُعد انتهاكًا لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أعلن ترامب اتفاقًا لوقف الحرب في غزة، تضمنت المرحلة الأولى منه تبادل المحتجزين لدى حماس وإسرائيل، على أن يُستكمل بمفاوضات في المرحلة الثانية حول إدارة قطاع غزة ونزع سلاح حركة حماس.
ومنتصف الشهر الجاري، حذّر نتنياهو في مقابلة مع شبكة CBS News من أن "عدم التزام حماس بالاتفاق سيفتح أبواب الجحيم"، مؤكدًا أن "نزع سلاح حماس وإنهاء تهريب الأسلحة إلى غزة شرط لتحقيق سلام دائم".
وكرر نتنياهو التحذير بأنه إذا فشلت حماس في الامتثال للاتفاق، "ستنفجر الأوضاع بشكل كامل".
وتتضمن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط والمكونة من 20 بندًا، نزع سلاح غزة بالكامل وتوفير ممرات آمنة لقيادات حماس الراغبين في مغادرة القطاع، فيما يُعفى من يلتزم بـ"التعايش السلمي" من الملاحقة.
كما تنص على إرسال مساعدات إنسانية عاجلة بإشراف الأمم المتحدة وبدء عملية إعادة إعمار واسعة عبر لجنة اقتصادية دولية وخبراء شاركوا في تطوير "مدن معجزة" بالشرق الأوسط، على حد وصف ترامب.
وبموجب المقترح، تُدار غزة في مرحلة انتقالية بواسطة لجنة "تكنوقراط غير سياسية" من الفلسطينيين وخبراء دوليين تحت إشراف مجلس السلام، بينما تعمل قوة دولية مؤقتة على ضمان الاستقرار ومنع أي عودة للقتال.
والأسبوع الماضي، اتهمت حماس جيش الاحتلال بخرق الاتفاق منذ اليوم الأول لتنفيذه، وارتكاب العديد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقالت الحركة "خروقات قوات الاحتلال شملت نشاطًا خارج حدود الخط الأصفر المنصوص عليه في الاتفاق"، مشددة على أن "إسرائيل لم تلتزم بالبروتوكول الإنساني ومنعت دخول العديد من الأصناف الغذائية".
وأشارت إلى أن الاحتلال لم يلتزم بإدخال المستلزمات الضرورية لإعادة ترميم وتأهيل البنية التحتية في قطاع غزة، مبينة أن "الاحتلال يُنكل بجثامين الشهداء في جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وترفض إسرائيل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار حتى تتسلم آخر جثمان لمحتجزيها لدى حماس.