أسعار اللحوم في مستوياتها رغم تأكيدات "التموين" تراجعها 10%

استقرت أسعار اللحوم البلدية  أمس، عند حدودها المرتفعة بمتوسط 320 جنيه للكيلو بحسب النوع والمنطقة، بعكس ما أعلن عنه مساعد وزير التموين الدكتور إبراهيم عشماوي بتراجع أسعار المنتح بنحو 10% بعد ضخ اللحوم المستوردة الحية بسعر 195 جنيهًا للكيلو بالمجمعات الاستهلاكية، وفقًا لتأكيدات عدد من الجزارين بمحافظتي القاهرة والجيزة.

وأكد سامح نبيل، صاحب محل جزارة بمنطقة الصف الجيزة، أن أسعار اللحوم الحية مرتفعة للغاية خلال الفترة الحالية مع قرب حلول موسم عيد الأضحى المبارك، فكيف تنخفض أسعار اللحوم لدى الجزارين.

وقال نبيل، في تصريحات للمنصة، "أنا لسه مكلمتكش في نقل الراس ومرتبات الصبيان وأجرة المحل، وفواتير المايه والكهربا، والقرشين اللي هطلع بيهم من الكيلو عشان أصرف على عيالي في الغلا اللي إحنا فيه ده".

وفي السياق ذاته، أوضح محمد سيد، صاحب محل جزارة بمنطقة فيصل، أن فترة ما قبل عيد الأضحى عادة ما تشهد زيادات سعرية غير مبررة أحيانا من جانب أصحاب المزارع، مشيرًا إلى صعوبة تراجع أسعار اللحوم خلال الفترة الحالية، خاصة وأن نسبة الركود وصلت في بعض الأوقات إلى ما يقرب من 70% ولم تتراجع الأسعار.

وقال سيد للمنصة، "أنا ورثت الشغلانة دي عن أبويا وبقالي سنين طويلة شغال، عمري ما شوفت الأسعار نزلت في موسم عيد الضحية"، مضيفًا أن كل جزار يضع هامش الربح المناسب له على تكلفة الكيلو المرتفعة بالأساس، وبالتالي تصل للمستهلك بأسعار عالية.

وأكد مجدي محمد، صاحب محل جزارة بمنطقة مايو، أن أسعار اللحوم تتزايد تدريجيا مع قرب حلول عيد الأضحى، ما يضع محال الجزارة في حرج كبير مع المواطنين ويقلل من معدلات البيع والشراء، وهو ما تسبب في غلق بعض محال الجزارة خلال الفترة الماضية.

ومن جانبه، أرجع ياسر عبد الحكيم، صاحب إحدى مزارع المواشي بالجيزة، المعدلات التي وصلت إليها أسعار اللحوم الحية، إلى تراجع حجم المعروض من الأعلاف بشكل كبير طوال الفترة الماضية، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعارها بالأسواق.

وشدد عبد الحكيم، في تصريحات للمنصة، على أن تكلفة سعر كيلو العجول الحية وصلت إلى ما بين 130 و140 جنيهًا، وبالتالي يتم بيع الكيلو للجزارين بسعر يتراوح بين 140 و160 جنيه بحسب حالة كل رأس، قائلا "إحنا نحط في الراس الواحدة 50 و60 ألف جنيه عشان نجيب 5 و6 آلاف جنيه".

وأكد أن كيلو اللحم يصل للمستهلك في بعض المناطق بحوالي 350 جنيه وهو رقم مبالغ فيه، مرجعًا هذا الأمر لكثرة حلقات التداول في بعض الأحيان، وجشع بعض أصحاب المحال والمزارع أحيانا أخرى، متوقعًا إنتهاء أزمة "جنون الأسعار" بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك.

وكان الدكتور إبراهيم عشماوي، مساعد وزير التموين، قد أكد على تراجع سعر اللحوم بنسبة 10%؛ نتيجة تدخل الدولة لزيادة حجم المعروض من المنتج، لافتًا إلى أن الوزارة تتيح اللحوم الحمراء المستوردة من جيبوتي بسعر 195 جنيهًا للكيلو.

من جانبه، أكد مصدر مسؤول بشركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، التابعة لوزارة التموين، وعي الوزارة لعدم تكرار أزمة الدواجن البرازيلية، بعدما طرحت كميات كبيرة من المنتج بالمجمعات الاستهلاكية ليستغل عدد من التجار تراجع أسعارها عند 65 جنيها، ويقوم بشراء كميات كبيرة ثم إعادة بيعها بغرض التربح.

وأضاف المصدر، في تصريحات للمنصة، أن الوزارة وضعت حدا أقصى لكل مواطن يرغب في شراء اللحوم المستوردة بسعر 195 جنيه بواقع 2 كيلو لكل مواطن، لضمان وصول المنتج لأكبر قدر من المواطنين.

وأكد أن مجمعات النيل فقط توفر يوميًا ما يقرب من 30 ألف كيلو بمنافذها بتكلفة استثمارية تقارب 6 مليون جنيه، بخلاف مجمعات الأهرام والسيارات المتنقلة التي تستهدف المناطق التي لا يتوفر فيها مجمعات استهلاكية.