أعلن غسان الدهيني، الزعيم الجديد لما تسمى "القوات الشعبية في غزة"، وخليفة ياسر أبو شباب الذي قُتل الأسبوع الماضي، أن مجموعته ستواصل محاربة حركة حماس في جنوب غزة بوتيرة أكبر.
وقال الدهيني في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية "لماذا أخاف من حماس وأنا أقاتل حماس؟ أقاتلهم، وأعتقل رجالهم، وأصادر معداتهم، وأطردهم. أفعل ما يستحقونه باسم الناس والأفراد الأحرار".
وعن فيديو أظهره وهو يحيي أعضاء مجموعته، قال "هدف الفيديو بسيط وواضح: إظهار أن القوات الشعبية ما زالت تعمل".
ونقل موقع ماكو العبري صورًا للدهيني نفسه ورجاله وأمامهم جثث لأفراد من عشيرة أبو سنيمة، الذين زُعم أنهم قتلوا أبو شباب وأصابوا الدهيني نفسه.
وحسب ماكو، أصيب الدهيني بجروح طفيفة في الاشتباكات التي قُتل فيها زعيم العشيرة. ونُقل إلى مستشفى برزيلاي في إسرائيل، ثم عاد إلى غزة نهاية الأسبوع الماضي.
في الصور التي نشرتها "القوات الشعبية"، تظهر جثث أربعة أفراد قال الموقع العبري إنهم من عائلة أبو سنيمة تعرضوا لتعذيب شديد.
وأكد الدهيني أن فقدان القائد السابق مؤلم، لكنه لا يوقف القتال ضد "الإرهاب"، مضيفًا "نواصل بالقوة نفسها، بل وبمزيد من العزم".
وأشار الدهيني إلى أن الجماعة ستعمل على طرد حماس من جنوب غزة، موضحًا "سنطهر المنطقة للمدنيين، ونسعى لجعل القتال في منطقة لا يمتلك السلاح فيها إلا قواتنا، منطقة يمكن وصفها بأنها منزوعة السلاح. هناك مدنيون يؤمنون بالسلام، ونحن نعد مكانًا آمنا لاستقبالهم".
وقبل انضمام الدهيني إلى القوات الشعبية، زُعم أنه كان عضوًا في "جيش الإسلام"، وهي جماعة سلفية مسلحة مقرها غزة ولها صلات بتنظيم داعش.
وينتمي الدهيني إلى قبيلة الترابين نفسها التي ينتمي إليها أبو شباب، والتحق بأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وانضم لاحقًا إلى تنظيم "جيش الإسلام"، وأُدرج اسمه على قائمة المتعاونين الخطرين المطلوب تصفيتهم.
وفي يونيو/حزيران الماضي، ذكر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن غسان الدهيني "ضابط أمن فلسطيني سابق، ومسؤول عن تجنيد عملاء سريين للمساعدة في مواجهة سيطرة حماس تحت إشراف الجيش الإسرائيلي".
والخميس الماضي، أعلنت وسائل إعلام عبرية مقتل ياسر أبو شباب وآخرين في كمين نفذته حركة حماس في رفح.
بعدها، قالت قبيلة الترابين في قطاع غزة إن مقتل ياسر أبو شباب على يد شباب من القبيلة مثّل بالنسبة لأبناء الترابين "نهاية صفحة سوداء لا تعبّر عن تاريخ القبيلة ولا عن مواقفها الثابتة. وتعتبر القبيلة أن دم هذا الشخص، الذي خان عهد أهله وتورط في الارتباط بالاحتلال، قد طوى صفحة عارٍ عملت القبيلة على غسلها بيدها وبموقفها الواضح".
وفي بيان آخر، أوضحت القبيلة تفاصيل حادث مقتل أبو شباب، وقالت "الحادثة بدأت عندما توجّه محمود أبو سنيمة، الملقّب بأبو صافي، برفقة كلّ من أبو وحيد الدباري وشخص آخر ، إلى ياسر للمطالبة بالإفراج عن نجل ابن شقيقه المحتجز. وبحسب المعطيات قوبل الطلب بالرفض وبأسلوب وُصف بأنه مهين، ما أدّى إلى احتقان سريع".
وبعد مغادرة المكان، عاد محمود أبو صافي وهو يحمل سلاحًا أتوماتيك من نوع BKS، حسب البيان، وقام بإطلاق نار بشكل عشوائي أصاب عددًا من الأشخاص، من بينهم ياسر ونائبه الدهيني.
"وعقب ذلك مباشرة، أقدمت مجموعة تابعة لياسر على إخراج المحتجز، نجل شقيق أبو صافي، من مكان احتجازه، وتمّت تصفيته ميدانيًا. ثم استمرت الاشتباكات بين الطرفين، وانتهت بمقتل محمود أبو سنيمة (أبو صافي) وأبو وحيد الدباري" وفق البيان.
ومساء الأربعاء الماضي، شهدت مدينة رفح جنوب قطاع غزة اشتباكات مسلحة وهبوط مروحيات إسرائيلية، حسب القناة 14 الإسرائيلية التي ذكرت أن تبادلًا لإطلاق نار كثيف جرى بين قوات جيش الاحتلال ومسلحين في رفح.
وظهر ياسر أبو شباب خلال أشهُر العدوان الإسرائيلي على غزة متزعمًا مليشيا "القوات الشعبية في غزة" التي تتهمها حماس بالعمالة لجيش الاحتلال.
وحسب سكاي نيوز عربية، ذكرت تقارير إسرائيلية أن أبو شباب تلقى الأسلحة والغطاء من جيش الاحتلال وأنه يعمل بالتنسيق معها.
وحينها، قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن إسرائيل تدعم جماعة مسلحة تعارض حماس في غزة، مشيرةً إلى أنها جماعة من عائلة بدوية محلية، ما يرجّح أنها كانت إشارة ضمنية لمجموعة أبو شباب.
بينما نفى الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني اللواء أنور رجب، في تصريح سابق، علاقة السلطة الفلسطينية بالجماعة، قائلًا "إن الأجهزة الأمنية لا علاقة لها بأي تشكيلات عسكرية، وإنها تعمل عبر أذرعها في قطاع غزة بتعليمات القيادة السياسية، وقادة الأمن بوسائلها وأساليبها الخاصة بما يخدم المصلحة العامة".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتداول فيها أبناء عن مقتل أبو شباب، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أُشيع نبأ مقتله خلال حملة لوزارة الداخلية في حكومة حماس ضد عصابات استولت على ثلاث شاحنات للأغذية والسولار في غزة، وتمكنت من قتل 20 منهم.