يختار سكان نيويورك، بعد غدٍ الثلاثاء، عمدة جديدًا بعد حملة انتخابية حظيت باهتمام واسع النطاق، في وقت يصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرشح الأوفر حظًا زهران ممداني بأنه "شيوعي"، فيما عرض الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أن يكون مستشارًا له حال فوزه.
ويتصدر المرشح البارز عن الحزب الديمقراطي زهران ممداني السباق الانتخابي، متقدمًا على الحاكم السابق أندرو كومو المتهم بالاعتداء الجنسي والذي يخوض الانتخابات مستقلًا.
أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا، الذي جاء ثالثًا في الاستطلاعات، فهو كثير الظهور في الإعلام ومؤسس مجموعة "الملائكة الحارسة" التطوعية ومحب للقطط، حسب فرانس برس.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في الفترة من 23 إلى 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حصول ممداني على 43% من الأصوات، يليه كومو بنسبة 33% وسليوا بنسبة 14%.
وقبل نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، هاجم ترامب زهران ممداني، واصفًا إياه بـ"الشيوعي"، وقال إن ترشح ممداني "سيكون من أفضل ما حدث للحزب الجمهوري"، معتبرًا أنه سيواجه مشاكل "لم يشهدها أي عمدة في تاريخ المدينة"، وأضاف أن ممداني "بحاجة إلى أموال من الرئاسة لتنفيذ وعوده الشيوعية الزائفة، لكنه لن يحصل على شيء".
وأظهرت بيانات مجلس الانتخابات في مدينة نيويورك أن 275006 من الناخبين الديموقراطيين المسجلين أدلوا بأصواتهم بالإضافة إلى 46115 جمهوريًا و42383 ناخبًا غير منتمين لأي حزب، وذلك خلال الأيام الخمسة الأولى من التصويت المبكر.
ووفق ما نشرته رويترز أمس السبت، اتصل الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما بزهران ممداني، وعرض عليه أن يكون مستشارًا له في حال فوزه بالانتخابات.
وتركز سياسات ممداني على زيادة الضرائب على أغنى أغنياء مدينة نيويورك، ورفع ضريبة الشركات، وتجميد أسعار إيجار الشقق المستقرة، وزيادة الإسكان المدعوم من القطاع العام، مما أثار المخاوف بين مجتمع التمويل من أن القدرة التنافسية للمدينة سوف تتأثر سلبًا، وفق فرانس برس.
جاء صعود ممداني بدفع من جهود الشباب النيويوركيين الذين قاموا بحملات لصالحه، وقالت حملته إن 90 ألف شخص تطوعوا.
وفاجأ ممداني، وهو أمريكي مسلم مجنس يمثل منطقة كوينز في المجلس التشريعي للولاية، المراقبين السياسيين في 24 يونيو/حزيران الماضي بفوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية. ومنذ ذلك الحين، حظي ترشيحه بتأييد من معارضين في الحزب، مثل نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس وحاكمة نيويورك كاثي هوشول، كما تلقى دعمًا ماليًا مستمرًا من صغار المتبرعين، وفق رويترز.
https://x.com/ZohranKMamdani/status/1984715511486431735
وأمس السبت، نشر ممداني فيديو ترويجيًا لحملته الانتخابية على إكس، تحدث فيه باللغة العربية مخاطبًا الناخبين العرب.
واستهل ممداني الفيديو قائلًا "أنا اسمي زهران ممداني وعم رشّح حالي لأكون العمدة الجديد في مدينة نيويورك. بعرف شو تفكروا، شكلي كأني صهركم من الشام، بس العربي تبعي بده شوية شغل"، وأضاف "مع هيك أنا حابب اليوم أطلب دعمكم يوم 4 نوفمبر".
وخلال تجوّله في أحد محلات البقالة، تناول ممداني قضية ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة، قائلًا "العيشة بنيويورك صارت غالية للكل، وصار صعب نعيش فيها ونربي أولادنا".
ووعد ممداني بأنه في حال فوزه بالانتخابات سيعمل على تجميد الإيجارات لأكثر من مليوني شخص، وتوفير النقل العام مجانًا وسريعًا، وتقديم رعاية شاملة للأطفال لجميع العائلات، ودعم المشاريع الصغيرة لتسهيل دفع الإيجارات وبناء مستقبل مستقر في المدينة، وفي ختام الفيديو قال "أنا منكم وإليكم… سنراكم قريبًا".
وفي عام 2020، انتُخب ممداني عضوًا في مجلس ولاية نيويورك ممثلًا عن منطقة كوينز، ليكون من أوائل المسلمين الذين يدخلون المجلس. ويحظى بدعم التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، وقد بنى قاعدته الشعبية على الدعوة لتوسيع الإسكان الميسور وتحسين الخدمات العامة.
زهران ممداني المولود في أوغندا لأبوين من أصول هندية هاجر إلى الولايات المتحدة مع أسرته في سن السابعة وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018.
وخلال سنوات قليلة، تمكن ممداني من الانصهار في المجتمع كأمريكي وحقق أعلى درجات النجاح لدرجة المنافسة على منصب العمدة في واحدة من أغلى مدن العالم في تكاليف المعيشة، وتعدُّ كذلك عاصمة اليهود في الولايات المتحدة، كونها تحتضن ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد إسرائيل.