أعلنت ولاية فلوريدا الأمريكية، الاثنين، تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" منظمتين إرهابيتين أجنبيتين.
وقال حاكم الولاية رون ديسانتيس، على إكس، منتصف الليلة الماضية، إن سلطات الولاية اتخذت القرار و"تُوجّه جميع الأجهزة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لمنع الأنشطة غير القانونية التي تقوم بها هاتان المنظمتان، بما في ذلك حرمان أي شخص يقدم لهما دعمًا ماديًا من أي امتيازات أو موارد".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع من يمول ويدعم الإرهاب المتشدد"، وأضاف أن الرئيس دونالد ترامب "اتخذ إجراءً حاسمًا لحماية أمريكا من التهديدات الإرهابية ببدء عملية تصنيف بعض كيانات جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية".
وذكر الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب، ونشره البيت الأبيض أن "جماعة الإخوان المسلمين تأسست في مصر عام 1928، وتطورت لتصبح شبكة عابرة للحدود الوطنية، ولها فروعٌ في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه".
وأضاف "يتعلق الأمر بانخراط فروعها في لبنان والأردن ومصر في تسهيل ودعم العنف وحملات زعزعة الاستقرار التي تُلحق الضرر بمناطقها، ومواطني الولايات المتحدة، ومصالح الولايات المتحدة".
ويأتي هذا القرار بعد أن أعلن حاكم تكساس جريج أبوت، الشهر الماضي، تصنيف "الإخوان" و"كير"، منظمتين إرهابيتين أجنبيتين وكيانات إجرامية عابرة للحدود، وحظر القرار على الطرفين شراء أو بيع الأراضي في الولاية، ويسمح القرار للمدعي العام للولاية برفع دعوى لإغلاقهما، وربما فرض غرامات على المتورطين في التعامل معهما.
واتهم أبوت منظمة كير بـ"السعي لنشر الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة عبر التسلل للمناصب العامة ومجالات أخرى في الحياة العامة، واتهم كذلك المنظمة بالترويج للإرهاب وتمويله".
وقتها ردت منظمة كير في بيان اتهمت فيه حاكم ولاية تكساس بتنفيذ أوامر من إسرائيل والمانحين من منظمة أيباك، كبرى منظمات اللوبي اليهودي في أمريكا.
وتشير تقديرات لوجود نحو 400 ألف مسلم في ولاية تكساس التي يبلغ تعداد سكانها قرابة 30 مليون نسمة.
وحسب النيويورك تايمز، فإن هجوم حماس على إسرائيل أدى إلى تفاقم التدقيق في منظمة كير، التي نفت أي علاقة لها بحماس "ومؤخرًا، شعر المسلمون الأمريكيون في جميع أنحاء الولايات المتحدة بتوتر متزايد بعد إطلاق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني على يد مهاجر أفغاني الشهر الماضي".
وعلى النقيض من إعلان تكساس، فإن الأمر الصادر في فلوريدا لا يبدو أنه يحظر على منظمة كير، التي لديها مكتب في تامبا، أو جماعة الإخوان شراء الأراضي في الولاية.
ويدعو الأمر الصادر في فلوريدا الوكالات الحكومية إلى منع منظمة كير وجماعة الإخوان المسلمين، وأي شخص معروف بأنه "قدم الدعم المادي أو الموارد" لهما، من الحصول على عقود أو وظائف أو أموال أو أي منفعة عامة أو امتياز من الوكالات.
كما يمنح القانون مجلس الأمن الداخلي للدولة المكون من رؤساء الوكالات صلاحية إجراء مراجعة للسلطات واللوائح والسياسات القائمة "للتعامل مع التهديدات" من قبل المنظمتين، والتوصية بأي إجراء إضافي.
وتقول الدعوى التي رفعتها منظمة كير في ولاية تكساس إن وصف المجموعة بأنها منظمة إرهابية وإجرامية دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة يعد انتهاكا للقانون الفيدرالي.
تأسس مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" عام 1994، بمبادرة من ثلاثة شبان أمريكيين مسلمين، هم نهاد عوض وعمر أحمد المنحدران من أصول فلسطينية، وإبراهيم هوبر وهو كندي مسلم.
وللمجلس 32 فرعًا ومكتبًا إقليميًا في الولايات المتحدة، تقول الجزيرة إن "همها الحفاظ على صورة المسلمين في أمريكا من تشويه بعض المنظمات الصهيونية، والعمل على إقامة تعايش وتأثير بناء للمسلمين في المجتمع الأمريكي".