صفحة وزارة البترول على فيسبوك
الحكومة توقع عقد إنتاج وقود الطائرات المستدام مع Honeywell، ديسمبر 2025

160 ألف طن من زيت الطعام تؤمن وقودًا نظيفًا للطائرات

ليلى العبد
منشور الأحد 7 كانون الأول/ديسمبر 2025

قطعت القابضة للبتروكيماويات الحكومية خطوة هامة، الخميس الماضي، في طريق إنتاج وقود طائرات يعتمد جزئيًا على وقود نظيف، وذلك من خلال اتفاق مع شركة Honeywell الأمريكية على توفير التكنولوجيا المطلوبة للمشروع، ويقول رئيس الشركة إبراهيم مكي لـ المنصة إن أحد أهم مميزات المشروع توفر المادة الخام في السوق المصرية، أي الزيت الذي يستهلكه المصريون.

الزيت المستعمل الذي يعرف اختصارًا بـ"يوكو" (Used Cooked Oil) استطاعت القابضة أن تجمع منه حتى الآن نحو 160 ألف طن، لتأمين الخامات اللازمة للمرحلة الأولى من المشروع التي سيتم خلالها إنتاج 120 ألف طن سنويًا من الوقود المستدام المعروف بـ"ساف" (Sustainable Aviation Fuel )، كما يشرح إبراهيم مكي.

ويمثل هذا الزيت المستهلك (يوكو) ثروة كبيرة، كما يشرح مكي، حيث يتراوح سعر الطن منه عالميًا بين 700 و1000 دولار، بينما يتجاوز سعر "ساف" 3000 دولار للطيران.

"كل الشعب تقريبًا بيتخلص من زيت الطعام المستخدم في النفايات، بدأنا نستفيد من زيت الطعام المستخدم لوضع قيمة مضافة عليه وصناعة وقود طائرات مستدام بيُخلط مع الجيت (الوقود التقليدي) في الطائرات بنسب معينة" يقول مكي. 

وخلال العام الماضي أعلنت القابضة للبتروكيماويات عن تأسيس شركة إنتاج وقود الطائرات المستدام (ESAF) بشراكة بين شركات حكومية بنسبة 85% و15% للقطاع الخاص، وهي خطوة مدفوعة بالتزام دولي بخفض انبعاثات الكربون تدريجيًا داخل مجال الاتحاد الأوروبي.

وحسب مكي، فإن الشركة تتطلع إلى رفع نسبة زيت الطعام المستعمل في وقود الطائرات إلى 2% خلال الفترة من عام 2026 إلى 2030 ثم إلى 5% حتى عام 2035 وتصل عام 2040 إلى أكثر من 10%.

ويقول مكي إن إنتاج وقود ساف لا يزال نشاط حديث عالميًا، وتوجد طرق لإنتاجه بالاعتماد على مخلفات الحاصلات الزراعية مثل قش الأرز أو قطع الأشجار والنخيل، لكن ثبت أن زيت الطعام المستعمل كان الاختيار الأفضل اقتصاديًا "أهم حاجة تأمين الفيد ستوك (المادة الخام) واحنا أمّنا أكثر من احتياجنا".

ويدلل مكي على حداثة هذه التكنولوجيا عالميًا بقوله "هانيويل قامت بإنشاء أكثر من 27 مصنع في العالم، معظمها تحت الإنشاء".

التمويل والشركاء 

حسب مكي فإن المشروع يبدو جذابًا في أنظار العديد من الشركات الخاصة، فهو لن ينتج الوقود للشركات المحلية فقط، ولكن سيتم من خلاله أيضًا تصدير "ساف" للخارج.

ويقول مكي إن الجمعية العمومية المقبلة للشركة ستعلن عن ضم شركاء جدد من أبرزهم شركة GS الكورية و"كتير من المستثمرين لسة عاوزين يدخلوا الشراكة" حسب قوله، من ضمنهم شركة oapecorg التي لا يزال طلبها محل دراسة.

ويشرح مكي أن الشركة ستكون قادرة على تغطية كامل احتياجات مصر للطيران من الوقود المستدام وستقوم بتصدير الكميات الإضافية "عملنا استراتيجية لوزارة البترول قبل عام 2050 ممكن ننتج مليون طن، حنبقى مركز للشرق الأوسط لإنتاج وقود الطائرات المستدام".

أما عن التمويل، فيقول مكي إن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار قدم من البداية دعمًا للمشروع في صورة دراسة جدوى ومنحة بنحو 100 مليون دولار، مشيرًا إلى أن البنك سيكون منوط به جمع التمويلات المتبقية للمشروع.

وعن تدبير باقي التمويل يوضح مكي أن هذا الأسبوع سيشهد زيارة من بنك الإعمار لمصر لتوقيع وثيقة تمويل المشروع، والذي يبلغ إجماليه نحو 570 مليون دولار.