يلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، غدًا الاثنين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لـ"بحث أوضاع اللاجئين السودانيين في مصر، ولحشد الدعم لمصر بوصفها أكثر الدول استقبالًا لهم"، بحسب ما قالته العضوة بالمكتب الإعلامي لشؤون اللاجئين في مصر لمياء عبد العال، للمنصة.
وأضافت عبد العال أن ذلك يأتي "في أعقاب الحرب التي شهدتها البلاد منتصف أبريل/نيسان الماضي، ونتج عنها نزوح أكثر من 1.3 مليون شخص من ديارهم".
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أشار، في كلمته أمس خلال قمة مجلس الأمن والسلم الإفريقي، إلى أن مصر ضمن الأكثر تأثرًا بالأزمة، مطالبًا بالتنسيق مع دول الجوار لحلحتها واستعادة الأمن والاستقرار، ولافتًا إلى استقبال مصر حتى الآن 150 ألف سوداني، إضافة إلى 5 ملايين سوداني يقيمون في مصر وتتم معاملتهم كمواطنين.
في غضون ذلك، أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندى، أن المصريين يستقبلون الوافدين بحفاوة، مضيفًا "أعلم أنه تحد كبير لمصر، والأثر عظيم على المجتمع وعلى الأمن والاقتصاد وأنا اتفهم ذلك بشدة"، مناشدًا السلطات المصرية باستمرار تقديم الدعم للوافدين وإبقاء الحدود مفتوحة لمن يلتمسوا الأمن والحماية.
وأضاف جراندي، في تصريحات تليفزيونية على هامش تفقده الإجراءات بميناء قسطل بأسوان عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الأحد، أنه سيلتقي غدًا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وسوف ينقل له كل ما رآه من مجهودات من السلطات المصرية، موضحًا أن الأمم المتحدة موجودة وسوف تقدم كل ما يحتاجه الوافدين من مساعدة والذين يحتاجون لمزيد من الموارد من الدول المانحة والمجتمع الدولي، مشددًا على أنه لا يجب أن تترك مصر وحيدة في تحمل تلك المسؤولية.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قالت في بيان لها، أمس السبت، إن زيارة جراندي إلى مصر تستهدف "تسليط الضوء على احتياجات الأشخاص النازحين قسرًا جراء الصراع القائم في السودان والذين عبروا إلى مصر باحثين عن الأمان".
وأوضحت عبد العال، أن لقاء جراندي والسيسي ، يأتي في أعقاب لقاء يجمعه بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبالتزامن مع لقاء يجمعه بعدد من السودانيين الذين وصلوا حديثًا إلى مصر، لبحث أوضاعهم وسبل دعمهم.
ووقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الاثنين الماضي، اتفاقية شراكة مع الهلال الأحمر المصري بقيمة 38 مليون جنيه، على سبيل "تقديم المساعدة الإنسانية للأشخاص الذين يعبرون الحدود من السودان"، وذلك "إضافة إلى الدعم العيني الذي تقدمه المفوضية منذ اندلاع الأزمة على الحدود المصرية بقيمة 15 مليون جنيه"، بحسب بيان صادر عن المفوضية اطلعت المنصة عليه.
وأوضح البيان، أنه "بموجب هذه الشراكة، ستوفر المفوضية للهلال الأحمر المصري أكثر من مليوني زجاجة مياه ومستلزمات نظافة وصحة شخصية لـ150 ألف شخص ليتم توزيعها على القادمين من السودان من جميع الجنسيات بمن فيهم المصريين العائدين".
كما أنه بموجبها سيتم "التكفل بنقل الأشخاص الأكثر احتياجًا الذين لا يستطيعون دفع تكاليف نقلهم من الحدود إلى المدن المختلفة".
كما تضمنت الاتفاقية "ميزانية لمساعدة الحالات الطبية التي تعاني من أمراض مزمنة أو مشاكل طبية جراء الرحلة الطويلة من السودان حتى الحدود المصرية".
وبحسب المفوضية، قدرت الحكومة المصرية دخول ما يقرب من 113 ألف شخص منهم حوالي 107 ألف سوداني لأراضيها، من خلال معابر أرقين وقسطل الحدوديين، حتى 17 مايو/ آيار الجاري.